الأخ الفاضل
السلام عليكم
لا أظن مسلمين يختلفان في حرصهما على الإسلام نفسه، وعلى الدعوة الإسلامية، وانتشارها ونجاحها واستمراريتها.
كما لا أظن أن مسلمين اثنين يختلفان في وجوب الاحتراز من الوقوع في المهلكات، عقدية كانت أو مسلكية.
ولا يقول عاقل أن أحداً من طلاب العلم أو العلماء يتقصد الوقوع في الخطأ أو أن يختار الانحراف طواعية. اللهم إلا أن يكون من المتسللين الكائدين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون العداء لله ولرسوله وللمؤمنين.
وبالتالي فإن ما تم اقتطاعه من الشواهد وإعادة ترتيبه لا يعطي صورة كاملة واضحة عن أفكار فتحي يكن أو أبو الأعلى المودوي أو سيد قطب، وهم في الجملة من رموز (حركة الاخوان المسلمين)، لاسيما إذا كان سياق السرد في الاتجاه الذي بينته في مقدمة كلامك.
ومثل هذه المعالجة المبتورة سلاح ذو حدين، فاستخدامك لها يفتح الباب أمام الآخرين (المخالفين لرأيك وقولك) لاستخدامها كذلك.
ولو اقتطع إنسان ما كلمات وعبارات من الكتب المعتبرة عند أبناء مدرستك الفكرية، لتجدنه خرج بنتائج لا تخطر على بال كاتبيها ولا قارئيها.
وكلمتي هذه لا تعني الاختلاف معك في النتائج، كما لا تعني تأييدك، وإنما أردتها لفتة إلى خطورة المنهج نفسه.
إن إخراج الكلام عن سياقه خطر جداً.
|