الجملة التي أوردتها تقول : انه ليس على وجه الارض دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الاسلامي .
وللاسف الشديد لقد فهمت أنت هذه العبارة خطأ ، كما فهمها جماعات التكفير الضالة .
واليك الشرح الصحيح لها :
اولا : اصدقني القول هل هناك دولة مسلمة تطبق الشريعة الاسلامية ؟
والجواب هو لا ، حتى السعودية التي تزعم انها تطبق الشريعة لا تطبقها الا في الحدود فقط .
وهل الشريعة الاسلامية محصورة في الحدود والقصاص فقط ؟
هل اذا طبقت الشريعة في الحدود وفي الاحوال الشخصية فقط ولم أطبقها في السياسة وسمحت لاعداء الامة باقامة قواعد عسكرية ينطلقون منها لضرب بلدان مسلمة أكون قد طبقت الشريعة ؟
هل اذا الحكام طبقوا الشريعة في الحدود ولم يطبقوها في الاقتصاد وجعلوا كل أقتصادهم يعتمد على النظام الربوي اليهودي ولا يعتمد على النظام الاسلامي هل بذلك يكونوا قد طبقوا الشريعة الاسلامية ؟
اذا اسقط الحكام مبدأ الشورى في الدولة وحكموا بالديكتاتورية هل يكونوا بذلك يحكمون بالشريعة ؟
اذا زور الحكام ارادة الشعوب هل بذلك يطبقون شرع الله ؟
هل اذا تفشى الربا في المجتمع فهل هذا المجتمع يسير وفق شريعة الله ؟
هل اذا تفشى العري في المجتمع يكون هذا المجتمع يسير وفق شرع الله ؟
هل اذا تفشت الرشوة والفساد في المجتمع هل يكون هذا المجتمع يسير وفق شرع الله ؟
ارجع الى العبارة واقرأها من جديد : تجد أنه لم ينفي صفة الاسلام عن الدولة أو المجتمع .
حيث قال : ليس هناك دولة مسلمة او مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله .
والمقصود أن كل دولنا الاسلامية ومجتمعاتنا المسلمة مغيبة عن شرع الله ، ولا تعلم شيئا عن الفقه الاسلامي .
فهي مسلمة ولكنها تخالف الشرع في كثير من شئون الحياة ، بل في أغلب شئون حياتها .
وسوف أعطيك مثالا :
اذا رأيت رجلا مسلما يشرب الخمر وذهبت اليه وقلت له ان عملك هذا ليس من الشرع ويخالف الاسلام . هل بذلك تكون قد وصفته بالكفر ؟ طبعا لا .
وهذا يلقي العبء على الدعاة المخلصين الغيورين على دينهم الذين يفهمون الاسلام كما فهمه السلف الصالح، أن يفهموا المسلمين الاسلام ، ويعرفوهم أن الشريعة ليست حدود او قصاص او أحوال شخصية فقط بل هي سياسة واقتصاد واجتماع وأخلاق ومعاملات وحدود وقصاص وقضاء ----------الخ.
__________________
|