شكرا للأخوين الأشعري والناقد على مشاركتهما في هذا الموضوع ..
وأذكر لكم هذه الحادثة التي حصلت معي .. فقد تذاكرت وأحد الشباب الذين يزعمون بأنهم ينتمون للسلف الصالح .. وجرى بنا الحديث إلى الكلام عن الأدلة في الصفات والأسماء .. وهل يصح اعتبار كل مضاف إلى رب العزة في القرآن الكريم صفة ؟
لكن صاحبي وجم واعتذر عن الاستمرار في النقاش بهذه الطريقة زاعما أن هذا من علم الكلام وهو مذموم !!
وكان بجانبي إذ ذاك كتاب ابن تيمية المسمى بموافقة صريح المعقول لصحيح المنقول .. وقرأت عليه نصا مطولا وطلبت منه أن يقرأه ويحكم بنفسه : هل هذا علم كلام ؟ هل هذا أصلا كلام مفهوم وواضح وصريح على معناه ؟
فما كان من الأخ هداه الله تعالى إلا أن قام وخرج من المجلس مسرعا خائفا على عقيدته السلفية فيما يظن وليست كذلك أن يشوبها علم الكلام المذموم ....
وقس على هذا الكثير من الشباب ..
وفي الحقيقة فإن المتخصصين في هذا العلم في وقتنا الحاضر قلة أقل من القليل ..
وآخر من أبدع فيه إبداعاً لا نظير له .. فضيلة الإمام الشيخ العلامة مصطفى صبري رحمه الله تعالى .. حيث استخدم هذا العلم المتين للرد على شبهات الكثيرين ضد الفكر الإسلامي .. في كتابه الرائع الماتع الذي يعجر اللسان عن وصف قيمته " موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين " ..
فهو قد استخدم هذا المنهج العقلي .. في رد شبهات كثيرة ..
ففوائد علم الكلام لا تقتصر كما قال أخي الناقد على الرد على المجسمة .. فهؤلاء أقل من أن يفهموا ما يقال ... ولكن يرد به على كثير من الطوائف والفرق والمذاهب الهدامة .. ردا لا تقوم به شبههم مرة أخرى ..
ولي في الختام سؤال أرجو من الأخوين الأشعري والناقد الإجابة عليه وفتح باب الحوار فيه، وهو علاقةعلم المنطق بعلم الكلام ..
هل هما علمان منفصلان ؟ أم علم واحد كما يظن البعض ؟
وهل المنطق علم صحيح ومعيار للفهم أم هو علم يوصل إلى تحريف كلام الله وصفاته كما يقوله بعضهم .. ؟
والله ولي التوفيق ..
|