الخوارج الحقيقيون هم طواغيت العصر ممن خرجوا على ما أنزل الله وتمردوا عليه وبدلوا حكم الله بحكم أسيادهم اليهود والنصارى وأجبروا المسلمين على التحاكم إلى شريعة الشيطان وهددوهم من المطالبة بتحكيم كتاب الله، وهم من خرجوا على عامة أهل السنة والجماعة ووالوا اليهود والنصارى.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ...) المائدة:57. والطواغيت الحاكمة اليوم في العالم العربي هم من الكفار الذين تعنيهم هذه الآية، فقد قالوا بأن الدين مكانه منحصر في الأحوال الشخصية للناس كالزواج والطلاق والميراث فقط، أما عدا ذلك فلا مكان له، وطبقوا كلامهم هذا بشكل عملي، فاستبعدوا أحكام الله من شئون السياسة والإقتصاد والقضاء، وأحلوا مكانها أحكام وقوانين اليهود والنصارى، وهذا كفر لأنه استهزاء ولعب بدين الله.
واستنادا إلى هذه الآية، فقد أجمع أهل العلم على أن كل من لم يعتقد بكفر أي طاغوت من طواغيت العالم العربي وهو عاقل بالغ غير مكره عالم بأنه يحكم بشريعة الشيطان وموال لليهود والنصارى ومات على ذلك فإنه يموت على غير ملة الإسلام ويخلد في النار وإن نطق الشهادتين وأقام كل فرائض الإسلام.
|