عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 21-09-2006, 11:10 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

بعض ضعفة القلوب ذلك الأمر والذي كان بمثابة ضوء أخضر من قبل جماعة جهادية إذ كان الخوف من سوء العاقبة أحد أهم الأسباب التي تحول بينهم وبين الدخول في الجيش والشرطة حتى سارعوا متهافتين لذلك ، غير مراعين لضوابط ولا معتبرين لقيود ولا واقفين عند حدود ، فقرت أعين الصليب وتم لهم ما يريدون ففتحوا أبواب التجنيد لأهل السنة مرغبين حيناً ومرهبين حيناً حتى تحصَّل لهم عدد كبير منهم فبدءوا يكشرون عن أنيابهم ويكشفون مكنوناتهم ، وغدوا يختبرونهم بصدق ولائهم (للدولة والنظام) ، وتجردهم عن الانتماء (الطائفي) فراحوا يفرقونهم في البلاد ، ويوظفونهم في مناطق لا يقدمون فيها ولا يؤخرون ، ولا يمكنهم إطلاقاً القيام بشيء مما زعموا أنه دافعهم للانضمام للجيش والشرطة ، ويؤمِّرون عليهم شر البرية من زنادقة الروافض وأضرابهم ، وأصبحوا يسخِّرونهم في القبض على المجاهدين جنباً إلى جنب مع الروافض الحاقدين والغزاة الصليبيين ليظهر لهم تلكؤ من يتلكأ وتجرد من يتجرد ، وما زالوا يوغلون ويتمادون في توظيفهم ويستدرجونهم في غرس وتعزيز الانتماء الوطني لديهم ، ويكسرون في قلوبهم أي تحرّج يمكن أن يقع أمام مواجهتهم للمجاهدين خصوصاً ولأنصارهم من أهل السنة عموماً ، حتى صاروا وفي زمن قصيرٍ جنداً محضرين كغيرهم من أعوان الغزاة الصليبيين يداهمون ويعتقلون ويقاتلون وينكِّلون ، وإذا شبعت بطونهم وامتلأت جيوبهم وقرت أعين أربابهم فلتذهب العراق إلى الجحيم.

فلما أدركت تلك الجماعة فادحة ما ارتكبته ، وأن الناس قد ركبوا أهواءهم ، وصاروا عقبة يزداد حجمها يوما بعد يوم في طريق الجهاد والمجاهدين ، وأنهم بذلك قد كثّروا أعداءهم بأنفسهم ، تراجعت تلك الجماعة عن فتواها وأعلنت إغلاق هذا الباب رأساً ، وأكدت أنه لا مجال –عملياً- للوقوف عند تلك القيود التي وضعوها ، هذا زيادة على المحاذير الشرعية التي أطلعت عليها تلك الجماعة بناء على واقع ملموس رأوه بأعينهم وعايشوه بأنفسهم.
وإنما قدمتُ بهذا التوطيد لنعلم أن أهل المعرفة بساحة العراق والصانعين لأحداثها قد اكتشفوا حقيقة الأمر ، وتقينوا دسيسة المكيدة ، وحاولوا جهدهم تفاديها من خلال إيجاد ضوابط وتدقيقات رأوا أن إهمالها يقود إلى كارثة ولكن الأمر كان أكبر من قدرتهم ، ولم تكن تلك القيود والحدود التي أرادوها إلا أماني كاذبات ، فرجعوا إلى الحق الحقيق بالاتباع والذي طالما نصحهم به إخوانهم في الجماعات الجهادية الأخرى فجزى الله الناصح والمنصوح خيراً.

وعودة إلى موضوع الشيخ سلمان العودة ، فللأسف فإن كلامه المنقول آنفاً خال من أي ضابط أو قيد ، وعارٍ عن وضع شيء من التفريعات والتدقيقات ، ومتجرد عن بيان أي دافع يجوز بموجبه الانضمام ويحرم فيما سواه ، واستخدم في (فتواه) كلمات فضفاضة لا معنى لها في ميزان الشرع ، ولكل شخص القدرة لأن يحملها على ما يريد ويوظفها فيما يحب وهو منهج (إرضاء الجميع) الذي لا يأتي بخير : {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ}المؤمنون71 ، وإنني بفضل الله لا أرمي الكلام جزافاً ، ولا أتقول على أحد ، ولا أبني نتائجي على مقدمات موهومة ، أو تخيلات مزعومة ، بل أعني كل كلمة أقولها ، فإني لأعلم أنه :{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}ق18 ، وأنه :{سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}الزخرف19
فأولاً : إن السؤال الذي وجه إلى الشيخ سلمان لم يفرق بين طائفة أو أخرى بل كان عاماً شاملاً لجميع العراقيين ، فهكذا سيق : [وفي إجابته علىسؤال من العراق حول حكم مشاركة العراقيين في مؤسسات الجيش والشرطة العراقية] ، فهو سؤال عن حكم مشاركة (العراقيين) ، ولم يكن مخصوصاً ومتعلقاً بأهل السنة وحدهم ، ومع أنني لم استمع إلى السائل بأذني وإنما قرأت ما وصلني فحسب ، فقد يكون حصل تصرف من قبل الناقل على طريقة الإعلاميين والصحفيين وهو عمل في هذا الموطن شنيع لشدة إيهامه ، وعلى كل حال فالأمر المجزوم به أن الكلام موجه أساساً إلى أهل السنة في العراق ، وإلا فمنذ متى بقي مجرمو الروافض وجلاوذة الزندقة ينتظرون فتوى من الشيخ سلمان العودة حتى يبحث لهم عن حكم انضمامهم للجيش والشرطة والتي تعد وكراً لعتاة جزاريهم ، وهذا أهون ما يمكن أن نحمل عليه كلام الشيخ سلمان أما إذا أراد بقوله (العراقيين المخلصين) سنتهم وروافضهم فتلك هي الداهية الدهياء والطامة الصماء التي لا يتفوه بها إلا فاقد عقله أو عابد هواه وغاشٌ لدينه ولأمته ونربأ بالشيخ أن يقصد ذلك ، ولهذا فقد قلت إنه قد استخدم كلمات فضفاضة يمكن لكل مغرض استغلالها وإخضاعها لهواه ، فالإجمال في موضوع التفصيل سبيل غير سديد ويجر إلى مذاهب قبيحة ومفاهيم منحرفة ، ويفتح باباً للجدال والنزاعات لا سيما في مثل هذا الموضوع الكبير والحساس.

ثم إن السائل لم يعلق سؤاله على حالة معينة ودوافع محددة كالزعم بأن مقصد المنضمين هو حماية أنفسهم وأهليهم ومناطقهم من سفاحي أهل الغدر والرفض ، بل أطلق وعمم ، وكذلك الشيخ في جوابه لم يضع قيوداً أو يحد حدوداً لما ذهب إليه بل ألقى الحبل على الغارب وأفسح المجال وفتح الباب على مصراعيه ، ومن هنا فإن ما قرره هو أخطر ما قيل في هذا الموطن على الإطلاق ، ولم أر فيما اطلعت ورأيت أحداً زعم أن الانضمام إلى منظومة مرتدة كالجيش والشرطة العراقية يعد أمراً واجباً هكذا بإطلاق من غير تقييد وإجمال من دون تفصيل ، فحتى الجماعة الجهادية التي نقلت فتواها في هذا الصدد قبلُ قد حاولت جهدها تضييق الدائرة ورسم حدود واضحة لمن (أجازت) لهم ذلك ، ورغم ذلك قد انقلب الأمر عليها وتفلت من يديها فرجعت عما أفتت به ، ولا أدري ما الذي يدفع الشيخ سلمان إلى مثل هذه المجازفة الجارفة التي تعني وباختصار شيئاً واحداً هو إلقاء السلاح ، وتصافح المجاهدين مع الأعداء ، وتناسي أعظم تضحيات قدمتها الأمة في معركتها اليوم ضد الحملة الصليبية وأعوانها المرتدين ، وتعبيد الطريق لتمكين أهل الكفر وشد قبضتهم على البلاد ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ثانياً : افتتح الشيخ سلمان جوابه بقوله : [أرى أنه يجب على عموم المخلصين في العراق] ، فهلاَّ بين الشيخ سلمان لنا وللسائل وللمستمعين والقراء من هم هؤلاء المخلصون في العراق الذين أوجب عليهم ما أوجب ، و هلاَّ كشف لنا عن حقيقة هذا الإخلاص ولمَن يكون ألله أم للوطن؟!
فإن كان يقصد عموم المنتسبين لأهل السنة ، فكم فيهم من الزنادقة المارقين ومرتدة العلمانيين ، وكفرة الملحدين ، والذين لا يقل تنكيلهم بأهل الجهاد عن الروافض الحاقدين ، وهم مع ذلك يزعمون حبهم لوطنهم ، وحرصهم على مصلحته ، وسعيهم لإخراجه من (أزمته) ، وأنهم يبذلون الغالي والنفيس من أجله ، وأن إخراج قوات الاحتلال موقوف على استقرار الأوضاع وقدرة (الجيش والشرطة العراقية) على تحمل مسئولياتها ، وأن استتباب الأمن في سائر أنحاء العراق هو أول أولوياتهم ، وأنهم ضد التفريق الطائفي والحرب الطائفية ، فهل يوجب الشيخ على هؤلاء وأتباعهم الانضمام للجيش والشرطة العراقية ، فإن كان كذلك فواللهِ لَمِن الرحمة بالعراقيين أن يرضوا بحكم عبَّاد الصليب ، وإن لم يَعدّ هؤلاء من (العراقيين المخلصين) فلِمَ لم يبين ذلك ويفصله في كلام كان يعالج أخطر مسألة في القضية العراقية.

أما إن كان يعني بذلك عوام أهل السنة المغلوبين على أمرهم المقهورين بأيدي أعدائهم فكان الأولى به بل الواجب عليه أن يحثهم على الوقوف جنباً إلى جنب مع أبنائهم المجاهدين ، ليكونوا جزءاً منهم ، وأن لا يعزز النفسية الانهزامية التي طالما هدمها المجاهدون بمعاولهم والتي تنشء المسلم على الرضى بالدون والرضوخ للواقع ، وتربيه على الشعور بالعجز أمامه ، أنه لا يمكن للمسلم أن يفعل شيئاً إلا أن يكون منضماً لتلك الجيوش أو الشرط المرتدة ، لا .. بل هي آماله التي فيها مستقبل وحاضر بلده!!
ثم من هو الجيش العراقي والشرطة العراقية التي يوجب الشيخ سلمان على (العراقيين المخلصين) المشاركة فيها ، أليسوا هم اليد الحديدية الباطشة التي يستخدمها النصارى المحتلون ضد المجاهدين في العراق شرقاً وغرباً ؟، أليسوا هم الدرع الحصين الذي يتترس به بنو الأصفر ليقوا أنفسهم ضربات المجاهدين ؟، أليسوا هم الذين ملؤا البيوت باليتامى والثكالى والأرامل ؟، أليسوا هم الذين دمروا البيوت على أهليها الآمنين جنباً إلى جنب مع العدو المحتل ؟، أليسوا هم الذين يقوم عليهم نظام (المالكي) و( الجعفري) ، (علاوي) وغيرهم من فراعنة العراق ؟، ومَن هم قادة تلك الجيوش والشرط ؟، وما هو نظامهم ؟، وما هي أهدافهم ؟، ومن يقاتلون ؟ وعلى أي شيء يقاتلون ؟ أين يتم تدريبهم ؟، وعلى أي شيء يتم تدريبهم ؟، ومن القائم على تدريبهم؟.
ولست أدري كيف نطوي كل هذه الحقائق ، ونغمض أعيننا عنها والتي عليها المدار ، ثم نقول في كلمات مختصرات : [أرى أنه يجب على عموم المخلصين في العراق ...إلخ]
إن أصدق طائفة علمناها وأحقها بهذه الصفة الرفيعة (المخلصين في العراق) هم المجاهدون الصادقون الذين استجابوا لنداء ربهم : {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً }النساء75 ، والذين كسروا بثباتهم ويقينهم وتوكلهم على ربهم صنماً عصرياً طالما أرعب الدنيا بهالته ، وأخضعها بقوته ، وعبَّدها بقوانينه ، وأذلها بآلته ، ذاك الوثن هو أمريكا حاملة لواء الصليب.

فهؤلاء هم المخلصون في العراق الذين إن والوا والوا على الحق ، وإن عادوا عادوا لأجله ، فلا وطنية ولا قومية ولا جاهلية ولا قطرية ، وهم الذين عرفوا حقيقة الجيش والشرطة العراقية وعانوا شرها وقاسوا بطشها ، والتي ما تكوّنت إلا لأجل الحيلولة بينهم وبين إقامة شرعة ربهم ، وما أوجدت إلا لتذليل العقبات أمام سادتهم الأمريكان ، ولهذا لم يفرق أولئك المخلصون في قتالهم وجهادهم بين نصراني غربي غريب ، وبين عراقي مرتد قريب ، {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ }الممتحنة4 ، {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22.
فلم يدنسوا أفكارهم ومناهجهم بالدخائل ، ولم يشوبوها بالدغائل ، بل هو الحق الصراح والسبيل القويم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
هؤلاء هم المخلصون في العراق وللعراق ، أو على الأقل (من المخلصين فيها) فهل يرى أو يقترح الشيخ سلمان أن يشارك هؤلاء أيضاً في الجيش العراقي والشرطة العراقية وأن ذلك واجب عليهم يأثمون بتركه ، فإن كان كذلك فليقلها لهم وبكل صراحة ومن غير فضفضة : ضعوا السلاح وكفوا أيديكم واقبلوا وأقبِلوا على دولة (المالكي) فإن فيها (مستقبل وحاضر العراق) ، وإن لم يقصدهم في كلامه فما الذي يستثنيهم من الواجب الذي قرره ، أهو عدم إخلاصهم أم حاجة العراق لجهادهم الذي لا غنى لها عنه؟!!

__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات