عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 20-01-2001, 04:44 PM
أبو صالح أبو صالح غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 237
Post البردة للبوصيري لمن يريدها

أمن تذكر جيران بذي سلم * * * * مزجت دمعا جرى من مقلة بدم

ام هبت الريح من تلقاء كاظمة * * * و اومض البرق في الظلماء من إضم

فما لعينيك إن قلت اكففا همتا * * * وما لقلبك إن قلت استفق يَهِم

أيحسب الصب أن الحب منكتم * * * * ما بين منسجم منه و مضطرم

لولا الهوى لم ترق دمعا على طلل * * ولا أرِقت لذكر البان والعلم

نعم سرى طيف من أهوى فأرَّقني * * * والحب يعترض اللذات بالألم

محمد سيد الكونين والثقلين * * * و الفريقين من عُرب ومن عجم

نبينا الآمر الناهي فلا أحد * * * * أبر من قول لا منه ولا نعم

هو الحبيب الذي ترجى شفاعته * * * * لكل هول من الأهوال مقتحم

دعا إلى الله فالمستمسكون به * * * * مستمسكون بحبل غير منفصم

فاق النبيين في خَلق وفي خُلق * * * * ولم يدانوه في علم ولا كرم

وكلهم من رسول الله ملتمس * * * * غرفا من البحر او رشفا من الديم

وواقفون لديه عند حدهم * * * * * من نقطة العلم أو من شـَكلة الحِكَم

فهو الذي تمَّ معناه وصورته * * * ثم اصطفاه حبيبا بارئ النـَّسَم

منَزه عن شريك في محاسنه * * * * فجوهر الحُسن فيه غير منقسم

دع ما ادعته النصارى في نبيهم * * * واحكم بما شئت مدحا فيه و احتكم

وانسب إلى ذاته ما شئت منشرف * * * * وانسب إلى قدره ما شئت من عِظَم

فإن فضل رسول الله ليس له * * * * حد فيعرب عنه ناطق بفم

وكيف يدرك في الدنيا حقيقته * * * * قوم نيام تسلوا عنه بالحُلم

فمبلغ العلم فيه أنه بشر * * * * وأنه خير خلق الله كلهم

أكرم بخلق نبي زانه خُلُق * * * * بالحسن مشتمل بالبـِشر متَّسِم

كالزهر في ترف والبدر في شرف * * * * والبحر في كرم و الدهر في هِمم

كأنه وهو فرد في جلالته * * * * في عسكر حين تلقاه وفي حَشم

كأنما اللؤلؤ المكنون في صدف * * * * من معدني منطق منه ومبتسم

لا طيب يعدل تُرباً ضمَّ أعظمه * * * * طوبى لمنتشق منه وملتثم

يا خير من يمم العافون ساحته * * * * سعيا و فوق متون الأينق الرسم

ومن هو الآية الكبرى لمعتبر * * * * ومن هو النعمة العظمى لمغتنم

ومن تكن برسول الله نصرته * * * * إن تلقه الأسد في آجامها تجم

ولن ترى من ولي غير منتصر * * * * به ولا من عدو غير منقسم

أحلَّ اُمَّته في حرز ملته * * * * كالليث حلَّ مع الأشبال في أجم

كم أبرأت وَصِبَـاًً باللمس راحتُه * * * * وأطلقت أرِبامن رَبقَة اللَّمم

إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي * * * * فضلا و إلا فقل يا زلة القدم

حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه * * * * أو يرجع الجار منه غير محترم

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به * * * * سواك عند حلول الحادث العمم

يارب واذن لسحب صلاة منك دائمة * * * * على النبي بمنهلّ و منسجم

و الآل و الصحب ثم التابعين لهم * * * * أهل التقى و النقى و الحلم والكرم

ما رنحت عذبات البان ريح صبا * * * * وأطرب العيس حادي العيس بالنغم