عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 05-10-2006, 07:02 PM
مواطن مصري مواطن مصري غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: مصر
المشاركات: 166
إفتراضي

أخي ابو المقدم :
لقد سألت سؤالا غريبا ، وسؤالك هذا ناتج عن أحد أمرين :
الاول : اما عن جهلك الحقيقي بالتاريخ المعاصر للحركات الاسلامية والتي أخذت على عاتقها تعريف المسلمين بالاسلام الحقيقي الذي فهمه السلف الصالح ، واقناع الناس أن الاسلام هو السبيل الوحيد للنهوض بالامة مرة أخرى ، وانه لن يصلح شان الامة الا بما صلح به أولها .
كان من مهام الحركة الاسلامية المعاصرة محاربة الاستعمار وما أرساه من مبادئ هدامة تخالف ما جاء به الاسلام . وكان أول هذه المبادئ الخبيثة ( فصل الدين عن الدنيا ) .
فقام رجال الصحوة الاسلامية ( الاخوان المسلمون ) يقفون في وجه الاستعمار ويصدون غزوه
للفكر والارض ، ويبينون للناس حقيقة الاسلام وأنه عقيدة وشريعة وأنه نظام شامل ينظم جميع نواحي الحياة ، وأخذوا يحيون الجهاد في قلوب المسلمين ويربون الامة عليه .
فما كان من الاستعمار الا ان هب بكل ما اوتي من قوة وعتاد لاطفاء هذه الصحوة ، سواء بنفسه أو عن طريق أذنابه ومن رباهم في كنفه تربية غربية علمانية في البلاد التي خرج منها عسكريا فقط ولكنه باق فيها فكريا عن طريق أذنابه وخدمه .
ففتحت المعتقلات والسجون ، ونصبت المشانق لكل من ينتمي لهذه الحركة المباركة .
وكان من ضمن شباب الصحوة الاسلامية في ذلك الوقت شيخنا الدكتور / القرضاوي ، فلقي مالاقاه الرجال من السجن والتعذيب والاضطهاد ، وخرج وهو أكثر تصميما على مواصلة الدعوة الى الاسلام الصحيح ، مجاهدا في سبيل الله لا يخشى في الله لومة لائم .
ولم يطرد الشيخ الجليل أبدا من مصر ، مع أنه كان يعاني من التضييق الشديد عليه من قبل العصابة الحاكمة الموالية للاستعمار شأنه شأن كل الاخوان المسلمين في ذلك الوقت ، وذهابه الى قطر كان للعمل ومواصلة الدراسة .
أما الامر الثاني : فهو أنه أسقط في يدك بعدما قرأت عن أعمال الشيخ وعن انجازاته العلمية التي لايرقى اليها الا القليل من العلماء في عصرنا هذا ، وقرأت أقوال العلماء الثقات المشهود لهم بالعلم والفضل في شيخنا القرضاوي وفي علمه وأدبه .
ولكنك أبيت الاعتراف بخطأك تكبرا وغرورا ، ونعوذ بالله من التكبر والغرور فهما من صفات الشيطان وهما السبب في لعنه وكفره ، فرحت تبحث عن مخرج لهذا المأزق حتى لو كان هذا المخرج قصة ملفقة أو سؤال غريب لا يعرف أهميته .
__________________