عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 14-09-2006, 04:57 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الآفة الحادية عشرة‏


المــــــــــدح

وله آفات منها‏ :‏ ما يتعلق بالمادح ومنها‏:‏ ما يتعلق بالممدوح‏.‏

فأما آفات المادح، فقد يقول مالا يتحققه، ولا سبيل للاطلاع عليه، مثل أن يقول‏:‏ إنه ورع وزاهد، وقد يفرط في المدح فينتهي إلى الكذب، وقد يمدح من ينبغي لأن يذم‏.‏
وقد روى في حديث‏:‏ ‏"‏إن الله تعالى يغضب إذا مدح الفاسق‏"‏‏‏وقال الحسن‏:‏ من دعا لظالم بالبقاء، فقد أحب أن يعصى الله‏.‏

وأما الممدوح، فإنه يحدث فيه كبراً أو إعجاباً، وهما مهلكان ولهذا قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع رجلاً يمدح رجلاً‏:‏ ‏"‏ويلك، قطعت عنق صاحبك‏"‏‏.‏‏.‏الحديث وهو مشهور‏.‏
وقد رُوِّينا عن الحسن قال كان عمر رضى الله عنه قاعداً ومعه الدرة والناس حوله، إذ أقبل الجارود ، فقال رجل‏:‏ هذا سيد ربيعة، فسمعها عمر رضى الله عنه ومن حوله، وسمعها الجارود، فلما دنا منه خفقه‏( أي ضربه )

بالدرة، فقال‏:‏ مالي ولك يا أمير المؤمنين‏؟‏ قال‏:‏ مالي ولك، أما سمعتها‏؟‏ قال‏:‏ سمعتها، فمه‏؟‏ قال‏:‏ خشيت أن يخالط قلبك منها شئ فأحببت أن أطأطئ ‏‏منك‏.‏

ولأن الإنسان إذا أثنى عليه بالخير رضى عن نفسه، وظن أنه قد بلغ المقصود، فيفتر عن العمل، ولهذا قال‏:‏ .‏
فأما إذا سلم المدح من هذه الآفات لم يكن به بأس، فقد أثنى النبى صلى الله عليه وآله وسلم على أبى بكر وعمر رضى الله عنهما وغيرهما من الصحابة رضى الله عنهم‏.‏
وعلى الممدوح أن يكون شديد الاحتراز من آفة الكبر والعجب والفتور عن العمل، ولا ينجو من هذه الآفات إلا أن يعرف نفسه، ويتفكر في أن المادح لو عرف منه ما يعرف من نفسه ما مدحه‏.‏
وقد روى أن رجلاً من الصالحين أثنى عليه، فقال‏:‏ اللهم إن هؤلاء لا يعرفوني وأنت تعرفني‏.‏

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }