عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 16-09-2006, 05:31 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي ملامح الليل تتلو سورة الغضب - للشاعر محمد الشدوى = قصيدة أعجبتني.

ملامح الليل تتلو سورة الغضب - للشاعر محمد الشدوى

-------------------------------------------

ملامحُ اللَّيلِ تَتلُـو سُـورَةَ النَّصَـبِ
وشَهقَةُ النَّـارِ تتلُـو آيـةَ اللَّهَـبِ
وحدِي وصمتُ الرُّبَى في كُلِّ جَارِحَةٍ
وزَفرةُ الرِّيحِ تَسرِي فِـي دَمِ الكُثُـبِ
كَبَيتِ طينٍ تَهَـاوَى تَحـتَ سَارِيَـةٍ
يُصغِي إلى هَدمِهِ الآتي مِنَ السُّحُـبِ
للرِّيحِ عَصـفٌ وللإرْعَـادِ عَاصِفَـةٌ
أينَ النَّجَاةُ؟ فلا يَقوَى على الهَـرَبِ
صَمتي يَراعٌ وصَمتُ اللَّيـلِ مِحبَـرَةٌ
يُعَنوِنُ الوَجدَ فِـي وِجـدَانِ مُغتَـرِبِ
مَـا آبَ مـن غُربَـةٍ إلا تُطَـوِّحُـهُ
أُخرَى إلى لُجَّةِ التَّغرِيـبِ وَالكُـرَبِ
غَنَّاكِ صَمتِي وشوقُ الذِّكرَياتِ لظًـى
تَدَثَّرَتْ مِن رَمَـادِ الأمْـسِ بِاللَّقَـبِ
أجَلُّ من انتظـاري مـوتُ عَاطِفَتـي
وقبرُ أنثى هنـا يمتـدُّ فـي خِلَبـي
إذَا سَجَـا اللَّيـلُ هَاجَتنـي مُؤوِّبـةً
وأورَقَ الحُزنُ دَمعًا غَيـرَ مُنسَكِـبِ
مَاذَا جَرَى؟واسْتَفَاقَ الجُرحُ في كَبِدِي
فَبِتُّ أطفُو عَلى صَمتٍ مِنَ الصَّخَـبِ
كنتِ الشموس على أهدابِ رَوعَتهـا
بَلابِلُ الفَجرِ تَشْدُو في سَمَا الطَّـرَبِ
كتبتُ عَينَيكِ حَتَّـى لَـم أجِـد لُغَـةً
إلاَّ وسَطَّرتُهَا كُحـلاً علـى الهُـدُبِ
بِنَبضِ قَلبي كَتبـتُ الشِّعـرَ لاقَلَمِـي
في صَفحَةِ الوجدِ لا في صَفحَةِ الكُتُبِ
وصُغتُ من رِقَّـةِ الأسحَـارِ أغنِيَـةً
تَشُفُّ ألحَانها مِن رَعشَـةِ الشُّهُـبِ
وهَبتُكِ القلبَ أنثَـى لاشرِيـكَ لَهـا
يُسَاقِطُ الحُبَّ فـي كَفَّيـكِ كالرُّطَـبِ
كُلِّي حَنينٌ وخَفـقُ الـرُّوحِ أجنِحَـةٌ
تَهُزُّ سَفحَ النَّـوَى شَوقًـا لِتَقتَرِبِـي
حَمَلتُ جُرحِي علـى أقتَـابِ قَافِيَتِـي
ومَشهدُ الموتِ في عينيَّ لَـم يَغِـبِ
مَاكَـانَ ذَنـب الَّـذِي وَلاَّكِ خَافِقَـهُ
تَبَّـتْ يَـدَاكِ أيَـا حَمَّالَـةَ الحَطَـبِ
ما أتعسَ القلبَ حَظًّـا حيـنَ تَذبَحُـهُ
كَفُّ الجَرِيمَـةِ عُدوَانًـا بِـلا سَبَـبِ
وأتعسَ الرُّوحَ إن بَاتَـت بِـلا أمَـلٍ
تُصَارِعُ المَوتَ في بَحرٍ مِـنَ التَّعَـبِ
ليتَ الذِّي جَـامَ للعُشَّـاقِ جَـامَ لَنَـا
كأسًا من الصِّدقِ لا كأسًا من الكَـذِبِ
هل كنتِ وهمًا عَلى صَفحَاتِ ذَاكِرَتي
من يَزرَعِ الوَهمَ يَجني عَوسَجَ الرِّيَبِ
سَرَى هُنا في دِمَائي نَبـض أحجِيَـةٍ
سَرِيرة شَمَّ فَاهَـا كاشـفُ الحُجُـبِ
نَكَّرتُ عرشَ الهَوى يَامَيُّ فانكَشَفَـت
سَاقُ الحَقيقَةِ في صُبحٍ من العَجَـبِ
بُوئي بِشِسعٍ فَمَا أخزَاكِ في نَظَـرِي
ونَزدِكي الحُبَّ بينَ العَرضِ والطَّلَـبِ
وسَافرِي في سَمَاءِ الذَّنـبِ عَارِيَـة
راياتُكِ الخُضرُ أُخت الحُمرِ في النَّسَبِ
وفَتِّشِي في خَبَايا اللَّيلِ عَـن وَطَـنٍ
وفَلسِفِي الدَّمعَ في عَينَيكِ وانتَحِبِـي
وغادِرِي مـن شَرايينِـي وأورِدَتـي
ولمَلِمـي مَاتَبَقَّـى منـكِ وانسَحِبـي
واستَمطِري نَاشِئَاتِ اللَّيلِ واحتَرِقـي
وقَلِّبي الطَّرفَ في الأرجَاءِ واكتَئِبـي
( وسَلِّمي لي عَلى جُغرَافِيَا وَطَنـي )
وسَلِّمِي لي عَلـى تَاريخِـكِ الذَّهَبـي
وسَلِّمِي لي عَلـى أنقَـاضِ مملَكَـةٍ
كَانت لنَا مَوطِنًا في سَالِـفِ الحِقَـبِ
وسَلِّمي لي عَلى رِكـوَارَ والتَزِمـي
فابن الدُّمَينَةِ مَذبُوحٌ علـى النُّصـبِ
هيَ الحَقيقةُ مِثل الشَّمـسِ سَاطِعَـة
مَن خالَطَ الجَربَ لايَخلُو مِنَ الجَـرَبِ
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس