عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 05-10-2006, 12:10 PM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

يقول الرؤساء الامريكيون .. نحن نمثل 6% من العالم .. ونستحوذ على 50% من ثرواته .. وهذا الخلل والانعدام في التوازن يجب ان نحافظ عليه ..

يقول سبحانه وتعالى .. ( الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم) .. ويقول تعالى.. ( و كأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم) .. كما في قوله .. ( قل إن ربى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
ويقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .. ( تزوجوا الودود الولود فاني مكاثر بكم الامم يوم القيامة ) ..

كما قال تعالى .. ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) ..

ان الدول العظمى والمتقدمة تقيس وتوازن بين حجم مدخلاتها المتوقع خلا عقود من الزمن وتكلفة وتشغيلها .. وما ينتج من متحصلات .. ليكون متوزنا مع حجمها او فائضا موجبا علن حاجاتها .. او عجز سلبي يجب ان تتخذ له تدابيرا وخططا استراتيجية لتحافظ على وجودها وكيانها .. وقد يتطلب الامر التضحية باعداد كبيرة من الشعب عن طريق الحروب او الابادات الجماعية .. او استعمار الدول المتخلفة .. او غير ذلك .. ( فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين ) ..


اما دولة الاسلام .. فتوازن اقتصادها ثابت بخيرات الارض وبركة السماء كما روي عنه عليه الصلاة والسلام .. ( الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة, المنفق على الخيل كالباسط كفه بالنفقة ولا يقبضها ).
متحقق التوزان في المجتمع فالغني لايتعدى جاره الفقير حتى يسد حاجته فتزاح الغوائل وتنزف الضغائن من النفوس ويطيب الوصل والبركة تعم ويستانس الفقير والمحتاج لوجود المنفقين والمتصدقين يبادرونه بالعطاء قبل السؤال والفاقة .. فيتم التعاون والتناصح ويشتد العود ويرص البناء فترى القوة كامنة بافراد المجتمع مطردة بسعيهم ليست متمركزة في بلاط الامارة وميدان الحكم ..
بل على الارجح .. انعزال المال العام عن املاك الوالي والموكل اليه الامر بعد الله بينهم ..

لكن فطنة الاعداء علمت مااخل توازنها وارعبها .. فقطعت السبل وردمت الطريق .. واستحلت مناطق القوة الاستراتيجية .. المتمثلة بتجارة الايلاف القرشي الذي يمر بمضيق باب المندب ومضيق هرمز عابرا الى بلاد الهند والسند والصين متبادل التجارة من البحر المتوسط حتى بلاد الصين ..

لتشهد بلاد شرق آسيا ان الاسلام دين الفطرة والمعاملة .. فهل فتحت تلك البلاد بالسيف ..

ونقلا عن مارشال هودجسون (تصور تاريخ العالم)، إنه "في القرن السادس عشر من عصرنا كان يمكن لزائر من المريخ أن يعتقد تمام الاعتقاد أن عالم الإنسان على وشك أن يصبح مسلما، وكان سيسند حكمه على نحو جزئي إلى الميزات الإستراتيجية والسياسية للمسلمين وإلى حيوية ثقافتهم العامة". وتلاحظ مصادر تاريخية أن هذا التوازن إن لم نقل التفوق كان محل دراية النخب الإسلامية الحاكمة.

فهاجمها الأسطول البرتغالي بقيادة فاسكو دي غاما واستعمرها ( بعدما قاومة اهل تلك البلاد ببسالة وشجاعة وبطولة ) ..

بدون تدخل الدولة العثمانية المنشغلة جيوشها في حينها بالصراع مع الصفويين .. وكان السلطان العثماني سليم الأول حريصا على ابعادهم للسيطرة على بلاد الشام ومصر ..


مما ادى الى انحطاط التقاليد التجارية بعد احتكار التجارة من قبل المستعمر واصحابه وانتشار الغش في البضائع ورفع الأسعار وتزوير المسكوكات النقدية. وأهمل الأسطول .. حتى إنه لم يعد هناك ديوان للأسطول .. بل إن العمل في الأسطول صار عارا ..

تلك الفترة من التاريخ تشهد على خمسة قرون متتابعة مابين عام 1500م وحتى 1900م ..

كان بها الاسلام ينزف من كل جانب حتى ما تفكك كيانه بانتهاء الدولة العثمانية ..

لتغبر انوف الشرذمة القليلون .. بنصرة الدين وقيام ابناءه الابرار .. فتدب الحياة بمعقله .. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .. فتزدهر معالمه ..

فيبدأون بالنكث فيما بينهم .. فيقدمون له عرابين الصداقة والنصيحة .. للتمكن من توثيق صداقته والمتوقفة عليها مصالحهم ..

متوافقة صورتها مع قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله": إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها"


فان ما استشعرت بتناقض بين ماتواتر من احداث فاقرأ قوله تعالى .. ( يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما اوتيتم من العلم الا قليلا ) ..


وتمعن بما يكفيك عن متابعة الاحداث .. ومحاولات جديدة لزعزعة اقتصاديات الاسلام .. باسواق المال والتامين واسعار الفائدة .. لتعلم ان الجهاد بالمال مقدم على النفس فلا يكون هناك كيان بدون مال يسد حاجات النفس المقاتلة ويعزز قوتها ويشد عودها باذن ربها .. كما ان الهجرة عن البلد والاهل والولد اشد منهما .. وقدمت كما في قوله تعالى .. ( ان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله والذين اووا ونصروا اولئك بعضهم اولياء بعض ) ..
نسأل الله نصرة الدين وعزته .. وكفاية المؤمنين القتال ..


وهذه ابيات جميلة .. يحث بها لقيط بن يعمر قومه .. على المبادرة قبل الندم ..

يـا دارَ عَـمْـرة َ مـن مُـحـتـلِّـهــا الـجَـرَعــا
هـاجـتَ لــي الـهــمّ والأحــزانَ والـوجـعــا

تـامــت فــادي بــذات الـجــزع خـرعـبــة
مــرت تـريــد بــذات الـعـذبــة الـبِـيَـعــا

فـمــا أزال عــلــى شــحــط يـؤرقــنــي
طـيـفٌ تـعـمَّـدَ رحـلـي حـيـث مــا وضـعــا

ألا تـخــافــون قــومــاً لا أبـــا لــكـــم
أمـسـوا إلـيـكـم كـأمـثــال الـدّبــا سُـرُعــا

فـهــم ســراع إلـيـكــم، بـيــن مـلـتـقــطٍ
شـوكـاً وآخـر يـجـنـي الـصـاب والـسّـلـعــا

وتـلـبـســون ثـيــاب الأمـــن ضـاحــيــة
لا تـجـمـعـون، وهـذا الـلـيـث قــد جَـمـعَــا

وقــد أظـلّـكــم مــن شــطــر ثـغــركــم
هــولُ لــه ظـلــم تـغـشــاكــم قـطــعــا

جـرت لـمـا بـيـنـنـا حـبـل الـشـمـوس فــلا
يـأسـاً مـبـيـنـاً نـرى مـنـهــا، ولا طـمـعــا

إنــي بـعـيـنــي مــا أمّــت حـمـولُــهــم
بـطـنَ الـسَّـلـوطـحِ، لا يـنـظـرنَ مَـنْ تَـبـعــا

أبـنــاء قــوم تــأووكــم عــلــى حــنــقٍ
لا يــشــعــرون أضــــرَّ الله أم نــفــعــا

لـــو أن جـمـعــهــمُ رامـــوا بــهــدّتــه
شُـمَّ الـشَّـمـاريـخِ مــن ثـهــلانَ لانـصـدعــا

أنـتــمْ فـريــقــانِ هـــذا لا يــقــوم لـــه
هـصـرُ الـلـيــوثِ وهــذا هـالــك صـقـعــا

مـالــي أراكــم نـيـامــاً فــي بـلـهـنـيــة
وقـد تـرونَ شِـهـابَ الـحــرب قــد سـطـعــا

طـــوراً أراهـــم وطـــوراً لا أبـيــنــهــم
إذا تــواضــع خـــدر ســاعــة لــمــعــا

أحــرار فــارس أبـنــاء الـمـلــوك لــهــم
مـن الـجـمـوع جـمـوعٌ تـزدهــي الـقـلـعــا

فـي كــل يــومٍ يـسـنّــون الـحــراب لـكــم
لا يـهـجـعــونَ، إذا مــا غـافــلٌ هـجــعــا

فـاشـفـوا غـلـيـلـي بـرأيٍ مـنـكــمُ حَـسَــنٍ
يُـضـحـي فــؤادي لــه ريّــان قــد نـقـعــا

بـل أيـهـا الـراكـب الـمـزجـي عـلـى عـجــل
نـحــو الـجـزيــرة مـرتــاداً ومـنـتـجـعــا

خُـــرْزاً عـيـونُــهــم كـــأنَّ لـحـظَــهــم
حـريـقُ نـار تـرى مـنــه الـسّـنــا قِـطـعــا

ولا تـكـونـوا كـمـن قــد بــاتَ مُـكْـتـنِـعــا
إذا يـقــال لــه: افــرجْ غــمَّــة ً كَـنَــعــا

أبـلــغ إيــاداً، وخـلّــل فـــي سـراتــهــم
إنـي أرى الـرأي إن لـم أعــصَ قــد نـصـعــا

لا الـحـرثُ يـشـغَـلُـهـم بـل لا يــرون لـهــم
مــن دون بـيـضـتِـكــم رِيّــاً ولا شِـبَــعــا

صـونــوا جـيـادكــم واجـلــوا سـيـوفـكــم
وجــددوا لـلـقـســيّ الـنَّـبــل والـشّــرعــا

يــا لـهــفَ نـفـســي إن كـانــت أمـوركــم
شـتـى َّ، وأُحْـكِـمَ أمـر الـنــاس فـاجـتـمـعــا

وأنـتــمُ تـحــرثــونَ الأرضَ عـــن سَــفَــهٍ
فــي كــل مـعـتـمــلٍ تـبـغــون مـزدرعــا

اشــروا تـلادكــم فــي حــرز أنـفـســكــم
وحِـرْز نـسـوتـكــم، لا تـهـلـكــوا هَـلَـعــا

وتُـلـقــحــون حِــيــالَ الــشّــوْل آونـــة ً
وتـنـتـجــون بــدار الـقـلـعــة ِ الـرُّبــعــا

ولا يــدعْ بـعـضُـكــم بـعـضــاً لـنـائـبــة
كـمـا تـركـتـم بـأعـلـى بـيـشـة َ الـنـخـعــا

اذكـوا الـعـيــون وراء الـســرحِ واحـتـرســوا
حـتـى تـرى الـخـيـل مـن تـعـدائـهـارُجُـعــا

فــإن غُـلـبـتــم عـلــى ضـــنٍّ بــداركــم
فـقــد لـقـيـتــم بـأمــرِ حـــازمٍ فَــزَعــا

لا تـلـهـكــم إبــلُ لـيـســت لـكــم إبـــلُ
إن الــعــدو بـعــظــم مـنــكــم قَــرَعــا

هـيــهــات لا مـــالَ مـــن زرع ولا إبـــلٍ
يُـرجــى لـغـابـركــم إن أنـفـكــم جُــدِعــا

لا تـثـمــروا الــمــالَ لــلأعــداء إنــهــم
إن يـظـفــروا يـحـتـووكــم والـتّــلاد مـعــا

والله مــا انـفــكــت الأمـــوال مـــذ أبـــدُ
لأهـلـهــا أن أصـيــبــوا مـــرة ً تـبــعــا

يــا قــومُ إنَّ لـكــم مـــن عـــزّ أوّلــكــم
إرثـاً، قـد أشـفـقـت أن يُــودي فـيـنـقـطـعــا

ومــايَــرُدُّ عـلـيــكــم عــــزُّ أوّلــكـــم
أن ضــــاعَ آخــــره، أو ذلَّ فـاتــضــعــا

فـــلا تـغـرنــكــم دنــيــاً ولا طــمـــعُ
لـن تـنـعـشــوا بـزمــاعٍ ذلــك الـطـمـعــا

يـا قــومُ بـيـضـتـكــم لا تـفـجـعــنَّ بـهــا
إنــي أخــافُ عـلـيـهــا الأزلــمَ الـجـذعــا

يــا قــومُ لا تـأمـنــوا إن كـنـتــمُ غُــيُــراً
عـلـى نـسـائـكــم كـســرى ومــا جـمـعــا

هــو الـجــلاء الــذي يـجـتــثُّ أصـلــكــم
فـمــن رأى مـثــل ذا رأيــاً ومــن سـمـعــا

قـومـوا قـيـامـاً عـلــى أمـشــاط أرجـلـكــم
ثـم افـزعـوا قـد يـنــال الأمــن مــن فـزعــا

فـقــلــدوا أمــركـــم لــلـــه دركــــم
رحـبَ الـذراع بـأمـر الـحـرب مـضـطـلـعــا

لا مـتـرفــاً إن رخــاءُ الـعـيــش ســاعــده
ولا إذا عـــضَّ مــكــروهُ بـــه خـشــعــا

مُـسـهّــدُ الـنــوم تـعـنــيــه ثـغــوركــم
يــروم مـنـهــا إلــى الأعــداء مُـطّـلــعــا

مـا انـفــك يـحـلــب درَّ الـدهــر أشـطــره
يـكــون مُـتّـبَــعــا طـــوراً ومُـتـبِــعــا

ولــيــس يـشـغَــلــه مـــالٌ يــثــمّــرُهُ
عـنـكــم، ولا ولــد يـبـغــى لــه الـرفـعــا

حـتـى اسـتـمـرت عـلــى شــزر مـريـرتــه
مـسـتـحـكـمَ الـسـنِ، لا قـمـحـاً ولا ضـرعــا

كـمـالِــك بـــن قــنــانٍ أو كـصـاحــبــه
زيـد الـقـنـا يـوم لاقـى الـحـارثـيــن مـعــا

إذّ عـابــه عـائــبُ يــومــاً فــقــال لـــه:
دمّـث لـجـنـبـك قـبـل الـلـيـل مـضـطـجـعـا

فــســاوروه فـألــفــوه أخــــا عــلـــل
فـي الـحـرب يـحـتـبـلُ الـرئـبـالَ والـسـبـعـا

عــبــلَ الـــذراع أبــيــاً ذا مــزابــنــة
ٍ فـي الـحـرب لا عـاجــزاً نـكـســاً ولا ورعــا

مـسـتـنـجــداً يـتّـحــدَّى الـنــاسَ كـلّـهــمُ
لـو قـارعَ الـنـاسَ عـن أحـسـابـهــم قَـرَعــا

هــذا كـتـابــي إلـيـكــم والـنـذيــر لـكــم
لـمــن رأى رأيــه مـنـكــم ومــن سـمـعــا

لـقـد بـذلـت لـكــم نـصـحــي بــلا دخــل
فـاسـتـيـقـظـوا إن خـيـرَ الـعـلـم مـا نـفـعـا
__________________
]