عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 21-09-2006, 11:15 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

أين سيقفون ومع من سيقفون ، فالمجاهدون عند ذلك الحائر يرفعون راية الجهاد ويدعون لتحكيم الشرع ، ومعسكر الجيش والشرطة (يجب) عليه أن يكون مشاركاً فيها لأنها (مستقبل وحاضر بلده) ، فلماذا يتقاتل هؤلاء مع هؤلاء والعكس ، وما هي دوافع القتال الحقيقية وهكذا تتوالى لدى ذلك التائه سلسلة التساؤلات وتسري إلى الكيان المسلم المتميز فيلحقهم ما لحقه فتزل الأقدام بعد ثبوتها وتضيع ثمرة الجهاد في بحر الشكوك وحينها ندرك عظم الكارثة وشدة الواقعة ونعض أصابع الندم ولات ساعة مندم ، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى : {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ }الأنفال73 ، وقال تعالى : {لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}الأنفال37
وثالث تلك المفاسد هو إعادة الروح إلى جسد هذا النظام المتهالك والمتهاوي تحت ضربات المجاهدين المتوالية ، فمن يتابع تصريحات ساسة البيت الأسود وحرصهمالشديد على تكوين جيش عراقي وشرطة عراقية يمكنها أن تتحمل المسئولية في البلد (والتي تعني باختصار قدرتها على منع المجاهدين من الوصول إلى الحكم) ، وحضهم لدول العالم لتبني تدريب وترقية ومساعدة تلك الأجهزة يدرك بحق ما هو الدور الخطير الذي ستقوم به تلك الأجهزة والذي يعوِّل عليه أولئك الساسة ويعلقون عليه آمالهم ، وهؤلاء الصليبيون يدركون تمام الإدراك أن انسحابهم في هذه الآونة من العراق وتسليم الأمر بكامله لعملائهم المحليين بأجهزتهم المختلفة يعني الانهيار المباشر لهذا النظام ، والذي ليس لديه شيء من مقومات البقاء والاستمرار والاعتماد النسبي على الذات ، ولهذا فهم جادون حقيقة في عدم خروجهم من البلد إلا بعد الاطمئنان التام على قدرة هذه الأجهزة بمنع قيام دولة إسلامية والتي صبروا وصابروا وبذلوا ولا زالوا يبذلون كل ما يملكون للحيلولة دون إيجادها ، فإذا كانت هذه هي الحقيقة المسلَّمة أفليس من الإعانة المباشرة – ولو كانت بغير قصد – أن نعزز مكانة تلك الجيوش والشرط في المجتمع ونصبغ عليها الشرعية بل نجعلها (مستقبل وحاضر العراق) فنوجب على الناس أن يكونوا جزءا منها ، ونحن نعلم يقيناً من خلال التجربة والواقع ماذا ستكون العاقبة إن آلت الأمور إلى هؤلاء المجرمين وأحكموا سيطرتهم على البلاد والعباد ، فمن هو المستفيد الحقيقي من وراء تقوية هذه الأجهزة وما هي الثمرة التي سيجنيها العراق وأهله من ورائها سوى زيادة التمكين لدولة علمانية عميلة زرعتها ورعتها ودعمتها دول الصليب كلها.

رابع المفاسد هو تعزيز معنى القطرية والوطنية في نفوس المسلمين في العراقوغيرها ، وإحياء هذا المفهوم الجاهلي ، وتجديده بعد أن صار معنى منبوذاً بالياً تتقزز منه القلوب وتشمئز عند ذكره النفوس ، ولَرُبَّ قائل أن يقول إن هذا منك تضخيم وتفخيم وتوسّع في غير موطنه ، ولكن بالتأمل اليسير والنظر العابر سيكتشف أن هذه محصلة متحتمة ونتاج لازم لمثل هذه الأفكار ، إذ أن رحى المواجهة الدائرة اليوم في العراق ليست مقصورة على العدو الخارجي المحتل ، بل لا ينبغي أن تكون محصورة فيه أصلاً ، فهو ما نال شيئاً من الاستقرار وما استطاع تمرير مشاريعه الهدامة إلا عبر عملائه الذين صنعهم بيديه وربّاهم بنفسه ، أولئك العملاء الذين أثبت الواقع الملموس أنهم أشد جرماً في الميدان وأكثر تنكيلاً بأهل الإيمان وأعظم حرصاً على هدم قواعد الإسلام ، والذين تتكون منهم المنظومة الحاكمة كافة من جيش ، وشرطة ، واستخبارات ، وأمن ، ورؤساء ، ووزراء وغيرهم ، فحينما نقول للناس عليكم أن تكونوا جزءا مشاركاً لبعض هذه المنظومة وهم الجيش والشرطة – كما قال الشيخ سلمان - ، ثم نضيف إليهم مزيداً من اللبس فنقول لهم : [ولا يمكن أن نقبل أن يكون الجيش أو الشرطة منخارج البلد] ، فما هي خلاصة هاتين المقدمتين سوى القول بأن مدار القبول أو عدمه ومحور المشاركة أو تركها إنما هو متأسس على الانتماء للعراق والارتباط بالوطنية ، ولعمر الحق إن مثل هذه (الفتاوى) المرتجلة لتضعف في النفوس أمر عقيدة الولاء والبراء بل تميتها والتي عليها المدار في قيام وقوة واستمرار الجهاد ، وتنمي في القلوب الشعور بالفارق بين عدو كافر خارجي محتل ، وبين وطني محلي مرتد ، ومن ثم يتزايد هذا الإحساس ويكبر شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى مرحلة التحرج من مقاتلة كبار الزنادقة والجزارين والسبب فقط هو انتماؤهم الوطني ، ثم يرتقي المتحرج مرتبة أو مراتب ليصل إلى مرحلة التردد ثم التوقف وأخيراً التحريم ، ولن نقدم للعدو الخارجي المحتل هدية أعظم لديه ولا أرضى له ولا أرجى عنده من فسح المجال أمام عملائه وعبيده ليجدوا لأنفسهم الفرصة ويهيئوا الأجواء لتنظيم شؤونهم وتقوية أجهزتهم وتمكين نظامهم الذي سيكون بلا شك نظاماً كافراً عتيداً مرضياً عنه من دول الكفر كلها.

خامس تلك المفاسد هو زيادة الاختلاف بين المجاهدين وزرع الشقاق والتنازع بينهم ، وذلك لأن المجاهدين الصادقين في العراق – فيما نعلم – مطبقون على منع الانضمام للجيش أو الشرطة تحت أية دعوى وذلك لاطلاعهم على الشرور المترتبة على ذلك ، فعندما يتلقف بعض الضعفاء والجهلة مثل هذه (الفتاوى) المرتجلة ، ويتكئ عليها في اتباع هواه ومشاركته في جيش أو شرطة العراق ، فهؤلاء سيجدون بلا ريب معارضة شديدة من قبل المجاهدين ، وسيتعامل المجاهدون مع هذه القضية والعاملين بها بصرامة وحزم ومن غير هوادة ، لأنهم يعلمون علم اليقين أن فتح المجال والتهاون فيها يعني إضاعة كل تضحياتهم ودفن جميع آمالهم تحت ركام الشبهات والخزعبلات والأهواء ، فتأخذ المسألة أبعادها من الطرح الفكري والمجادلات الفقهية والردود العلمية وإقحامها قسراً وجبراً ضمن دائرة المسائل الاجتهادية بعد أن كانت قطعية من القطعيات ، ويصبح المجاهدون في دوامة هذا أفتى وهذا فَنَّد ، ويبدأ رمي التهم بغير كيل ، حتى يصل الأمر إلى مرحلة من الشقاق والنزاع لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى.

وما ذكرته هنا من المفاسد العظيمة المترتبة عن هذا القول الردي إنما هو فقط إشارة لبيان بطلان دعوى أنها مما يمكن تحملها مقابل دفع مفسدة الإعراض عن المشاركة في الجيش والشرطة العراقيين.

رابعاً : زعم الشيخ سلمان عند إيجابه للمشاركة في الجيش والشرطة أنهما : [مستقبل وحاضر البلد] ، وعجباً والله لمثل هذا الكلام الذي لا يفترق في ألفاظه عن تصريحات مرتدة الساسة في العراق أنفسهم من أمثال المالكي والطالباني وغيرهما ، بل والله لا تكاد تتجاوز كلمات مغرور الروم (بوش) عندما يتحدث عن الحاجة الملحة لتكوين جيش عراقي وقوات أمن وشرطة عراقية ولكم أن تراجعوا أرشيف خطاباته في ذلك.
ولا يقولنَّ قائل وما يضيرنا أن تتوافق كلماتنا مع كلماتهم وتطابق عباراتنا عباراتهم إذا كان المقصدان مختلفين ، فإن الأمر أخطر وأكبر من اختزاله في مثل هذا المعنى ، وبفضل الله فنحن لا تعوزنا الكلمات وقاموسنا العربي والشرعي ليس خالياً عن الألفاظ المتميزة الواضحة التي تؤدي المعنى وتكشف المقصود وتمنع اللبس أو التلبيس.

ثم ما هو حاضر العراق الذي جعله الشيخ سلمان رهينا بالمشاركة في الجيش والشرطة العراقيين ، وكأنه يتحدث عن قوم من صفوة المتقين قد زكت نفوسهم ، وطهرت قلوبهم ، وخلصت نياتهم ، وحسن توجههم ، واستقامت سيرتهم ، وبرئت أعمالهم ، وكأن العراق الذبيح الذي مزقته حراب الكفر ، وشيدت فوقه أركان الزندقة ، وغصت سجونه بالطاهرين والطاهرات ، ونهبت من فوق أرضه وباطنها كنوز الثروات ، كأن هذا العراق يعيش اليوم (الحاضر) وفي ظل هذه المنظومة (الجيش والشرطة) حياة الأمن والرخاء والرغد والسكينة وعدالة حكم الإسلام.

ما هو هذا الحاضر (والذي يعني الآن) الذي يتحدث عنه الشيخ سلمان ورايات الكفر تنصب بأيدي هؤلاء الكفرة (الجيش والشرطة) اللذين يحث المخلصين العراقيين على الدخول فيهما ، وتحمى أركان الشر والشرك بنفوسهم وأسلحتهم ، وتفرض قوانين الإلحاد والإفساد وتقام وتصان بقوتهم ، وعبّاد الصلبان ينكلون بأهل الإيمان بمساندتهم ومظاهرتهم جهاراً نهاراً بل بافتخار واعتزاز.

أهذا هو الحاضر (الآن) الذي نريده للعراق والذي جعل متوقفاً على الكينونة ضمن هذه المنظومة المرتدة المجرمة ، فإننا نفهم أن الحاضر هو ما نراه بأعيننا ونفقهه بقلوبنا ونعايشه في واقعنا ، ولا نرى اليوم في العراق من جهة طوائف الإجرام (الجيش والشرطة) وعلى أيديهم ، إلا الخراب يتبعه الخراب ، والحقد يغذيه الحقد ، والاضطهاد للضعفاء ، والذب عن رايات الصليب وعَبَدتها ، والتضحية على بلاط المشاهد الشركية وسفك الدماء بأقبح الأساليب للذود عنها وصيانتها ، ولولا ما قيضه الله لهؤلاء المجرمين السفاحين (الجيش والشرطة) ممن وقف في وجههم وقارع جحافلهم ومزق جموعهم من أبطال الإسلام وصناديد التوحيد لكان (حاضر) العراق أظلم مما نرى ، وأسوأ مما يذوق.
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات