[محمد زاهد الكوثري]

كانت هذه المقالة من مقالات الإمام محمد زاهد الكوثري حول فكرة التقارب بين المذاهب والنحل وقد رأيت إيرادها في حوار الخيمة العربية لأجل أمرين فأما الأول فهو الحوار بين السنة والشيعة وبين السنة والوهابية (بين السنة من جهة وبين أي فرقة من الفرق التي تنتسب إلى الإسلام) فحيث كنا بحاجة إلى التقارب في هذا الزمن العصيب الذي تستنزف فيه طاقات الأمة شرقا وغربا كان لا بدّ من العودة إلى ما وضعه الأئمة أمثال محمد زاهد الكوثري من قواعد لانطلاق مثل ذلك الحوار حتى يكون بنّاء ويبتعد عن الغوص في الخلاف حتى يزيد الخرق على الراقع وقد رأينا في حوار الخيمة نموذجين في غير محلهما فأما الأول فكان بين السنة والشيعة في الخيمة المفتوحة وحسنا ما تقرر من منع مثل تلك الحوارات حيث لم تقدم إلى اتساع رقعة الخلاف وأما النموذج الثاني فكان بين السنة والوهابية وكان أشدّ من الأول لأن بعض المتصارعين كان يريد أن يدخل الكبير في الصغير وأن يذوبه فيه بينما هو في الحقيقة ينوء بحمل تاريخه العريق وبرسالته التي رعاها جمهور العلماء على مرّ العصور وهذا لما كان موضع خلاف بين السنة والشيعة حيث غنهم لا ياخذون إلا بما ثبت عن إمام معصوم في نظرهم بينما الوهابية كذلك تلغي دور الجمهور من العلماء وبرأيي الخاص متمحصا عن قراءة مقالة الكوثري هذه هي أن يتسنى لأي حوار من يقوم برعايته ويهدف إلى تقرير الاتفاقيات قبل الشروع في الخلافيات ومن ثم إلى توحيد صيغة تلك المقررات عمليا بحيث يحرص على أن الحوار سيصل بالمتحاورين إلى نتيجة مرتجاة تقدم ولا تؤخر تجمع ولا تفرق مع رفع كامل للعصبيات الحزبية وتبقى العصبية لدين الله وحده ومن هنا أقترح إلغاء كل تلك الحوارات من الخيمة العربية ما لم تحتوِ تلك المعطيات والظروف السالفة الذكر ولا أترك النصيحة للجميع بالتزام أقوال أئمة المذاهب الأربعة المتبوعين مثل الإمام الشافعي والإمام أبي حنيفة والإمام مالك والإمام أحمد رضي الله عنهم أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته