الموضوع: عاشوراء
عرض مشاركة مفردة
  #46  
قديم 09-05-2000, 04:01 AM
محمد علي محمد علي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 34
Post

اجابة على السؤال السادس:
حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء
فقد أنزل الله القرآن بلسان عربي" وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه"
فإنهم سموا الحمار صاحب فقالوا:
أن الحمار مع الحمار مطية فإذا خلوت به فبئس الصاحب
وسموا الجماد أيضاً صاحب:
زرت هنداً وذاك غير اختيان ومعي صاحب كتوم اللسان
وما المثل الذي ذكرته من كتاب الله الا من قبيل هذا
أما اذا لم تقنع بهذا ، فهاك هذا المثل من كتاب الله
الآية 37 من صورة الكهف، قال تعالى " قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سوّاك رجلا"
نقل المفسرون - ومنهم الرازي- : أن المؤمن واسمه يهودا قال لصاحبه واسمه براطوس وكان كافراً ، فهل يعد هذا شرفاً وفضيلة لهذا الكافر الجاحد لنعم الله؟
ويبدو لى أنك انقطعت عن بقية الآية ، ما قبلها وما بعدها حتى أوردت هذه الجزئية فقط.
أما قولك أعطى صفة الصاحب فنعم ، ولكن لم تتضمن هذه الآية بالذات بفضيلة أو منقبة لهذه الصحبة

**********
اجابة السؤال السابع:
كنت أعتقد أن الحديث عن التربة قد ولى الى غير رجعة ، فلم يعد يذكره حتى النواصب ، ولكن يبدو أنك لست مطلعاً على هذا الموضوع
أولاً : ما روي عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- بخصوص تربة كربلاء:
ذكر جلال الدين السيوطي في الخصائص الكبرى روايات كثيرة عن طريق ابي نعيم الحافظ والبيهقي والحاكم باسناد الى أم المؤمنين أم سلمه وعائشة وأم الفضل زوجة العباس وابن عباس وانس بن مالك وغيرهم.. ومن جملة هذه الروايات :قال الراوي رأيت الحسين في حجر جده رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وفي يده تربة حمراء وهو يشمها ويبكي ،فقلت : ما هذه التربة يا رسول الله؟ ومم بكاؤك؟ فقال: كان عندي جبريل فأخبرني أن ولدي لحسين يقتل بأرض العراق وجاءني بهذه التربة من مصرعه، ثم ناولها أم سلمه رضى الله عنها وقال: انظري ان انقلبت دماً عبيطاً فاعلمي بأن ولدي الحسين قل قتل.
فوضعتها أم سلمة في قارورة وهي تراقبها كل يوم، حتى اذا كان يوم عاشورء من سنة 61 للهجرة فإذا التربة قد انقلبت دماً عبيطاً، فصرخت: واولداه واحسيناه وأخبرت أهل المدينة بقتله -عليه السلام.
روى هذا الحديث أعلام كثيرون يطول المقام بذكرهم ، ونكتفي ببعضهم مع استعدادنا للإطناب اذا أردتم:
ابن حجر في الصواعق ص 115 رواه بأسابيد شتى منها أحمد في مسنده
والبغوي في معجمه وابن سعد ، كما رواه ابن عبد ربه في العقد الفريد ج2 ص 219 ، الطبري في ذخائر العقبى ص 147 ، الذهبي في الميزان ص8 ، السيوطي في الخصائص الكبرى، العسقلاني في تهذيب التهذيب ج2 ص 346 ، ابن عساكر في التاريخ الكبير ج4 ص 337 ، ابن الأثير في الكامل ج3 ص 303 ... والكثير الكثير غيرهم.
ثانياً: لم يدعي الشيعة أبداً بوجوب السجود على تربة الحسين ، وانما قالوا لا للا يجوز السجود الا على الأرض أو ما يخرج منها مما لا يؤكل أو يكون له قيمة
امعاناً في الخضوع لله ،بأن يوضع أشرف جزء من الانسان على التراب والأرض ، وتأسياً برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم
فقد ذكر البخاري في باب الحيض أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم - قال لعائشة أعطني مخمضتي لأصلي " وهي هيئة من الطين ومعجونة بالقش - فقال اني حائض قال : فهل حيضتك في يدك ،واستدللنا بذلك على جواد السجود على تراب مصنوع بقالب
كما جاء في الأثر أن مسجد رسول الله -صلى الله عليه وآله- كان مفروشاً بالحصى ،
لذلك أئمتنا نهونا عن السجود على السجاد لأنه مصنع وليس من الأرض
وكل ما كان من الأرض ولا يؤكل أو يلبس جاز الصلاة عليه ، ولما لتربة الحسين سلام الله عليه من تشريف عند رسول الله كما جاء بالخبر السابق
أجمع علماؤنا على أفضلية السجود على تراب كربلاء .

**************
اجابة السؤال الثامن والتاسع
بعد وفاة فاطمة الزهراء - سلام الله عليها- وجد الإمام علي عليه السلام تغير الناس عليه
فخرج ناصحاً في دين الله لا يألو جهداً في النصح والمشورة
للقائمين بالخلافة وللمسلمين ، ولما لم يجد عليه عمر حرصاً
على الخلافة قربه واستشاره في ما أشكل عليه لأنه يعلم أنه -عليه السلام- أعلم الصحابة وأقضاهم وأعرفهم بكتاب الله
وأقربهم من رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم -،
لذا فإن عمر عندما يقدم عليه مشكل أو يخطأ بالقضاء يجد أبا الحسن -عليه السلام- بجانبه يقومه ويحل أموره
وقد ورد الكثير من هذه الأمور في كتب أهل السنة نورد منها للشاهد فقط:
روى الحميدي في كتاب الجمع بين الصحيحين قال :في خلافة عمربن الخطاب جاؤا بخمسة رجال زنوا بامرأة وقد ثبت عليهم ذلك، فأمر الخليففة برجمهم جميعاً فأخذوهم لتنفيذ الحكم فلقيهم الامام علي وأمر بردهم، وحضر معهم عند الخليفة وسأله هل أمرت برجمهم جميعاً؟ فقال عمر : نعم فقد ثبت عليهم الزنا، فالذنب الواحد يقتضي حكما واحدا، فقال علي: ولكن حكم كل واحد من هؤلاء الرجال يختلف عن حكم صاحبه. فقال عمر : فاحكم فيهم بحكم الله فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم يقول: علي أعلمكم، وعلي أقضاكم. فحكم الآمام علي عليه السلام بضرب عنق أحدهم ورجم الآخر وحد الثالث وضرب الرابع نصف الحد وعزّر الخامس.
فتعجب عمر واستغرب فقال: كيف ذلك يا أبا الحسن؟ قال: أما الأول فكان ذميّاً زنى بمسلمة فخرج من ذمته، والثاني محصن فرجمناه وأما الثالث فغير محصن فضربناهالحد ، والرابع عبد مملوك فحده النصف، وأما الخامس
فمغلوب على عقله فعزرناه. فقال عمر : لولا علي لهلك عمر ، لا عشت في أمة لست فيها يا أبا الحسن؟

ذكر أحمد في المسند والبخاري في الصحيح والقندوزي في الينابيع عن مناقب الخوارزمي والفخر الرازي في الأربعين والطبري في الرياض والكنجي في كفاية الطالب
قال: روي أن امرأة أقرت بالزنا وكانت حاملاً فأمر عمر برجمها فقال علي -عليه السلام-: إن كان لك سلطان عليها فلا سلطان لك على ما في بطنها ، فترك عمر رجمها.
وقد ذكر ابن الجوزي في تذكرة الخواص فصلاً بعنوان : فصل في قول عمر ابن الخطاب: أعوذ بالله من معضلة ليس لها
أبا الحسن يمكن الاطلاع عليه للاستزادة.

وبعد ، فإن ما قام به الامام علي -عليه السلام - من نصح لدين الله فإنما قصد به وجه الله وصلاح المسلمين
أما لماذا لم يقل لعمر أمام الناس : طالما أنت لا تعلم يا عمر بحكم هذا أو هذا فعليك أن تعط الأمر لأهله، فلعمري أن الناس ما نصروه يوم السقيفة
فكيف ينصرونه اليوم؟
وما يخفى عليكم قولهم للزهراء بعد أن أدلت لهم بحجتها البالغة : لو سمعنا هذا قبل أن نبايع -أبا بكر- لما عدوناه، فالبيعة اذاً صرت ملزمة
مع التذكرة بوجود بيعة في عنقه ، وهو وان كان مكرهاً فيها لا يستحل الغدر والنكث
لأنه مخالف لتعاليم الله
ثم لا ننس أن نذكر أنه إنما صبر حفاظاً على وحدة المسلمين وخوفاً من حرب أهلية تقضى على الآسلام أو عليه
فسكت عن حقه كما سكت هارون ،
والا فإن الناس يقرؤون في كتاب الله هذه الآية "أفمن يهدي الى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي الا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون"

ولا بأس بذكر هذه الحادثه في ختام حديثي هذا للتذكرة:
جاء في صحيح مسلم باب التيمم ومسند ابن حنبل ج4 ص 265 والبيهقي في السنن ج1 ص 209 وسنن ابي داوود ج1 ص 59 و وغيره كثير
روى عن عبدالحمن بن أبزي: أن رجلاً أتى عمر فقال: إني أجنبت فلم أجد ماءً ،فقال: لا تصل.
فقال عمار: أما تذكر يا أمير المؤمنين اذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء ، أما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت بالتراب -وفي النسائي: فتمرغت في التراب- فصليت.
فقال الني -ص- إنما يكفيك أن تضرب بيدك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك.
فقال عمر : اتق الله يا عمار. قال: إن شئت لم أحدث به.
ومع احترامي الشديد ، ألم يسمع عمر هذه الأية في القرآن " وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيبا"
؟

وأنا مستعد بعد للحوار في جميع ما تم ذكره والرد على الشبهات التي قد تطرحها أو الإجابة على أسئلة جديده فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
والصلاة والسلاة على أشرف الخلق أجمعين وعلى آله الغر الميامين ،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته