نبذة مختصرة عن جماعة التبليغ الصوفية :-
يمتاز دعاتها بالزهد الصوفي، ويعتقدون أن التصوف (بمفهومه القائم) هو أقرب الطرق لاستشعار حلاوة الإيمان. ومن أبرز شخصيات هذه الجماعة مؤسسها الأول هو الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي 1303 - 1364ه ولد في كاندهلة، قرية من قرى سهارنفور بالهند، تلقى تعليمه الأولي فيها، ثم انتقل إلى دلهي حيث أتم تعليمه في مدرسة ديوبند التي هي أكبر مدرسة للأحناف في شبه القارة الهندية وقد تأسس عام 1283ه-1867م.
- تلقى تعليمه الأولي على أخيه الذي يكبره سناً وهو الشيخ محمد يحيى الذي كان مدرساً في مدرسة مظاهر العلوم بسهارنفور.
- الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي 1829 -1905م وقد بايعه الشيخ محمد إلياس على الطريقة الديوبندية سنة 1315ه.- جدد البيعة على الشيخ خليل احمد السهارنفوري احد ائمة الديوبندية.
- اتصل بالشيخ عبدالرحيم الرائي فوري واستفاد من علمه وتربيته الصوفية.
- أخذ بعض علومه على الشيخ أشرف علي التهانوي 1280 - 1364ه 1863 - 1943م، وهو الملقب لديهم ب(حكيم الأمة).
- أخذ عن الشيخ محمود حسن (1268 - 1339ه) (1851 -1920م) وهو من كبار علماء مدرسة ديوبند ومشايخ جماعة التبليغ.
وهذه الجماعة لها أفكارومعتقدات من أبرزها:
- أنهم لا يهتمون ببيان ونشرعقيدة السلف والتوحيد الخالص بين أتباعهم؛ بل يكتفون بالعموميات التي لا تغني في دين الله شيئاً. كذلك لا ينكرون الشركيات والبدع التي تعج بها بلاد المسلمين؛ لاسيما منشأ الجماعة.
- لا يتعرضون إلى شعيرة النهي عن المنكر معتقدين بأنهم الآن في مرحلة إيجاد المناخ الملائم للحياة الإسلامية، وأن القيام بهذا العمل قد يضع العراقيل في طريقهم وينفر الناس منهم.
- يرون بأن التقليد في المذاهب واجب ويمنعون الاجتهاد معللين ذلك بأن شروط المجتهد الذي يحق له الاجتهاد مفقودة في علماء هذا الزمان. وهذا منهم خديعة ومكر إذ إنهم يرون التقليد لمذهب واحد وهو المذهب الحنفي ويلزمون الناس بجزئياته مثال ذلك الجمع بين الصلاتين فإنهم لا يجيزونها ولا الصلاة في الطائرة ولا الجمع والقصر في عرفة ومزدلفة. والله المستعان.
فإنهم يخالفون مبدأهم في عدم التعرض المسائل الخلاف ثم يجدهم يخوضون فيها ويشقون عصا المسلمين ويدعون الألفة والاجتماع ولا عجب إذ أنهم يقصدون بذلك الاجتماع حول جماعتهم والانضمام إلى أحبابهم.
- تأثروا بالطرق الصوفية المنتشرة في بلاد الهند، وعليه فإنه تنطبق عليهم جملة من الأمور التي يتصف بها المتصوفة من مثل:
- لابد لكل مريد من شيخ يبايعه، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية. وكثيراً ما تتم البيعة للشيخ في مكان عام تنشر على الناس أردية واسعة مربوط بعضها ببعض مرددين البيعة بشكل جماعي، ويفعل ذلك في جمع غفير من النساء كذلك.
وهذا الذي أشرت إليه في المقدمة بأن جماعة التبليغ جماعة تنظيمية تقوم على أساس البيعة والتي لا تكون في ديننا إلا لولي الأمر الذي يقوم بمبايعة العلماء وأولوا الحل والعقد وإذا تبين هذا فإن جماعة التبليغ جماعة خارجية لأن من مبدأ الخروج على الحاكم المسلم هو رفع ولايته فلا بيعة له ولا سمع ولا طاعة له إلا لمن بايعته هذه الجماعة وينزلون الأحاديث الواردة في البيعة في مشايخهم. إذن هذه الجماعة هي المحطة الأولى لجماعة التكفير والخروج ثم القيام بالتفجيرات ولا يغتر المسلم بزهدهم الكاذب وتعبدهم المزيف فالخوارج كانوا أعبد الناس ولكنهم كلاب أهل النار وشر الخلق تحت أديم السماء فانظر مثلاِ إلى ما قاله العلماء في ابن يحيى قال الإمام أحمد: (لا نرضى مذهبه، وسفيان أحب إلينا منه، وقد كان ابن حي قعد عن الجمعة، وكان يرى السيف، وقد فتن الناس بسكونه وروعه، لقد ذكر رجلاً فلطم فم نفسه، وقال: ما أردت أن أذكره.
- ذكر صاحب كتاب (جماعة التبليغ في شبه القار الهندية) أنهم يقولون في كلمة التوحيد ما معناه أن الأصنام ولاسيما في عصرنا هذا تبلغ خمسة:
1- يرون أن التكسب والترزق ولو عن طريق الحلال من الوظائف والدكاكين أنها أصنام تلهي الإنسان عن واجباته الدينية وعن ربه وعبادته.
2- ومن الأصنام: المباحات فقد جعلوها من الشرك الأكبر.
3- ومنها: النفس الأمارة بالسوء التي تأمر بعدم الخروج مع جماعة التبليغ.
4- ومنها: الهوى الذي يمنع من الخروج مع هذه الجماعة.
5- ومنها: الشيطان وهو صنم الذي يمنع من الخروج مع جماعة التبليغ.
فهكذا رؤيتهم للأصنام فكل شيء يقف في طريقهم فهو صنم والعياذ بالله.
وهذا هو عين التكفير فالذي يتخذ الأصنام لا يكون مؤمناً البته.
- الغلو في حب الشيخ والمغالاة كذلك في حب الرسول صلى الله عليه وسلم، مما يخرجهم في بعض الأحيان عن الأدب الذي يجب التزامه حيال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام.
- إقامة المنامات مقام الحقائق حتى تكون هذه المنامات قاعدة تبنى عليها أمور تترك أثرها على مسيرة الدعوة.
- المراقبة الجشتية: أن يجلس عند القبر نصف ساعة من كل اسبوع؛ بتغطية الرأس، والذكر لهذه العبارة: (الله حاضري؛ الله ناظري). قال الشيخ النجمي وهذه العبارة؛ أو هذا العمل؛ إذا كان لله، فهو بدعة وإن كان الخضوع لصاعب القبر، فهو شرك بالله، والأخير هو الظاهر.
- يعتقدون أن التصوف هو أقرب الطرق لاستشعار حلاوة الإيمان في القلوب.
- ترد على ألسنتهم أسماء أعلام المتصوفة من مثل السهروردي، وأبو منصور الماتريدي ت 332ه، وجلال الدين الرومي المولود عام 604ه صاحب كتاب المثنوي.
- تقوم طريقتهم على الترغيب والترهيب والتأثير العاطفي، وقد استطاعو ان يجذبوا الى رحاب دعوتهم كثيراً من الذين انغمسوا في الملذات والآثام وحولوهم إلى العبادة والذكر والتلاوة ولكن على منهجهم الصوفي الفاسد.
- يؤولون أحاديث الجهاد على «الخروج» مما يكاد ينسي الجهاد في سبيل الله، كما يتساهلون كثيراً في رواية الأحاديث الضعيفة مع الإكثار من ذكر الكرامات التي تحصل لأتباعهم ولغيرهم من الصالحين.
وأخيراً بعد هذا العرض الموجز عن هذه الجماعة الضالة أقول إن التحذير من هذه الجماعة سواء من كان داخل هذه البلاد أو من كان بخارجها فهم سواء بسواء لا فرق بينهما لا كما يدعيه بعضهم أن الذين هم متواجدون داخل المملكة على عقيدة سليمة لا شرك عندهم ولا بدعة لديهم ولا خرافات ولا شركيات وهذه الدعوة باطلة من وجوه فالذين بداخل المملكة من جماعة التبليغ يلحظ أنهم لا يرون غضاضة في شد الرحال إلى مراكز التبليغ الرئيسية في العالم، كمركزهم في قطر، وباكستان، ودلهي ويشاركون التبليغيين هناك في جميع الأنشطة التي يقيمونها، وهذا الأمر باعتراف التبليغيين في السعودية، وهو أمر لا ينكرونه بل يفخرون به، وأنهم خرجوا في سبيل الله لهذه المراكز، وهم يحضرون معهم في مساجدهم التي فيها أضرحة وقبور ويصلون فيها، ويوضح هذا حال أحد من خرج معهم فسئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - هذا السؤال:
خرجت مع جماعة التبليغ للهند وباكستان، وكنا نجتمع ونصلي في مساجد يوجد بها قبور وسمعت ان الصلاة في المسجد الذي يوجد فيه قبر باطلة، فما رأيكم في صلاتي، وهل أعيدها؟ وما حكم الخروج معهم لهذه الأماكن.
فأجاب سماحة الشيخ - رحمه الله تعالى -: بسم الله والحمدلله، أما بعد: فإن جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة حتى يرشدوهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد والسنة، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه، أما الصلاة في المساجد التي فيها القبور فلا تصح والواجب عليك إعادة ما صليت فيها لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) متفق على صحته. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) أخرجه مسلم في صحيحه. والأحاديث في هذا الباب كثيرة وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. (فتوى بتاريخ 2/11/1414ه).
كما أن التبليغيين في السعودية يستقبلون التبليغيين من خارج المملكة، ويكرمونهم، ويقيمون لهم المجالس في المخيمات والاستراحات، لعقد حلق الذكر - كما يقولون -: وبعد ان كانت الرحلة في طلب العلم والسنن النبوية، أصبحت الرحلة في سبيل الدعاية لهذه الجماعة الضالة - نسأل الله السلامة والعافية. وأذكر هنا بعض أسماء العلماء الذين حذروا منها ومن الخروج معها وعلى ر أسهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله قال عنهم (عندهم بعض البدع والشركيات، فلا يجوز الخروج معهم).
المحدث محمد ناصر الألباني رحمه الله قال عنهم (صوفية عصرية) وفتواه مسجلة في شريط، تحذير من جماعة التبليغ.
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين قال عنهم (ان هذه الدعوة قاصرة) نشرت فتواه في كتابه الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات.
فضيلة الشيخ عبدالمحسن العباد قال عنهم (والمؤسسون له هم من أهل البدع ومن أهل الطرق الصوفية ومن المنحرفين في العقيدة) في شريط تحذير من جماعة التبليغ وكذلك الشيخ الفوزان قال عنهم (فإذا سمعوا الدعوة إلى التوحيد خرجوا من المسجد) في نفس الشريط.
وفضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله قال عنهم (ثم هذه حالها لا تدعو إلى التوحيد ولا تحارب الشرك) في نفس الشريط.
مع العلم ان هذ الشريط من إعداد تسجيلات منهاج السنة بالرياض وكذلك أرشد المسلمين إلى قراءة كتاب (القول البليغ) الشيخ التويجري وكتاب (كشف الستار) لشيخ محمد العريني وأخيراً أسأل الله عز وجل ان يحفظ علينا ديننا وعقيدتنا ومنهجنا أنه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين.
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات
|