[العويني]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه الغر الميامين

وبعد

فمن الأمور التي يتخذها أتباع الجماعة السلفية مغمزا على أهل السنة والجماعة ، تعظيمهم لمقام المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وجعلوهم في هذا الأمر مشابهين للنصارى الذي غلو في سيدنا عيسى عليه السلام ، إلا أنهم عندما يأتي المديح لأشياخهم تزيغ أعينهم عن هذا القياس الفاسد ، وتستسيغ آذانهم سماع ذلك المديح البارد ، وقد وقفت على أبيات نقلها أحد الأخوة عن شاعر من شعرائهم في رثاء الشيخ ابن باز - رحمه الله - فيها من المديح ما لو قيل في جناب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لاستكثروه ، إلا أنهم لا يستنكرونه عندما يكون المديح في أحد أشياخهم ، فاستمعوا لذلك الشاعر وهو يقول :

والله لـو أذن الإلــه بفديـةٍ*****لفديتُ طلعتــه بكـل كياني
.... إلى أن قال
*********وأراك تحيي كــل قلـبٍ عانــي

وبلغت في نُزل المعالي مبلغـاً******كلّت له الأذهـان والعينـانِ

أنواره تشفي السقيم وداره********متنزه المعـروف و العرفـانِ

ويقول آخر في أحد كتبه مادحا الشيخ ابن باز :

((..وفيهم الشيخ العلامة المجاهد اليقظ والمتابع لأحوال المسلمين في أقطار الدنيا كلها ، حتى ليعتقد فيه أنه لو كانت في المريخ حركة إسلامية لكان وراءها ، ألا وهو الشيخ ابن باز))

من كتاب (أهل الحديث هم الطائفة المنصورة) ص91

وتعظم المصيبة أيها الأخوة الكرام عندما تراهم يسوقون مثل هذا المديح السمج لا حبا في هذا الشيخ أو ذاك ، بل تكتشف أن كل ما في الأمر ضحك على الذقون وتسلق على أكتاف المشايخ المعروفين لنيل شيء من حطام الدنيا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .