أيها الأخوه الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
جزى الله الأخ مسافر إلى بلاد الأفراح كل خير على قطعه لهذا الموضوع ، ولا يعني ذلك أنه عجز عن إثبات ما يدعيه لا ، فإنه يتكلم عن علم ، وقد عرفناه من خلال كتاباته، وبما يخص العقائد وهذا مهم لكنه رأى أن الموضوع اتجه لغير ما أريد له. وأنا لم أرد المشاركة فيه من رأيي وإنما أورد قول شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله تعالى رحمة واسعة- في مجموع الفتاوى الكبرى ج6 ص338 ما نصه: ( كان أئمة أهل السنة والجماعة لا يلزمون الناس بما يقولونه من موارد الاجتهاد ، ولا يكرهون أحداً عليه، ولهذا لما استشار هارون الرشيد [مالك بن أنس ]رحمه الله في حمل الناس على موطئه ، قال مالك له:لا تفعل يا أمير المؤمنين ،فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا في الأمصار ، فأخذ كل قوم عمن كان عندهم، وإنما جمعتُ علم أهل بلدي، أو كما قال! وقال مالك أيضاً: إنما أنا بشر أصيب وأخطئ،فاعرضوا قولي على الكتاب والسنة. وقال [أبو حنيفة] رحمه الله: هذا رأي ، فمن جاءنا برأي أحسن منه قبلناه. وقال[الشافعي] رحمه الله: إذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط .وقال: إذا رأيت الحُجة موضوعة على الطريق فإني أقول بها . وقال الإمام [أحمد]رحمه الله:ما ينبغي للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه ، ولا يشدد عليهم، وقال لا تقلد دينك الرجال. وقال رحمه الله في فتنة القول بخلق القرآن في مناظرته عندما طلب منه الخليفة أن يوافقه على أن القرآن مخلوق . قال رحمه الله: ائتوني بشيء من كتاب الله أو سنة رسوله حتى أجيبكم به .) انتهى كلام شيخ الإسلام رحمه الله .وعن أبي حمزة اليشكري: سمعت أبا حنيفة يقول: ( إذا جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لم نذهب عنه إلى غيره، وأخذنا به) فهذه أقوال الأئمة رحمهم الله فما بال الأتباع يتعصبون ؟ لذلك على كل طالب علم أن يبحث عن الدليل من الكتاب والسنة ، وأقوال الأئمة الموثقين ، والمعروفين بصفاء عقائدهم . مع عدم التعصب للرجال ….فالتعصب للرجال ممقوت . لأنك تتوقع أنك تدافع عن شيخك .. وأنت في الحقيقة تجر الكلام إليه .كما أن الوقوع في العلماء مذموم إلا في بيان مسائل العقيدة والجرح والتعديل ، وهذا يرجع إليه في أبوابه. وهؤلاء العلماء … قد واجهوا رب غفور رحيم كريم … نسأله أن يعفوا عنا وعنهم ، وأن يتجاوز عن الخطأ … وهذا لا يعني أن نأخذ كل ما وجدناه من كتبهم وإن كان فيه ظلال في العقائد . لا، هم اجتهدوا ، وبحثوا . وهذا ما ظهر لهم . فإن ظهر لك دليل لم يظهر لهم ، أو لم يطلعوا عليه .. أو لم يتثبتوا من صحته . وقد صح عنك أو عند غيرهم .. فالحكمة ضالة المؤمن … فعلى المسلم أن يحرص على العقيدة الصحيحة الثابة في الكتاب والسنة ، وعليها سلف الأمة. ولا يتعصب لشيخ أو عالم . فالعالم الذي تتبعه ، إن عالما بالكتاب والسنة فلا يرضى بفعلك ، فما هو إلا ناقل لعلم السلف رحمهم الله الذي ورثوه من النبي صلى الله عليه وسلم . وهو بذلك ليس بحاجة لأن تدافع عنه، بلا بحاجةمنك : لأمرين :
1- أن تدعو له بالمغفرة والرحمة والقبول .
2- بحاجة كذلك لأن تظهر ما في كتبه من أخطاء خالف بها العقيدة الصحيحة حتى لا يتحمل تبعتها يوم الدين . هذا من حقوقه عليك . أما أن كان بري مما ينسب إليه. فلن يضره شيء .
فلماذا كل هذا الأنفعال ؟؟
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح. كما أسأله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى ،
أخوكم / أبو عاصم
|