عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 30-05-2000, 08:59 PM
الموالي لاهل البيت الموالي لاهل البيت غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 19
Post

بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين الّذين أذهب الله عنهم الرّجس أهل البيت وطهرهم تطهيرا .

قال كاتب أنصار : ( ولعلّ هذا يدعونا إلى التساؤل : إذا كان الأمر كذلك فلم لم يعبر عنهن بنون النسوة بدلاً من ( ميم ) الجماعة ؟ غير أنّ ما يمكن أن يقوله المرء هنا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم هو رأس أهل بيته وهو داخل بلا شك في الآية مع نساءه كما قال تعالى في إبراهيم عليه السلام { أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنّه حميد مجيد } مع أنّ الخطاب لإمرأة إبراهيم عليه السلام ولكنه لما دخل إبراهيم عليه السلام وزوجته في مسمى أهل البيت عبّر عنهم جميعاً بـ ( ميم ) الجماعة في قوله : { رحمة الله وبركاته عليكم } تغليباً ، بل إنّ إطلاق تسمية ( أهل ) على الزوجة وارد في قوله تعالى عن موسى عليه السلام { فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله } مع أنّه لم يكن مع موسى عليه السلام سوى زوجته ، فما العجب في أن تعني الآية نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتستخدم في حقهن ( ميم ) الجماعة ؟!! .

أقول : أولا : أنقل مزيداً من الرّوايات الواردة في تخصيص مفهوم ( أهل البيت ) في أصحاب الكساء فقط ، فقد روى الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال : ( لمّا نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرّحمة هابطة قال : ادعوا لي ، فقالت صفية : من يا رسول الله ؟ قال : ( أهل بيتي عليّاً وفاطمة والحسن والحسين ) ، فجيء بهم ، فألقى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم كساءه ، ثم رفع يديه ثم قال : ( اللهم هؤلاء آلي ، فصل على محمد وآل محمد ، وأنزل الله عزّ وجل : { إنّما يريد الله ....} قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (1) .

وأخرج أيضا عن عطاء بن يسار عن أم سلمة رضي الله عنها أنّه قالت : ( في بيتي نزلت هذه الآية : { إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت } قالت : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين ، فقال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ) ، قالت أم سلمة : يا رسول الله ، أنا من أهل البيت ، قال : إنّك إلى خير ، ( وهؤلاء أهل بيتي ، اللهم أهلي أحق ) قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين وأقرّه الذهبي في تلخيصه (2) .

فانظر إلى قوله في الرواية الأولى : ( ... أهل بيتي عليّاً وفاطمة والحسن والحسين ) وقوله فيها : ( اللهم هؤلاء آلي ) ... فهو تخصيص صريح لمفهوم ( أهل البيت ) في هؤلاء دون سواهم وانظر إلى الرّواية الثانية وقوله فيها : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ) وقوله عندما قالت أم سلمة مستفسرة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أنا من أهل البيت ؟ ) قال لها : ( إنّك إلى خير وهؤلاء أهل بيتي ) أيضا هو صريح في هذا التخصيص وعدم شمول الغير من زوجات وغيرهن ، على أن في سؤال أم سلمة رضوان الله تعالى عليها أوضح دليل على عدم شموله لهن إذ لو كان يشملهن لما سألت أم سلمة رسول الله واستفسرت منه ، وفي جوابه لها دليل آخر على عدم الشمول حيث لم يقل لها ولم يجبها بقوله ( إنك من أهل البيت ) بل قال لها إنك إلى خير ( وهؤلاء أهل بيتي ) وهو جواب صريح أنها غير داخلة في المفهوم فقد حصر بقوله ( وهؤلاء أهل بيتي ) المفهوم في المشار إليهم بـ ( هؤلاء ) وهم علي وفاطمة والحسن الحسين عليهم السلام . ( وسننقل في الرّدود القادمة مزيداً من الرّوايات الواردة من طرق أهل السّنة في ذلك ) .

ثانيا : لقد واجه القائلون بتخصيص آية التطهير بزوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم إشكالاَ قويّاً جداً ينسف إدّعاءهم هذا رأساً على عقب وهو أنّ الآية الكريمة إذا كانت خاصة بهن فكان من المفروض أن يكون الخطاب فيها لهن بـ ( نون النسوة ) في قوله ( عنكم ) فيكون ( عنكن ) وقوله ( يطهركم ) فيكون ( يطهركن ) فلجؤا إلى الهروب من هذا الإشكال بما أورده هذا الكاتب أعلاه ، ولكن هذا أيضاً لا ينفع في إثبات اختصاص الآية بهن ونزولها فيهن لما ذكرناه من أدلة أعلاه وفي الحقة الأولى من هذا الرّد ، حيث أثبتنا بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة اختصاص الآية بأصحاب الكساء وعدم اختصاصها أو شمولها لزوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ونضيف هنا أنّ ألاية الكريمة صريحة في إثبات عصمة – وسنوضح ذلك لاحقاً بالدليل – المخاطبين بها وزوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسن كذلك فثبت أيضا عدم اختصاصهن بها أو شمولها لهن .

ثالثا : إنّ الألف واللام في لفظة ( البيت ) في قوله تعالى : ( رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ) عهدية ، إشارة إلى المجتمعين في أحد بيوت النبي إبراهيم عليه السلام إذ كان إبراهيم عليه السلام مختلياً بزوجته سارة في الحجرة ، فهبطت الملائكة المرسلة إلى لوط النبي عليه السلام في مهمة (ما) وجعلت طريقها دار إبراهيم عليه السلام الّذي كان مجتمعاً مع زوجته لتبشيرهما بحمل سارة وبمولود عزيز هو إسحاق وبحفيد عزيز يأتيهم من إسحاق فتذهل سارة من هذه البشارة وكيفية تحققها في زوجين بلغا سنّ اليأس فتجيب الملائكة سؤال سارة وعجبها { قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت } أي المجتمعين في هذا البيت المعين . وليس الأمر كما ادّعى صاحبنا .

رابعا : إن هذا الكاتب يخلط بين لفظة أهل الرجل الّذي يشمل زوجته وبين مفهوم ( أهل البيت ) في آية التطهير فلا أحد ينكر أن كلمة أهل قد تستخدم – مع القرينة طبعاً – ويراد منها الزوجة كما في قوله تعالى ( فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله ) حيث أن المراد فيها هنا ( زوجته ) لقرينة أنه لم يكن معه غيرها وكما في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في بعض روايات حيث الكساء لإم سلمة ( إنك من أهلي ) وهذا موجود في لغة العرب ولكن الكلام عن مفهوم ( أهل البيت ) في آية التطهير لا عن لفظة ( أهل ) هل يراد به زوجات النبي أو غيرهن ، الدليل يثبت أنه خاص بغيرهن وبالتحديد بأصحاب الكساء كما أو ضحناه أعلاه وفي الرّد في الحلقة الأولى .

______________________

(1) المستدرك ج 3 ص 148 .

(2) المستدرك ج 2 ص 416 .