الموضوع: جيران العرب 2
عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 02-08-2006, 06:10 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

انتخابات سنة 1946

مما لا شك فيه كانت انتخابات عام 1946 بمثابة تمهيد لانتقال نوعي من اللون الواحد للحكم الى حالة من التعددية ولو بصورة ظلت تدور حول نفس المحور السابق ، لكنها كانت مقدمة هامة لانتقال السلطة فيما بين الكتل السياسية ..

فبعد ان استشعر قادة حزب الشعب الجمهوري الحاكم أن المعارضة آخذة في النمو ، خشي أن يخسر الانتخابات التي كان مقررا لها في تموز/يوليو عام 1947 ليجعلها في نفس الشهر من عام 1946 ، حيث فاز فعلا بأغلبية هامة ، إذ حصل الحزب الحاكم على 396 مقعدا من أصل 465 من المجلس الوطني الكبير ، فيما حصل الحزب الديمقراطي المعارض على 62 مقعدا . أما فيما يتعلق بانتخابات رئيس الجمهورية فقد فاز عصمت إينونو رئيس الحزب الحاكم ورئيس الجمهورية على 288 صوتا مقابل 59 صوت لمرشح المعارضة (فوزي جاقماق) .

لم تستطع الحكومات المتتالية التي تم تشكيلها بعد تلك الانتخابات في تحسين الوضع الاقتصادي فقد انخفضت قيمة الليرة بشكل كبير كما ارتفعت الأسعار 320% عما كانت عليه قبل الانتخابات .. كل هذا أدى الى تنامي قوة المعارضة و انشقاقات في الحزب الحاكم و انضمام قسم من كبار كوادره الى المعارضة . أدى الى تعديل في النظام حيث فصلت رئاسة الحزب عن رئاسة الجمهورية .

مع ذلك فانه يسجل للحزب الديمقراطي في سنين حكمه العشرة من (1950ـ1960) أنه حقق بعض الإنجازات منها (خلال أربع سنوات ):

1 ـ توزيع أراضي الدولة على المواطنين واستيفاء أثمان رمزية لها على عشرين قسط سنوي .
2 ـ ارتفعت نسبة الإنتاج الزراعي خلال الأربعة أعوام الأولى الى 200% .
3ـ زادت القوة الكهربائية من 800 مليون كيلوواط الى 3مليارات .
4ـ ازداد طول الطرق المعبدة من 2630كم الى 22000كم والجسور من 289جسر الى 1189 عام 1954 .
5ـ استفادت حكومة عدنان مندريس من قروض وهبات أمريكية قدرت ب 660مليون دولار .
6ـ بني 5000 مسجد خلال العشرة أعوام . وزادت المعاهد الدينية الى 19 معهد . كما أطلق سراح بديع الزمان سعيد النورسي ، صاحب جريدة الاتحاد والذي كان يهاجم الأتاتوركية بشدة ، والعودة الى تطبيق الشريعة الإسلامية ، وترك لينشر هجومه على الخط العلماني فيما عرف باسم (رسائل النُور) .

أخذت الظاهرة الدينية في العودة بقوة ، خصوصا بعد أن شارك قرابة نصف مليون في تشييع جنازة (فوزي جاقماق ) حيث رفعوا لافتات كتب عليها (لا إله إلا الله ) .. فأدركت المعارضة أهمية مناغاة الجانب الديني ، مما جعلها تفوز بانتخابات أيار/مايو عام 1950 ..

انتخابات عام 1950

حصل الحزب الديمقراطي المعارض على 53.6% في حين حصل حزب الشعب الجمهوري على 40% .. وتم انتخاب (جلال بابار) رئيسا للجمهورية و (عدنان مندريس) رئيسا للوزراء .. وحقيقة لم يكن هذا التغيير صارخا وقويا ، بل بقيت الأمور على ما كانت عليه من ثوابت ، بل زيد عليها بالتوجه الى الليبرالية والاقتصاد الحر ، ووقف مظاهر الاشتراكية والمركزية التي بدأت تنمو داخل حزب الشعب الجمهوري في آخر سنين حكمه السبع وعشرين .

لقد تكرر انتصار الحزب الديمقراطي في ثلاث انتخابات ، فيما تراجع الحزب الجمهوري والذي انتقد الحزب الديمقراطي بتشجيعه للنزعة الدينية وابتعاده عن خط أتاتورك الى 31 مقعدا فقط ..

تأثرت القوى المعارضة لحكومة الحزب الديمقراطي ، وما كان أمامها إلا أن تتجمع في جبهة واحدة أمام هذا الحزب ، مما جعل الحزب يتوجس خيفة من تلك الأحزاب ، خصوصا بعد أن تم الإطاحة بالنظام الملكي في العراق في 14/7/1958 .. مما زرع مخاوف في تكرار تلك العملية في تركيا .. فحاول الحزب الحاكم صناعة جبهة مضادة تدعو الى حماية الوطن والدين ضد أعداء الدين ، مما جعل الجماهير في الأرياف الالتفاف حول الحزب الحاكم .

لكن ذلك أدى الى ابتعاد المثقفين والنخب السياسية عن (عدنان مندريس) ، مما جعله يقوم بعدة خطوات قمعية ، وفرض الأحكام العرفية بعد أحداث استانبول في 3/5/1960 ، والتي تلت طرد ( عصمت إينونو ) من البرلمان ، وتجميد نشاط (عثمان بولوك باشي ) زعيم الحزب الفلاحي القومي ..

كل هذا سرع بحدوث الإنقلاب العسكري في 27/5/1960 بقيادة (جمال كورسل) .. وانتهت بذلك حقبة حكم الحزب الديمقراطي ..

المراجع :
ـــــ
1ـ عماد أحمد الجواهري / النظام السياسي التركي الموصل 1988
2 ـ ابراهيم خليل أحمد/ إيران وتركيا / الموصل 1992
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس