ومن العوام من يقول :-
هؤلاء العلماء ما يحافظون على الحدود ، فلان يفعل كذا وفلان يفعل كذا ، فأمري أنا قريب . وكشف هذا التلبيس أن الجاهل والعالم في باب التكليف سواء ، فغلبة الهوى للعالم لا يكون عذراً للجاهل .
وبعضهم يقول :-
ما قدر ذنبي حتى أُعاقب - ومن أنا حتى أؤاخذ ، وذنبي لا يضره ، وطاعتي لا تنفعه ، وعفوه أعظم من جرمي كما قال قائلهم :-
من أنا عند الله حتى إذا **** أذنبت لا يغفر لي ذنبي
وهذه حماقة عظيمة ، كأنهم اعتقدوا أنه لا يؤاخذ إلا ضداً أو نداً . ثم ما علموا أنه بالمخالفة قد صاروا في مقام معاند.
وسمع ابن عقيل رحمه الله رجلاً يقول :-
من أنا حتى يعاقبني الله ؟! فقال له :- أنت الذي لو أمات الله جميع الخلائق وبقيت أنت لكان قوله تعالى ( يا أيها الناس ) خطاباً لك .
ومنهم من يقول : سأتوب وأصلح ، وكم من أبله ساكن الأمل فاختطفه الموت قبله ، وليس من الحزم تعجيل الخطأ وانتظار الصواب . وربما لم تتهيأ التوبة ، وربما لم تصح ، وربما لم تقبل ، ثم لو قبلت بقي الحياء من الجناية أبداً .
فمرارة خاطر المعصية حتى تذهب أسهل من معاناة التوبة حتى تقبل .
ومنهم من يتوب ثم ينقض فيلج عليه إبليس بالمكائد لعلمه بضعف عزمه . وعن الحسن قال :- إذا نظر إليك الشيطان ورآك على غير طاعة الله تعالى ألفك ، وإذا رآك مداوماً على طاعة الله ملّك ورفضك ، وإذا رآك مرة هكذا ومرة هكذا طمع فيك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والبقية تتبع بإذن الله تعالى ................
وقفه :-
حكي عن بنت عبدالله بن مطيع أنها قالت لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ، وكان أجود قريش في زمانه :- ما رأيت قوماً ألأم من إخوانك . قال : مَهْ ( كفي واسكتي ) ولم ذلك ؟
قالت :- أراهم إذا يسرت لزموك ، وإذا أعسرت تركوك .
قال :- هذا والله من كرمهم ، يأتوننا في حال القوة بنا عليهم ، ويتركوننا في حال الضعف بنا عنهم ...
ـــــــــــــــــــــــــــ
هذه المقوله لا يقوى عليها إلا الكرماء والفضلاء من الناس .... فهل انت منهم ؟؟؟؟؟ !!!!
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه
|