عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 15-09-2006, 12:21 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

- القرضاوي: ما كان يجب عليه أن ينجرف لهذه التصريحات الخطيرة

- زغلول النجار: البابا يبحث عن مجدٍ شخصي وتحالف مع المسيحية الصهيونية

- لوقا بيباوي: المسيحيون بريئون من تصريحات بنيديكت السادس عشر

تحقيق- حسونة حماد وسالي مشالي

أثارت تصريحات البابا بنيديكت السادس عشر بابا الفاتيكان بشأنِ الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، ردود أفعالٍ غاضبةٍ في أوساطِ العالمين الإسلامي والعربي، ووصفت هيئات إسلامية تصريحاتِ بابا الفاتيكان بأنها تصريحاتٌ خطيرةٌ وتتطلب الاعتذار للمسلمين، كما دعا علماء ومفكرون مسلمون بابا الفاتيكان بدراسةِ الإسلام بشكلٍ أفضل قبل أن ينجرف إلى هذه التصريحاتِ التي من شأنها خلق أزمةٍ بين المسلمين والمسيحيين، وقالوا إنَّ هذه التصريحاتِ تؤكد كراهيةً شديدةً وحقدًا للإسلام والمسلمين وللنبي صلي الله عليه وسلم.



وفي هذا الإطار أصدر فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بيانًا انتقد فيه تصريحات بنيديكت السادس عشر وطالبه بالاعتذارِ للمسلمين ودراسة الإسلام جيدًا، كما أصدر فضيلة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعماء المسلمين بيانًا شديد اللهجة ضد تصريحاتِ بابا الفاتيكان، أكد فيه أنه كان يجب ألا ينجرف البابا لمثل هذه التصريحاتِ الخطيرة ودعاه إلى معرفةِ الإسلامِ بشكلٍ صحيح.



وأكدت منظمة المؤتمر الإسلامي أن نعت الإسلام بالعنفِ باطلٌ وينم عن جهل بهذا الدين العظيم، وتمنت المنظمة ألا تكون هذه الحملة توجهًا جديدًا للفاتيكان، كما أدان المجلس الفرنسي للديانة المسلمة هذه التصريحات، وطالب البابا بتوضيحها، كما عبَّر اتحاد الطباء العرب عن أسفه العميق جرَّاء تصريحاتِ بابا الفاتيكان، وأكد الاتحاد في بيانٍ له خطورةَ ما انطوت عليه هذه التصريحات من إساءاتٍ ومغالطاتٍ تاريحيةٍ وعلمية، والتي جاءت في أبعد الأوقات ملائمة تمر بها الحضارة والإنسانية.



أما الجالية المسلمة في ألمانيا وهي الدولة التي شهدت تصريحات بنيديكت السادس عشر، فقد طالبت العالم الغربي بضرورة البحث أولاً عن الأسبابِ الرئيسيةِ المولدة للعنف وللكراهية من قِبل أي جهةٍ في العالم، وباستئصال هذه الأسباب ليسود السلام العالم.



وقال الدكتور أحمد محيسن، رئيس الجالية الفلسطينية في برلين، في تصريحاتٍ نشرتها وكالات الأنباء إنَّ الفلسطينيين هم خير مَن يتحدث عن آثارِ العنف، فخبرتنا واسعة ومتراكمة في هذا المجال؛ نظرًا لما يُلاقيه أبناء شعبنا من قتلٍ وتدميرٍ بصفةٍ يوميةٍ على يد آلة الحرب الصهيونية التي هي رمز العنف والإرهاب.



وعن دعوة البابا المسلمين إلى نبذ العنف بالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لهجمات سبتمبر، قال محيسن: "كان يجب أن يوجه الخطابَ بنبذ العنف إلى جميع الأطراف، ومَن ينتقد العنفَ فعليه أن ينتقده بجميعِ صوره وأشكاله، خاصةً العنف الموجه من قبل الكيان الصهيوني.



وأوضح رئيس الجالية الفلسطينية في برلين أن "المسلمين، وخاصةً المقيمين في الغرب، يشعرون بألمٍ عندما يلجئون إلى تبريرِ كونهم مسلمين أو عربًا؛ نظرًا لربط وسائل الإعلام الغربية بشكلٍ دائمٍ بين العنفِ والإرهاب وبين الإسلام، ويشعر مسلمو الغرب أنهم متهمون وعليهم دائمًا إثبات براءتهم من جرائم لم يرتكبوها.



من جانبه أعلن مدير الشئون الدينية بالحكومة التركية أن زيارة بنيديكت السادس عشر لتركيا في نوفمبر القادم أصبحت غير ذات جدوي من رجلٍ يحمل كل هذه الكراهية للإسلام، ودعا العالمين العربي والاسلامي إلى رفضِ هذه التصريحات والتصدي لها بقوة.



وفي إطارٍ متصلٍ وصف الدكتور زغلول النجار في تصريحاتٍ خاصة لـ"إخوان أون لاين" تصريحات بنيديكت السادس عشر رأس الكنيسة الكاثوليكية بأنها تنمُّ عن جهلٍ واضحٍ لأعلى سلطةٍ في هذه الكنيسة عن الإسلامِ وسيرةِ نبي الإسلام لأنه لو قرأ القرآن الكريم أو من خلال ترجمته أو قرأ سيرةَ النبي- صلى الله عليه وسلم- ولو حتى من كتاباتِ الغرب لأدرك مدى خطأه الشديد فيما قاله، وقال النجار إنه لا يوجد دينٌ على وجه الأرض يعتمد على العقل بنسبة 100% كما يفعل في الإسلام، بينما يختلف الوضع في الكنيسة الكاثوليكية التي أكد الدكتور النجار أنه ومن خلال مناقشاتٍ كثيرةٍ مع زعمائها وكهنتها رفضوا إعمال العقل في مناقشةِ قواعدِ عقيدتهم.



وقال النجار إن الادعاءَ الباطلَ بأن الإسلام انتشر بحدِّ السيفِ لا أساسَ له من الصحة؛ لأن هناك أصلاً من أصول الإسلام وهو ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ و﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾، ولو أن الإسلام انتشر بحد السيف ما بقي في ظل الدولة الإسلامية هذه الملايين من المسيحيين واليهود، وعلى العكس تمامًا فإنَّ المسيحيين حاولوا فرض المسيحية على المسلمين بحدِّ السيف، والدليل على ذلك الحروب الصليبية التي راح ضحيتها في يوم احتلالِ القدس أكثر من 80 ألف نفس، فضلاً على ما حدث للمسلمين بالأندلس.



وأضاف النجار أنَّ ما جاء على لسان بنيديكت السادس عشر كلامٌ مسيءٌ لمليار ونصف المليار من المسلمين، ولا ينم عن شيءٍ من الحكمةِ، وأن ما نطق به أمرٌ سيء وغير إنساني، كما أنَّ الاستشهادَ الذي قام به لا ينمُّ عن شيءٍ من الفهم أو شيء من العقل أو الحكمة، ويكفي أن يعلم البابا والألماني الجنسية أن ألمانيا فيها 2 مليون مسلم، وطبقًا لما يُذيعه التليفزيون الألماني نفسه فإن هناك أعدادًا كبيرةً من الألمانِ يدخلون الإسلام كل عام، ولذلك فإنه من أبسطِ معاني الذوق ألا يجرح هذا البابا مشاعرَ المسلمين في ألمانيا التي ألقي بها محاضرته.



وأكد الدكتور النجار أنه من الواضحِ أن تصريحات بنيديكت السادس عشر لتحقيق مكاسبَ شخصية يدخل بها التاريخ خاصةً وأنه ليس له أي جهدٍ ملموسٍ منذ اخياره للباباوية، مضيفًا أن بنيديكت السادس عشر يريد أن ينتهز هذه الفرصة ليسبح مع التيارِ السياسي العالمي ضد الإسلام والذي تُحركه عصابةٌ من الإنجليين الجدد، وخلق علاقة مع الكنيسة المسيحية الصهيونية.



وقال النجار إنه كان أولى للبابا أن يسدد هجومه على تيارِ الإلحادِ والكفر والشرك الذي يسود أوروبا الغربية والولايات المتحدة، كما يجب عليه أن يُثقِّف نفسه في أمرِ الدين الإسلامي.
وهو ما أكده أيضًا الدكتور علي السمان- رئيس لجنة حوار الأديان والحضارات بالمجلس الأعلى للبحوث الإسلامية- والذي قال إنه قد يكون هناك اختلافٌ مع قيادةٍ دينيةٍ مثل بابا الفاتيكان، لكن ذلك لا يعني أننا مع المسيحيين جميعًا.



ودعا السمان البابا والقيادات المسيحية إلى الحذرِ في مثل هذه التصريحات لما يمكن أن يكون لها تأثيرٌ سلبي، داعيًا الفاتيكان إلى توضيحٍ عمَّا قاله البابا.



من جانبه شنَّ الدكتورُ نبيل لوقا بيباوي- عضو مجلس الشعب المصري وأحد قيادات الأقباط بمصر- هجومًا على بنيديكت السادس عشر، وقال إنَّ هذه التصريحاتِ غير مسئولة ولا تُعبِّر إلا عن شخصِ صاحبها، ولا يمكن أن تُعبِّر عن الطائفةِ الكاثولكية كلها، مؤكدًا أن هذه التصريحاتِ ممكن أن تفتح الباب لحربٍ طائفية، مؤكدًا أن كلامه يحمل استفزازًا للمسلمين.



وقال إنَّ هذه التصريحاتِ لم يكن لها داعٍ على الإطلاق؛ لأن ضررها وتداعياتها على المستوى العالمي لا حدودَ لها، مشيرًا إلى استياءِ المسيحيين من هذه التصريحات، وطالب بنيديكت السادس عشر بالاعتذارِ عنها وتوخي الحذر فيما يقوله ويُصرِّح به.



كما أعرب د. طه جابر علواني- الأستاذ بجامعةِ العلوم الإسلامية والاجتماعية بولاية فيرجينيا - عن دهشته بأن يُدلي البابا بهذه التصريحاتِ، مؤكدًا أن الإسلام دين السلام ويحترم العقلَ، وهي حقيقةٌ لا يُنكرها منكرٌ، مؤكدًا أنَّ الطلابَ الكاثوليكيين الذين يلتقي بهم في المحافل العلمية المختلفة يعترفون دائمًا بفضل الإسلام في إعلاءِ قيمة العقل بعد أن كان مهمشًا من قِبل الكنيسة.



وأوضح أنَّ البابا الجديدَ منذ توليه منصبه وقد اختار لنفسه اسمًا لباباوات سابقين حققوا إنجازاتٍ للكنيسة عن طريق أعمال توسعية، كما أنه- وفقًا لدراساتٍ حول شخصيته- يحاول أن يجد لنفسه مكانًا تحت الضوءِ حتى يستطيع أن يملأ مكانًا خلفه الذي استطاع أن يُسهم في الإطاحة بالشيوعيةِ والتعجيل بزوالها، ويبدو أنه قرر أن يقوم بهذا عن طريقِ الهجومِ على الإسلام، ليدخل باب القديسين من أوسع أبوابه.



ونبَّه العلواني على أن كلام البابا يحمل رسائل خاصة لأمريكا على وجه الخصوصِ بعد تراجع سمعةِ الكنيسة الكاثوليكية فيها نتيجة الفضائح الأخلاقية التي شاعت وانتشرت في كنائس أمريكا، فيحاول أن يُحسِّن من صورةِ الكنيسة ويُرسل رسالة تعاون للإدارة الأمريكية في الوقتِ ذاته، كما أنه يحاول أن يمد الجسورَ مع اليمين المسيحي الأصولي المتطرف ومع اليهود.



واعتبر العلواني أن حديثَ البابا في هذا التوقيتِ الموافق مع ذكرى الحادي عشر من سبتمبر، ومع وجودِه في ألمانيا ذات الاثنين مليون مسلم، والمتزامن مع اقترابِ موعدِ زيارته لتركيا، هو حديث ذو معنى وله مدلولات سياسية كثيرة، مؤكدًا أن هذه التصريحات تسببت في إهدار جهودٍ كبيرةٍ قام بها رجال دين كاثوليك كبار من أجل توثيق أواصر التعاون والتفاهم مع المسلمين، وهذه الجهود أصبح من الصعبِ استمرارها بعد الذي صرَّح به البابا.