
04-09-2006, 03:34 PM
|
Banned
|
|
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
|
|
-405-
وهناك سر لم يذكر في البيان وأشارت إليه الصحف الايرانية :
( ان النتائج الملموسة للمحادثات الايرانية السورية لن تتضح إلا خلال الأشهر المقبلة ) .
وكانت وكالات الأنباء تنقل بعض محادثات الرئيسين بقولها :
أظن ، ويحتمل .. وفي هذا دليل على أن حقيقة المحادثات لم يعلن عنها .
ولا بد من الاشارة الى أمر خطير سبق زيارة الأسد للشاه بقليل :
تداعت الدول العربية الى عقد اجتماع على مستوى وزراء خارجية الدول العربية لبحث الحرب الدائرة في لبنان ، غير أن سورية الأسد اعتذرت عن حضور الاجتماع الذي عقد فعلا في القاهرة وكانت وجهة نظرها أنه لا يجوز تعريب مشكلة لبنان ، وتعريب المشكلة سيكون على حساب الوجود الفلسطيني في لبنان .
ووجد الثعلب النصيري من يصدق كلامه ، ويردد معه بأنه ليس من مصلحة الفلسطينيين أن تعرب مشكلتهم ، وهذا الذي رفض تعريب مشكلة لبنان طار بالمشكلة كلها وبسطها بين يدي الشاه في اجتماع مغلق ثم بين الأسد وفرنجيه عند عودة الأول الى دمشق مباشرة ، وبناء على هذا الاتفاق قام المجرم النصيري بجرائمه المشهورة في لبنان .
وكان للشاه محمد رضا نفوذ واسع داخل لبنان عن طريق الصدر من جهة ، وعن طريق كميل شمعون من جهة ثانية ، وعرض مبادرة لحل الأزمة اللبنانية قبل زيارة الأسد لطهران ، وهو الذي قال لصحيفة السياسة : ( ونحن آسفون لما يحدث للأخوة الشيعة في لبنان ،
-406-
ونريد أن نساعدهم بالطعام والأدوية لكن السؤال كيف يتم ذك"2" ) .
_ نشرت صحيفة ( الوطن العربي ) الصادرة في باريس بتاريخ 28/7/78 الخبر التالي :
علم المحرر الدبلوماسي ل ( الوطن العربي ) أن تركيا وجهت مذكرة شفهية الى كل من سورية وايران طالبت إليهما فيها الحفاظ على علاقات الجوار مع تركيا عبر منع تسلل عناصر الشغب الكردية الى المنطقة الجنوبية الشرقية من تركيا كما حدث مؤخرا .. وقد أوردت المذكرات جانبا من اعترافات العناصر الكردية التي تسللت الى المنطقة من سورية وايران وأضافت بأن تركيا ستقمع بشدة أية محاولات لتعكير أمنها القومي .
وأشارت تقارير دبلوماسية من دمشق الى أن الدلائل تتوافر على نوع من التعاون الايراني _ السوري المجهول الأهداف .. فقد وصلت مؤخرا الى سورية عناصر من خبراء البوليس السياسي الايراني ( السافاك ) في مهمة لتبادل المعلومات والخبرات .
_ طهران _ أ.ف.ب _ ذكرت المصادر المطلعة أن الرئيس المساعد للسافاك _ علي موتازيد _ قد عين سفيرا لايران في سورية وقد سبق وأن تم تعيين رئيس البوليس السياسي نعمة الله نصيري سفيرا لايران في باكستان"3" .
إن المعلومات التي وردت في الخبرين الأخيرين وقعت أيام الشاه ، وفيهما دلالة واضحة على مدى التعاون الأمني الذي قام بين البلدين .
(2) السياسة 20/1/1976 .
(3) القبس الكويتية 6/7/1978 .
-407-
أما قول الدوائر الدبلوماسية بأن التعاون الايراني السوري مجهول الأهداف ففيه برهان على غباء هذه الدوائر ان كان هذا القول قد ورد على ظاهره ، لأن تركيا كانت هدفا من هذه الأهداف ، كما كانت لبنان هدفا آخر ، والهدف العام هو بدون شك تحقيق أطماع الباطنيين في العالم الاسلامي ، وهو هدف طالما سعوا إليه في جميع حقب التاريخ الاسلامي.
_ أعلن ( عباس علي حجاريان ) مدير الاشراف والاتفاقات بوزارة الطاقة الايرانية في دمشق أن الخبرة الفنية السورية ستكون مجال استفادة كبيرة للفنيين الايرانيين أثناء تنفيذ قنوات الري في أراضي أصفهان بايران .
وكان المهندس صبحي كحالة وزير الفرات قد استقبل حجاريان والوفد الفني المرافق له خلال زيارة قاموا بها لسورية ، وأبدى رئيس وأعضاء الوفد اعجابهم الشديد بما شاهدوه من الأعمال الفنية التي تنفذ حاليا في مشروع سد الفرات"4" .
تعليق :
ان هذه الأخبار تؤكد لنا أن صفحة جديدة من التعاون والثقة قد بدأت بين ايران وسورية.
ومما لا مرية فيه أن أوجه التعاون قد تجاوزت ما لدينا من معلومات وان هناك اتفاقات ومعاهدات لم يكشف الطرفان عنها ، وآثرا الاحتفاظ بسريتها .
ولقد نجح الثعلب النصيري في اخفاء علاقاته مع الشاه عن قواعد ما يسمى بحزب البعث ، وعن عامة الشعب في سورية .
(4) وكالات الأنباء 11/1/1976 .
-408-
وكان الأسد يمد يد المصافحة للشاه في وقت تجرأ فيه على ارسال أول شاحنة نفط لاسرائيل عن طريق قناة السويس .
والذين يأخذون الأمور على ظواهرها ستأخذهم الحيرة أمام هذه المعلومات ، وسيتسائلون : كيف يتم هذا اللقاء بين ايران الشاه الرجعية الرأسمالية الأمريكية التي تعادي الأمة العربية ، وتخطط لابتلاع الخليج ، وبين سورية الاشتراكية الثورية القومية المعادية لاسرائيل.
لكن الذين سبروا غور الباطنية يعلمون أن وراء الأكمة ما وراءها ، وان الشعارات التي ترفعها سورية الأسد إنما هي للاستهلاك والمزايدة .
وفي الختام نستطيع أن نقرر الحقيقة التالية :
ان بداية التعاون بين الشيعة والنصيرية كان عن طريق رجال الدين ثم تعاونوا عن طريق القيادة السياسة في كل من البلدين .
-409-
المبحث الثاني
ظاهرة الصدر والحرب اللبنانية
كان موسى الصدر قطب الرحى في العلاقات الايرانية السورية ، وكانت له صلات وثيقة مع الرئيس النصيري حافظ الأسد ، ولعب دورا رئيسا في الحرب اللبنانية بالتنسيق مع النظام السوري ، وأقام علاقات وطيدة مع جميع الأطراف والهيئات :
مع منظمة التحرير ، والموارنة ، واليساريين ، والمسلمين في لبنان ، ومعظم الحكام العرب.
والحديث عن التقارب النصيري الرافضي يقتضي تسليط الأضواء على شخصية موسى الصدر:
موسى بن الصدر الدين الصدر ايراني المولد والجنسية ، مواليد عام 1928 تخرج من جامعة طهران _ كلية الحقوق والاقتصاد والسياسة _ ومن هنا نعلم أن الصدر سياسي وليس عالما من علماء الشيعة ، ورد أنصاره على هذه التهمة بأنه درس في النجف بعد تخرجه من جامعة طهران ، وبعضهم يقول درس في قم وليس في النجف ،وكان تلميذا لهذا الخميني .
وصل الصدر لبنان عام 1958 ونزل ضيفا على آل شرف الدين في مدينة صور ، وكان مجرد عالم شيعي موفد من النجف للقيام بنشاط ديني في أوساط الشيعة .
هذا الذي يظهر بمهمته أما حقيقة العرض الذي جاء من أجله فيشير إليه السياسي الايراني الدكتور موسى الموسوي فيقول :
-410-
( في عام 1958 أرسل الجنرال بختيار مدير الأمن العام الايراني موسى الصدر الى لبنان وزوده بالأموال اللازمة .. وبعد عشر سنوات من ذلك التاريخ أصبح هذا الشخص رئيسا للمجلس الشيعي الأعلى . وقد صرفت الحكومة الايرانية لتوليته هذا المنصب أكثر من مليون ليرة لبنانية )"5" .
وفور وصول الصدر الى لبنان وجد كل دعم من الرئيس اللبناني فؤاد شهاب ، وقد منحه الجنسية بموجب مرسوم جمهوري ، علما بأن منح الجنسية لغير النصارى في لبنان أمر في غاية المشقة ، فهناك قبائل ومواطنون لبنانيون منذ القديم ولا يحملون الجنسية اللبنانية فكيف سارع شهاب الى هذا الكرم الحاتمي ومنح الجنسية لايراني ابن ايراني وليس له إلا أيام في لبنان ؟! .
ولمع نجم الصدر في لبنان كلها ، وساهمت السلطة المارونية في ذلك حيث كانت أصعب القضايا تحل عن طريق الامام ، وبطاقته عند السلطة لا ترد فقام ببناء المدارس والنوادي والحسينيات في سائر أنحاء لبنان وجعلها مراكز لنشاطه السياسي ومن المؤسسات التي أنشأها : جمعية بيت الفتاة ، ومؤسسة التعليم المهني ، ومعهد الدراسات الاسلامية ، وجمعية البر والاحسان .
وفي عام 1969 نجح الصدر في انشاء المجلس الشيعي الأعلى ، وكانت هذه أول خطوة ينفصل بموجبها الشيعة عن السنة في لبنان ، وصار الشيعة في لبنان طائفة مستقلة كالموارنة والسنة ، وكان ذلك بموجب مرسوم صادر عن رئيس الجمهورية .
(5) انظر كتاب ايران في ربع قرن للدكتور موسى الموسوي ص165 .
-411-
ويقول كامل الأسعد في حديث نشرته مجلة الحوادث اللبنانية في 3/1/75 :
لقد أبدى أقطاب النهج"6" ، الذين كانوا وراء مطلب انشاء المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ، تحبيذهم لتعيين السيد موسى الصدر رئيسا للمجلس ، ثم قال الأسعد :
( والجميع يذكر كيف كان السيد موسى الصدر خلال تلك الفترة التي امتدت عدة سنوات تابعا للعهد ولزعماءه ) .
وأضاف قائلا :
( إن هناك أكثر من علامة استفهام تدور حول الخطة التي ينفذها السيد موسى الصدر والأشخاص الذين يؤيدونه هنا وفي الخارج ، وأبعاد هذه الخطة في لبنان والخارج ) .
والذي قاله الأسعد موافق لأقوال كل من كتب عن الصدر فالدستور الصادرة في فرنسا أشارت الى هذه الحقيقة في عددها الصادر بتاريخ 26/6/1978 ، والقبس 19/9/1978 ، والأنباء الكويتية 29/9/1978 ، هذه الصحف وغيرها تحدثت عن شخصية الصدر المشبوهة .
(6) النهج هم أنصار الرئيس فؤاد شهاب ، وكان حكمه قائما على المخابرات _ المكتب الثاني _ ومن أبرز ضباط المخابرات الذين برزوا في عصره ( أميل البستاني ، غابي لحود ، سامي الخطيب ) ، واستمر حكم النهج طيلة عهد شهاب وخلفه شارل الحلو وهو من أنصاره ، وانتهى نفوذهم في عهد سليمان فرنجيه ، ثم عاد من جديد في عهد إلياس سركيس الذي قام بإعادة ضباط المكتب الثاني الذين كانوا في عهد شهاب .
|