الموضوع: نزار قباني
عرض مشاركة مفردة
  #51  
قديم 05-08-2006, 07:38 AM
Orkida Orkida غير متصل
رنـا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 4,254
إفتراضي

قصة راشيل شوازنبرغ

أكتب للصغار،
للعرب الصغار حيث يُوجدون
لهم،
على اختلاف اللون،
والأعمار،
والعيون
أكتب للذين سوف يُولدون
لهم أنا أكتبُ،
للصغار
لأعين يركض في أحداقها النهار
أكتب بإختصار
قصة إرهابية مجندة
يدعونها (راشيل)
قضت سنين الحرب في زنزانة منفرده
شيدها الألمان في براغ
كان أبوها قذرا من أقذار اليهود
يزور النقود
وهي تدير منزلا للفُحش في براغ
يقصده الجنود..

وآلت الحرب إلى الختام
وأعلن السلام
ووقع الكبار
أربعة.. يلقبون نفسهم كبار
صك وجود الأمم المتحدة

وأبحرت من شرق أوروبا
مع الصباح..
سفينة تلعنها الرياح
وجهتها الجنوب
تغص بالجرذان، والطاعون، واليهود
كانوا خليطا من سُقاطة الشعوب
من أرض بولندا،
من النمسا
من استنبول
من براغ
من آخر الأرض، من السعير
جاؤوا إلى المسالم الصغير
فلطخوا ترابنا
وأعدموا نساءنا
ولاتزال الأمم المتحده
ولم يزل ميثاقها الخطير
يبحث في حرية الشعوب
وحق تقرير المصير
والمُثُلِ المجرده

فليذكر الصغار
العرب الصغار حيث يوجدون
من ولدوا منهم، ومن (سيولدون)
قصة إرهابية مجندة
يدعونها (راشيل)
حلت محل أمِيَ الممددة
في أرض بيارتنا الخضراء في الجليل
أمي أنا الذبيحة المستشهده..
وليذكر الصغار
حكاية الأرض التي ضيعها الكبار..
والأمم المتحدة

أكتب للصغار
قصة بئر السبع، واللطرون، والخليل
هل يذكر الليمون في الرملة،
في اللد
وفي الجليل
أختي التي علقها اليهود في الأصيل
من شعرها الطويل
أختي أنا نوار
أختي أنا الهتيكة الإزار
أختي التي مازال جرحها الطليل
مازال بإنتظار
نهار واحد
نهار ثار
على يد الصغار
جيل فدائي من الصغار
يعرف عن نوار
وشعرها الطويل
وقبرها الضائع في القفار
أكثر مما يعرف الكبار
أكتب للصغار
أكتب عن يافا، وعن مرفئها القديم
عن بقعة غالية الحجار
يضيئ برتقالها كخيمة النجوم
تضم قبر والدي
وإخوتي الصغار
هل تعرفون والدي؟
وإخوتي الصغار؟
إذ كان في يافا لنا، حديقة ودار..
يلفها النعيم..
وكان والدي الرحيم
مزارعا شيخا يحب الشمس والتراب
والله، والزيتون، والكروم
كان يحب بيته
وزوجه..
والشجر المثقل بالنجوم..

..وجاء أغراب مع الغياب
من شرق أوروبا
ومن غياهب السجون
فأتلفوا الثمار
وكسروا الغصون
وأشعلوا النيران في بيادر النجوم
والخمسة الأطفال في وجوم
والليل في وجوم..
واشتعلت في والدي كرامة التراب
فصاح فيهم: إذهبوا إلى الجحيم
لن تسلبوا أرضي ياسلالة الكلاب!!

..ومات والدي الرحيم
بطلقة سددها كلب من الكلاب
عليه، مات والدي العظيم
في الوطن العظيم
وكفه مشدودة شدا إلى التراب
فليذكر الصغار
العرب الصغار حيث يوجدون
من ولدوا.. ومن سيولدون
ماقيمة التراب
لأن في انتظارهم معركة التراب..


نزار



يتبع أكييييييييد...
__________________

لا تُجادل الأحمـق..فقد يُخطـئ الناس في التفريـق بينكمـا
الرد مع إقتباس