الأخت رولا ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
تحية وبعد،
لا أفهم معنى رفضك ذكر بلد وجماعة من ذكرت ، وأنا قتلني الفضول لمعرفة خبر هؤلاء وقصتهم ، واذا لم تستطيعي الافصاح عن ذلك علناً هل يمكنك أن تقولي ذلك في أذني ولك عليّ ألا أكشف سرّك ؟
come_inn@yahoo.com
على كل حال يبقى الموضوع غامضاً وناقصاً وغير ثابت حتى مع وجود هؤلاء ، أسأل الله الهداية لهم ولنا جميعاً ، والصلاة والسلاة على خير الخلق محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
*******************************************
الأخ العزيز جمال ،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعلم أني أتقبل أي حوار يتعلق بأي موضوع وأحترم كل الآراء وخصوصاً ان كانت مدعومة من قبل كتاب الله وسنة نبيه والعقل والمنطق ، وأنا أنبهكم وكل القراء الأعزاء أني لا أريد أن أسيء أو أجرح أحداً من الصحابة وأقول فيه من هواي ما شئت وإن ما أذكره من أحاديث وروايات معتبره لمجرد التوضيح والدلالة على ما أعتقده جازماً أنه حق .
أعود الى ما طرحته علي فأقول
بخصوص رزية الخميس :
انما أنكرت على صاحبك ذلك لأنه بنظرك يسيء النية في عمر ، وهو انما قال هذا لوجود شواهد عديدة من حديث الغدير الى حديث الكتاب ، ورد عمر عليه ثم ما جرى بعد ذلك من أحداث الى يوم السقيفة. وإنك ما وجدت في نفسك شيء عليه بسبب ذلك الا لأنه أساء الظن بعمر ، فكيف تلومه حين وجد بنفسه شيء على عمر لأنه أساء الظن برسول الله ؟ وأيهما أفضل عندك عمر أم رسول الله .
إن الصحابة مع ما لهم من فضل وسابقة وقربة من الله لم يدعي أحد عصمتهم وتنزيههم عن الخطأ والزلل ، أما رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم – فقد نزهه الله عز وجل عن ذلك وأخبرنا القرآن عنه " إن هو الا وحي يوحى " "وإنك لعلى خلق عظيم" فقوله وفعله سنة وحجة على البشر طراً فضلاً عن المسلمين ، وقال تعالى " ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم فانتهوا " وقال "وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول" ثم يقول رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- قربوا لي أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبدا، فيقول عمر : هجر .. أو غلب عليه الوجع ، فما معنى هذا ؟
ويقول كذلك : حسبنا كتاب الله؟!!
فهل عرف عمر ما أراد رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- قوله حتى حكم عليه أنه لن يفيد ، أو ليس له معنى؟
فإذا قلت أنه لم يعرف ، فلم أنكر عليه ولم قال حسبنا كتاب الله ؟
هل لك لأن تفيدني –أفادك الله- حول هذا ؟
واعلم أننا لا نقبل أن ينتقص من مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- ارضاء لزيد أو عمرو ، أما اذا ثبت خطأ شخص آخر فهذا أمر مقبول في طبيعة البشر .
بخصوص موضوع (وصاحبه):
أنا لم أذكر أي شيء عن السكينة لأنها لم تكن محور السؤال وإنما كان السؤال حول صاحبه فقط ، وربما إلتبس عليك رد غيري من الزملاء.
وبالنسبة للأمثلة التي ذكرت فإنها ان كانت مجازية كما تقول ، فإن الآية "قال له صاحبه الذي يحاوره " هل تعتبر مجازية؟
فإن قلت نعم فأنا أقول إن قول الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم- لأبو بكر مجازي ، وإنه انما قال ذلك لأنه صحبه في الرحلة!
أنا لا أود أن أكرر القول ، ولكن للتوضيح : نحن لا ننكر أن أبو بكر يعتبر صحابياً أو من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- فهذا أوضح من رابعة النهار ولكني أقول إن قوله (صاحبه) في هذه الآية لا يعتبر فضيلة أو مزية خص الله تعالى بها أبابكر مثلما هو لا يعتبر ذماً ، إنما هو خبر عادي لا يتحمل أكثر مما حمّل تماماً مثل قوله "ثاني اثنين " التي تفيد الخبر بالعدد فقط.
أما اذا ردت الخوض في موضوع السكينة ، فأنت قلت "ولكن الله بين لنا بأن أبابكر (رض) لم يكن خائفا على نفسه بقدر خوفه على رسول الله(ص) .. وأنا أتعجب من قولك هذا ، وأرجو أن توضح لي أين قال الله جل وعلا أن أبو بكر كان خائفاً على رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم-؟؟؟ وكيف استدللت على هذا والآية لا تفيد ذلك قطعاً ، وللتوضيح نذكر الآية "ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا" فإن ما قلته إنما هو ظن والظن لا يغني عن الحق شيئا ، أما قولك أن خوف الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم- كان على الدين وخوف أبو بكر كان كذلك ، فهذا باطل لمخالفته صريح الآية : قول رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم – له" لا تحزن " يدل على أنه –عليه وآله أفضل الصلاة والسلام- لم يكن حزيناً مثله ... لأنه لو كان كذلك لما نهى أبو بكر عن الحزن ... فإذا رسول الله –صلى الله عليه وآله – لم يكن حزيناً وأبو بكر كان كذلك ، فأي الموقفين أفضل بنظرك؟
ثم هل أعتبر من كلامك أن السكينة انما نزلت على أبو بكر دون رسول الله ؟ وأن الله أنزل الجنود تأييداً لأبوبكر ؟
فأين مقام النبوة اذاً .. لأن هذا يفيد أن أبو بكر أفضل من رسول الله فتأمل!
فلا يخفيك أن الآية أتت بصيغة المفرد وفلا يصح أن يشرك الاثنان في هذا الأمر ، فقد قال الله جل وعلا " إن الله معنا" فلزم اذاً أن يقول – اذا كان كما قلت- "فأنزل الله سكينته عليهما وأيدهما ..." وهذا لم يكن . .. أو كما جاء في آيات أخرى كقوله تعالى "ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها " وقال أيضاً " فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى"
فنخلص الى أن السكينة التي أنزلها الله إنما خصت رسوله الكريم ولم تشمل أحداً معه.
أما بخصوص التربة:
فإننا لم نأت ببدعة عندما سجدنا على التراب ، فرسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم سجد على التراب والحصى – ومعروف أن مسجده كان مفروشاً بالحصباء ، وأنه كانت عنده طينة معموله يسجد عليها –كما في الحديث الذي مر رداً على السؤال- وقد قال –صلى الله عليه وآله وسلم" جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا" وهذه منة ورحمة لهذه الأمة لأن الأمم السابقة كانت لهم أماكن خاصة للعبادة .
فإذن لا ينكر أحد من المسلمين علماؤهم وعامتهم أن السجود على التراب – أياً كان ليس بحرام بل هو جائز ومقبول ، فهل تشذ عن هذا تربة كربلاء أن أنها نجسة أو مذمومه حتى لا تجوز الصلاة عليها؟
أما اذا كان قصدك أن التبرك بها هو المحرم أو المستهجن عندك ، فأقول لنا في آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- القدوة والأسوة في ذلك ، فقد ذكر في الكتب " واذا أردت المصادر فإني على استعداد لذكرها لك" أن فاطمة الزهراء عملت مسبحة من تربة الحمزة سيد الشهداء وكانت تسبح بها ، وكان هذا على مرأى ومسمع من رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم – وهو مع هذا لم ينكر عليها ، ثم أنها بعد وفاة أبيها عليه أفضل الصلاة والسلام أخذت من تراب قبره وعملت مسبحة أيضاً وكانت تقول : ماذا على من شم تربة أحمد *** ألا يرى مدى الزمان غواليا
ولا أخالك تنكر أنها إنما فعلت ذلك تبركاً بتراب قبر الحمزة والرسول الكريم –صلى الله عليه وآله وسلم – وإلا لما ذكر هذا الخبر ولأخذته من أي مكان آخر ، وكما أن الحسين من الرسول والرسول منه فإننا نأخذ من تراب قبره ونصنع السبح والترب للصلاة ، فإن لم يكن ذلك مستحسناً عند فهو ليس بحرام ولا مكروه .
وربما إلتبس عليك أننا لا نصلي إلا على تربة الحسين ولا نجيز الصلاة بغيرها ، فهذا غير صحيح فنحن نصلي على
الخوص والأرض والحجر وكل ما هو من الأرض .
ولو كنا نستطيع أن نصل الى قبر رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- لعملنا تربة منها وما عدوناها.
ختاماً أسأل الله الهداية والسداد لنا ولكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|