عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 05-03-2001, 12:57 AM
البازي البازي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 66
Post


لاشك أن من المواقف المؤسفة التي تنافي الإسلام: أننا نرى اليوم كثيراً من الناس وخاصة من أهل البدع كالجهمية والمعتزلهالذين لايعرفون للعلماء حقهم و يفرطون في محبتهم أو كرههم، فإذا أحبوا شخصاً أو طائفةً ما ووافقت معتقدهم (***********)، فإنهم يفرطون في هذا الحب ، ولا يعدلون فيه ، حيث إنهم لا يرون إلا الحسنات ، ويغمضون أعينهم عن الأخطاء والسيئات والسقاطات والجهالات ويبررونها ويؤولونهاولا يجدون في ذلك غضاضة أو حياء ، وكأن من أحبوه لا يجوز عليه الخطأبحال من الأحوال ، وهذامن الغلو والاعتداء في الحب ، قد يؤدي إلى الغلو في الرجال وتقديسهم ، وفرق بين التقدير والتقديس.
وفي مقابل ذلك إذا أبغضوا شخصاً أو هيئةأو إماما من أئمة أهل السنة والجماعة كالشيخ إبن باز أو الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو ابن تيميه فإن هذا الكره والحقد العجيب الغريب ينسيهم كل الحسنات والإيجابيات ، أو أنهم يشككون في نوايا فاعليها ، في الوقت الذي لا يذكرون إلا الأخطاء مع التضخيم والتهويل لهاومحاولة تسقط العثرات والزلات فأنى لهم ذلك ... فالحق أبلج والباطل لجلج ، ومعلوم ما في ذلك من ظلم وحيف واعتداء ومجانبة للعدل والإنصاف ، وما أظن أحداً من المسلمين يوافق على هذا المنهج الجائر ، لكن القناعات النظرية شيء والتزامها في الواقع شيء آخر!!
بقي أن نعرف المنهج الشرعي في مثل هذه المواقف ، ألا وهو: الشهادة للمحسن أنه محسن ، ويذكر له ذلك بتجرد وإنصاف فإن ذلك مندم عندهم فلا يعرفون لأهل الفضل فضلهم ، إن كان ثمة عذر شرعي لإساءته (كما سبق في المنهج الشرعي لمعالجة الخطأ) والانتباه إلى أن كل بني آدم خطاء ، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم -صلى الله عليه وسلم- ، وأن الاعتدال في الحب والكره من لوازم قول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمنوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ولَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الوَالِدَيْنِ والأَقْرَبِينَ)) الآية .
ويا ليتنا نرجع إلى سيرة سلفنا الصالح -رضي الله عنهم- ، وكيف كانوا في مواقفهم مع المخالفين؟، وكيف كانوا يقوِّمون الرجال؟. فلقد روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن عبد الرحمن بن شماسة قال: أتيت عائشة أسألها عن شيء ، فقالت: من أنت؟ فقال رجل من أهل مصر ، فقالت: كيف صاحبكم لكم في غزاتكم؟ فقال: ما نقمنا منه شيء ، إن كان ليموت للرجل البعير فيعطيه البعير ، والعبد فيعطيه العبد ، ويحتاج إلى النفقة فيعطيه النفقة ، فقالت: أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أن أخبرك: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وفي بيتي هذا: »اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به.
أما حالنا اليوم ... أصبح الشتم في علماء أهل السنة والجماعه الذين مايبغضهم إلا صاحب بدعه كما ذكر ذلك السلف ... أصبح متنفسا للعاجزين عن الرد وقاموا بالجعجعة والطنطنة لعلهم أن يفوزوا بشيء وأنى لهم ذلك .
وأشكرك على إثارة الموضوع يا أخ آجا ......