[مواطن مصري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي الكريم : الاثري
علينا أن نفرق بين الرأي الشخصي للعلماء والادباء والذي يتوصلون اليه نتيجة استنتجاتهم من أبحاثهم ودراساتهم التي قاموا بها وبين الرأي العام للجماعة التي رضوا بأن يعملوا للاسلام تحت لوائها .
فأحيانا يكون هذا الرأي الشخصي على صواب فيأخذ اجرين ، أجر الاجتهاد وأجر الاصابة ، واحيانا أخرى يكون هذا الرأي خطأ فيأخذ اجر الاجتهاد فقط .
ويكون هذا الرأي سواء اصاب أو اخطأ لا يعبر الا عن رأي قائله فقط ولا يعبر عن رأي الجماعة ، مهما بلغت مكانة قائله في الجماعة .
اخي الكريم :ان الخلاف في الرأي بين الباحثين والعلماء وارد ، واحتمال الخطأ والصواب وارد ايضا .
فمثلا : نجد أن هناك خلاف في كيفية اخراج زكاة الفطر ، هل يجوز اخراجها مالا ، او لايجوز ويجب اخراجها من قوت أهل البلد ، فهناك علماء ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين يجيزون اخراجها مالا ومعهم ادلتهم واستنتجاتهم التي استدلوا بها ، وهناك علماء آخرون ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين أيضا لايجيزون اخراجها مالا ويقولون بوجوب أخراجها من قوت أهل البلد.
ولم تتبنى الجماعة اي من الرأيين ليكون الرأي العام لها ، ولم تخطأ او تصوب أحد الرأيين .
ومثال آخر :
ماهو الحجاب الشرعي وهل يجب تغطية الوجه او لا ؟
فنجد ان علماء ينتمون للاخوان المسلمين لا يرون تغطية الوجه من الحجاب الشرعي ، وعلماء آخرون ينتمون للاخوان المسلمين أيضا يقولون بضرورة تغطية الوجه للمرأة في الحجاب الشرعي .
ولم تتبنى الجماعة أي من الرأيين ، وتجعله رأيا عاما لها تلزم أتباعها به .
كذلك أراء الشهيد سيد قطب ، قد أصاب في بعضها وأخطئ في بعضها - من وجهة نظري الخاصة - وسواء أصاب أو اخطأ لا يعبر الا عن رأيه الشخصي فقط .
والدليل على ذلك أن اكثر علماء الاخوان المسلمين عارضوه في كثير من ارائه منهم الدكتور يوسف القرضاوي على سبيل المثال .
أخي الكريم : لقد قلت أن الشهيد سيد قطب زعيم الاخوان المسلمين في ذلك الوقت ، وهذا ليس صحيحا ،
فالشهيد سيد قطب كان أديبا من الادباء وكاتبا مشهورا ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين ولم يكن ابدا في يوم من الايام زعيما للاخوان المسلمين .
أخي الكريم :
ان الشهيد سيد قطب كان كما قلت لك اديبا كبيرا يأسر الالباب بروعة ادبه وجمال لفظه ، ولكنه لم يكن فقيها ، وشتان بين رأى الاديب والفقيه في المسائل المصيرية للأمة .
أخي الحبيب :
ان رأي الاخوان المسلمين واضح جلي في مسائل التكفير والارهاب ، وهو الرفض الصارم لها .
فعندما اتهم الاخوان المسلمون ايام الامام حسن البنا بأن مجموعة منهم قد أثارت الشغب وأضرت ببعض الاملاك الخاصة والعامة ، كتب الامام الشهيد مقالا في جريدة الاخوان المسلمين بعنوان :

ليسوا اخوانا وليسوا مسلمين

يبرأ الاخوان والاسلام فيه من هذه الفعلة .