الموضوع: جيران العرب 2
عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 16-09-2006, 05:23 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الانقلاب العسكري لعام 1971

قبل أن ندخل في ظروف هذا الانقلاب ، لا بد من ذكر دور حزب (توركيش) المتطرف اليميني ، الذي كان اسمه الحزب الفلاحي ثم تحول اسم (حزب الحركة القومي ) ، والذي شكل (كوماندوز ) للاغتيالات وقاد العشرات بل المئات من الإضرابات ومنع الدراسة والامتحانات في جامعة استانبول .. وهذا مما أسهم في زعزعة الوضع الأمني والسياسي الذي واجه حكومة (سليمان ديميريل) .

لقد بدأت الاضطرابات منذ عام 1968 وشملت حركات الأكراد والطلاب و الاغتيالات الكثيرة ، وثورة ضد الوجود الأمريكي في البلاد ، وطال الفعل المضطرب مؤسسات الدولة كاملة ، النفطية والمالية و الحكومية . فبعث رئيس الأركان طلبا الى رئيس الجمهورية (جودت صوناي ) يأمره بتشكيل حكومة قوية تضع حدا للاضطرابات والفوضى والتضخم النقدي .. مما اضطر سليمان ديميرل الى تقديم استقالته ، فبقيت تركيا تحت الانقلاب و بدون رئيس جمهورية مدة ثلاثين شهرا من 12/3/1971وحتى 14/10/1973

فاتفق كل من (بولند أجويد) زعيم حزب الشعب الجمهوري و (سليمان ديميريل ) زعيم حزب العدالة الى إجراء انتخابات ، لم يفز بها أي حزب بأغلبية تؤهله لتشكيل وزارة ، فتم الائتلاف بين حزب الشعب الذي أصبح زعيمه (بولند أجويد ) رئيسا للوزراء و(حزب الخلاص الوطني ) الذي أصبح زعيمه ( نجم الدين أربكان ) نائبا لرئيس الوزراء .

لكن التناقض بين المنطلقات النظرية (العقائدية) بين الحزبين ، جعل ذلك التحالف هشا ، حيث يلتزم حزب الشعب بمفهوم العلمانية وحزب الخلاص ، الإسلامي التوجه ، حيث أنشأه نجم الدين أربكان عام 1970 ، ونجم الدين هو رئيس اتحاد غرف الصناعة والتجارة في تركيا ، وكان يدعو لترميم العلاقات مع الدول الإسلامية .. إلا أن أربكان كان مشهورا بخصلة غريبة ، حيث يغير مواقفه من طرف لطرف سريعا ..

لذلك سقطت حكومة الائتلاف بعد ستة أشهر ليقوم ديميريل بتشكيل ائتلاف جديد ويتسلم الحكم مجددا .. ومن بين تلك الاحزاب المؤتلفة حزب نجم الدين نفسه ..

كان لحزب نجم الدين أربكان الأثر الضخم في غزو تركيا لقبرص عام 1974 ردا على محاولات السيطرة اليونانية ، وكانت معتقدات أربكان تتجسد في مقولة مفادها أن تركيا تتعرض لمؤامرة ( إمبريالية ـ صهيونية ـ شيوعية ) .

لكن بين عام 1974 و1977 حدث تطور كبير إذ تراجعت شعبية بولند أجويد وحزبه و تراجعت شعبية نجم الدين أربكان لصالح نائبه ( توركوت أوزال ) .. وصعدت شعبية حزب العدالة ( ديميريل ) الذي شكل جناحا عسكريا مسلحا ، وظهر كأنه حزب قومي تقع على عاتقه مهام ضخمة ..

إلا أن انتخابات 1977 قد قلبت الأمور من جديد ، فلم تصمد أي وزارة إلا عدة شهور ، لتدخل تركيا عام 1978 في أسوأ موجات عنف واغتيالات واضطرابات لم يكن لها مثيل .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس