الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #90  
قديم 04-09-2006, 03:41 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-426-

ولخص الدكتور صادق الطبطبائي نائب رئيس الوزراء والناطق الرسمي باسم الحكومة الايرانية موقف حكومته من قضية الصدر فقال :

( إننا نسعى وراء كشف قضية الامام الصدر وحل لغز اختفائه أولا . وهذا الحل له طرق دبلوماسية وطرق غير دبلوماسية . وسنتخذ أي طريق للوصول الى هدفنا .
والمهم أننا مطمئنون أن الامام الصدر لم يخرج من ليبيا حتى الآن ، وكل الاشاعات التي أطلقت كان هدفها تحوير هذه الحقيقة .
ان موضوع الامام الصدر كما قال الامام الخميني تجاوز علني على الحقوق الاسلامية ، ولا يستفيد من اخفائه إلا الامبريالية والصهيونية عموما ، أن يتحدوا ضد الذين ينتهكون الحرية والحرمة الاسلامية"12" .

الطبطبائي أكثر من ذكر الامبريالية _ أمريكا _ والصهيونية لأنه أدلى بهذا التصريح في لبنان وبين حلفائهم الفلسطينيين والمقام يقتضي اجترار هذه العبارات .
ورفض الخميني قائد الثورة الايرانية استقبال العقيد معمر القذافي أو اقامته علاقات دبلوماسية مع ليبيا مالم تحل مشكلة اختفاء موسى الصدر .

هذا هو موقف الثورة الايرانية من موسى الصدر : فهو قريب للخميني ، وصديق لشريعتمداري ، ومقرب من جميع الآيات ، ورفيق لبازركان وقطب زاده واليزدي ...



(12) النهار العربي والدولي 8_14/10/1979 .


-427-

ويمثله في الحكومة ومجلس الثورة رجلان مرشحان لرئاسة الجمهورية : مصطفى شمران وصادق الطبطبائي .
أما في لبنان فرغم كل ما حصل فما زال الصدر زعيما شيعيا لا ينافس ، وما زال رئيسا للمجلس الشيعي ، ومن أجله خرج شيعة لبنان في مظاهرة من البقاع الى دمشق خلال مؤتمر الصمود وقابلوا الرؤساء العرب ومنهم القذافي ، وجابوا شوارع دمشق المنكوبة هاتفين باسم الصدر ، واذا قدر للصدر الظهور بعد اختفائه فسيجعل الشيعة منه الامام المنتظر ، وستفوق شهرته شهرة استاذه الخميني"13" .

النصيريون وثورة الخميني :
قال نائب رئيس الوزراء الايراني الدكتور صادق الطبطبائي في حديث أدلى به لصحيفة تشرين الحكومية :
ان الحكومة السورية بقيادة الرئيس حافظ الأسد قدمت كل أشكال الدعم للثورة الايرانية، وكان للمساعدات السورية أكبر الأثر في انتصار الثورة على نظام الشاه"14" .

اعترف الطبطبائي بأن الحكومة النصيرية كانت على صلة مع الخميني وثورته ، وأقر بأن المساعدات السورية كان لها أكبر الأثر في انتصار الثورة على نظام الشاه ، ولكنه لم يتحدث عن شكل هذه المساعدات :


(13) هناك بوادر تشير الى أن الخلاف الايراني الليبي سيحل ، ولن يحل إلا بثمن تدفعه الأخيرة كأن تفرج عن الصدر ، أو تطلق يد علماء الشيعة في الدعوة الى نحلتهم في ليبيا والله أعلم .
(14) وكالات الأنباء 19/9/1979 .

-428-

هل كان النظام النصيري يقوم على تدريب الايرانيين كما فعلت منظمة التحرير ؟! .
أم كان يقدم لهم المساعدات المادية ويؤوي الفارين منهم ، أم أنه لعب دورا مهما في ربط شيعة لبنان وسورية مع شيعة ايران ، أم أنه كان يقدم لبعضهم جوازات السفر كما فعل مع صادق قطب زاده ؟! .

ومن أجل مزيد من المعلومات عن علاقة النظام النصيري بثوار الخميني لا بد لنا من العودة الى الفترة الزمنية التي خرج الخميني فيها من العراق ، ونسير مع الثورة حتى يومنا هذا :
_ في (1) مارس عام 1979 أجرى مراسل ( الهدف ) فهمي هويدي حوارا مع الخميني ، وسئل قائد الثورة عن مشكلته مع حكومة الكويت وكيف اعتذرت عن استقباله فكان مما قاله :
بأنه كان ينوي الاقامة يومين أو ثلاثة في الكويت ثم يتوجه بعدها للاقامة الدائمة في سورية .
لم يقل الخميني لماذا ألغى التوجه لسورية ثم توجه الى فرنسا ، لعل في ذلك سرا ليس من مصلحته كشفه ، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه لماذا اختار سورية على غيرها من البلدان ، وكان لديه عروض من دول أخرى ؟! .

_ في 27/1/1979 ذكرت صحيفة القبس الكويتية الخبر التالي :
يتوقع أن يمر الخميني بمطار دمشق وهو في طريق عودته الى ايران خلال اليومين المقبلين ، وسيجتمع مع الرئيس حافظ الأسد لعرض انعكاسات الأوضاع الايرانية الجديدة على المنطقة . انتهى




-429-

وجدت ظروف في طهران اقتضت أن يعود الخميني من فرنسا من طهران مباشرة دون أن يمر بمطار دمشق .
_ وبعد رحيل بختيار وتشكيل حكومة بازركان كان حافظ الأسد أول مهنئ للخميني ، وأشاد بالثورة الاسلامية في برقية أرسلها لقائد الثورة ، وكان من أسباب تجميد المباحثات العراقية السورية موقف الأخيرة من ثورة الخميني _ على ذمة الحوادث _ .
وما توقف الأسد عند تأييد الثورة بل راح يسهل سفر المهنئين الى طهران .

فالنظام السوري هو الذي قدم الطائرة التي أقلت عرفات ومن معه الى طهران ، وكان للغارديان البريطانية التعليق التالي :
وربما لم يكن من قبيل المصادفة أن يقوم السوريون التواقون لاقامة أفضل العلاقات مع النظام الايراني الجديد لتزويد عرفات بوسيلة نقله الى طهران ، إنها جزء من لعبة تكافؤ الضدين التي يقوم بها الرئيس حافظ الأسد وهي كيل المديح لمن يمكن أن يخشاه العراقيون شركاؤه المحتملون في الوحدة .
12/2/1979 . تاريخ الترجمة .
وليس مهما عندنا تعليق الغارديان وتفسيرها للأمر ، وإنما الأهم أن اقدام النظام السوري على تقديم طائرة لعرفات أثار دهشة الصحافة الغربية .

وفي نهاية يناير قام المطران كابوشي بزيارة تهنئة للخميني وحكومة طهران ، وغادر مطار دمشق على متن طائرة سورية ، وأقام له حافظ الأسد مأدبة غداء حضرها رئيس الوزراء





-430-

وأجرى مفاوضات مع الكتائبيين والنظام السوري قبل زيارته لايران .
كانت نشرة ( الشهيد ) هي لسان حال الثورة الايرانية قبل نجاح الثورة _ توزع بشكل كثيف في أمريكا وأوروبا وخاصة بين الطلاب الايرانيين والعرب ، وتصدر الآن على شكل صحيفة أسبوعية مؤيدة للخميني .
وبين أيدينا أعداد كثيرة من الشهيد وابرزها : العدد 12 تاريخ 12/12/1978 . العدد 11 تاريخ 20/11/1978 . 6/11/1978 . 10/10/1978 حركة التحررالاسلامية في ايران . 12/1/1979 العدد 13 .
في هذه الأعداد تهاجم الشهيد الأنظمة في العالم الاسلامي كله إلا النظام السوري :
تهاجم الأنظمة الملكية : كدول الخليج وشبه الجزيرة العربية والأردن والمغرب ، وعمان .
وتهاجم الأنظمة الثورية الجمهورية : كمصر ، والعراق ، وباكستان ، وأفغانستان ، ولبنان.

وتخص النظام العراقي بأشد ما عندها من هجوم ولا تتوقف عند الهجوم على نظام البعث بل تتجاوزه الى الأنظمة التي سبقته في العراق وإليكم مقطعا من كلامه ( إن هذه الحركة _ تنظيم الشيعة في العراق _ هي التي قاومت المد الأحمر أيام عبد الكريم قاسم . وقاومت نزوات عبد السلام عارف . وسخافات عبد الرحمن عارف ، وهي التي تقاوم الآن عملاء بريطانيا ، صدام وزمرته الخائنة .







-431-

ان هذه الحركة ، هي التي تضع الشعب العراقي على طريق الحرية والعدالة والتقدم والتطوير .. وان جماهير العراق تلتف حول هذه الحركة باطراد وسوف تنتصر بإذن الله"15" ) .

قد لا نستغرب هجومهم على الأنظمة في العالم الاسلامي ، وأن يذكروا كل نظام باسمه ولكننا نستغرب أشد الاستغراب عدم التعرض أو الهجوم على النظام السوري .

ويزداد استغرابنا من هجومهم على نظام البعث في العراق وسكوتهم على نظام البعث في سوريا :
فمبادئ الحزب واحدة ، وشعاراته واحدة ، وأهداف واحدة ، والخلاف بينهم شخصي ، وكل منهما يتهم الآخر بخيانة مبادئ الحزب ، وزيادة على ذلك فبعث حافظ الأسد هو الذي نعق في اذاعة دمشق قائلا :
آمنت بالبعث ربا لا شريك له
وبالعروبة دينا ما له ثاني
وبعث الأسد هو الذي وضع الله في المتحف تعالى سبحانه وتعالى عن كفرهم علوا كبيرا .

وبعث الأسد هو الذي هدم جامع السلطان في مدينة حماة ، والمسجد الأموي في مدينة دمشق ، وفتك بالمسلمين المصلين في هذين المسجدين .



(15) غرة محرم 1399 محاضرة في حسينية الزهراء للأستاذ مهدي الحسين تحت عنوان ( الامام الحسين .. ثورة الغد ) .

-432-

وبعث الأسد هو الذي أذاع بلاغ سقوط قنيطرة ، والأسد نفسه هو الذي أذاع هذا البيان هندما كان وزيرا للدفاع .
وبعث الأسد هو الذي فاوض اليهود ، وأعاد العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ، وتحالف مع موارنة لبنان .
وبعث الأسد هو الذي زرع الرذيلة ، ونشر الفساد ، وأشاع الباحية والرشوة في كل صقع من بلاد الشام .
وبعث الأسد هو الذي يبالغ في اضطهاد الدعاة الى الله ، وهو الذي يطارد الشباب المؤمن ، وفي كل عام يقدم قافلة منهم الى أعواد المشانق ، ويحاربهم في أرزاقهم ، ويزج بهم في أقبيته وسجونه التي تفوق ( سافاك الشاه ) كما وكيفا .

كيف نجمع بين ثورة تزعم أنها اسلامية وتردد شعار لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، وتنادي بحرب الالحاد والكفر ثم تقيم أفضل العلاقات مع حزبالبعث الحاكم في سورية ، وتشن هجوما على جميع الأنظمة في العالمين العربي والاسلامي ، وتستثنيه من هذا الهجوم؟! .

ليس مهما عند ثوار الخميني العقيدة التي يدين بها النظام الحاكم في دمشق ، وهل هو علماني كافر أم اسلامي مؤمن .. وإنما المهم أن يكون هذا النظام مواليا للطغمة الحاكمة في طهران ، وأن يكون مجوسيا في نسبة أو اعتقاده ، وأن يكون مستعدا للمشاركة في الدور الباطني الذي يخطط له الشيعة في العالم الاسلامي .

_ تبادل النظامان الايراني والسوري الزيارات الودية ، ففي 15/4/1979 قام أحمد اسكندر وزير الاعلام السوري بزيارة لطهران وسلم الخميني ( في قم ) رسالة من الرئيس


-433-

حافظ الأسد وأكد دعم بلاده للثورة الايرانية ، وحمل رسالة جوابية من الخميني لحافظ الأسد وفيها دعوة له لزيارة ايران ، ونقلت بعض الصحف التي تحدثت عن الزيارة أن لقاءات مغلقة تمت بين أحمد اسكندر والخميني .

كان من المفروض أن يحمل رسالة الأسد للخميني عبد الحليم خدام وزير الخارجية السورية ، لكنه لم يحرز هذا الشرف وحمل الرسالة رجل نصيري _ أحمد اسكندر _ وله مكانة رفيعة في قيادة الطائفة .

وتوالت الزيارات بينهما فزار عبد الحليم خدام ايران في نهاية شهر رمضان وقابل الخميني وسلمه رسالة من الأسد ، وألقى قائد الثورة كلمة عبر فيها عن شكره لرئيس النظام النصيري وتمنياته له بالنجاح والتوفيق وأثنى على نظامه .
وبعد انتهاء مؤتمر دول عدم الانحياز قام الدكتور ابراهيم يزدي وزير خارجية ايران بزيارة لسورية ، وعقد اجتماعا مغلقا مع رئيس النظام النصيري لم يحضره عبد الحليم خدام ، ولم تنقل أجهزة الاعلام السورية ما ذا تم في هذا الاجتماع وكانت زيارة يزدي في منتصف الشهر التاسع من عام 1979 .

وخلال هذه الفترة الزمنية زار سورية : آية الله خلخالي رئيس المحاكم الثورية الايرانية ، حسين الخميني حفيد الزعيم الايراني ، الدكتور صادق طبطبائي نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة .

ومن المقرر أن يقوم الرئيس النصيري بزيارة الخميني في ( قم ) ، ولقد تأجلت زيارته أكثر من مرة لأسباب سياسية أهمها توتر العلاقات الايرانية العراقية في وقت كانت تجري