عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 15-10-2006, 05:26 PM
الشــــامخه الشــــامخه غير متصل
* * *
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
الإقامة: *نجـد* قلبي النابض
المشاركات: 2,423
إفتراضي


1/ إن مع العسر يسرى...


يا إنسان أن بعد الجوع شبع وبعد الظمأ ري وبعد السهر نوم وبعد المرض عافيه وبعد الفقر
غناء وبعد السجن حريه , سوف يصل الغائب ويهتدي الضال ويفك العاني وينقشع الظلام
(فعسى الله ان يأتي بالفتح أو امر من عنده).

بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ومسارب الأوديه ,بشر المهموم بفرج
مفاجئ يصل في سرعة الضوء ولمح البصر, بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانيه .

أذا رئيت الصحراء تمتد وتمتد فعلم أن وراءها رياض خضراء وارفه الظلال , أذا رئيت الحبل
يشتد ويشتد فعلم أنه سوف ينقطع.

مع الدمعه بسمة ومع الخوف آمن ومع الفزع سكينه, النار لاتحرق أبراهيم التوحيد لأن
الرعاية الربانيه فتحت نافذة برداً وسلاماً , البحر لايغرق كليم الرحمن لأن الصوت القوي
الصادق نطق بـ (كلا ان معي ربي سيهدين) ,المعصوم في الغار بشر صاحبة بأنة وحدة
سبحانة معنا فنزل الأمنُ والسكينةُ.

أن عبيد ساعاتهم الراهنة وأرِقاء ظروفهم القاتمة لايرون ألا النكد والضيق والتعاسة لأنهم
لاينظرون ألا لجدار الغرفة وباب الدار فحسب , ألآ فليمدوا أبصارهم وراء الحجب, ألآ فليطلقوا
أعنت أفكارهم إلى ما وراء الأسوار, ألآ فليحسنوا الظن بالعزيز الغفار.

أذن فلا تذق ذرعا فمن المحال دوام الحال وأفضل العبادة إنتظار الفرج.

الأيام دول والدهر قُلب والليالي حبالا والغيب مستور والحكيم كل يوم هو في شئن ولعل الله
يحدث بعد ذلك امراً(وإن مع العسر يسرى ).....

دع المقادير تجري في أعنتها **** ولا تبيتـاً ألا خالي البالِ
مابين غمضت عينٍ وأ نتباهتها **** يغير الله من حال إلى حالِ


وانظر إلى يونس بن متى عليه السلام في ظلمات ثلاث لا أهل ولا ولد ولا صاحب ولا حبيب
ولا قريب ألا الله الواحد الأحد فهتف بالكلمة الصادقه المؤثره الناصعة
(لا إله الا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين)
فجاء الفرج, ويعقوب عليه السلام يقول لأبناءه
(لا تيأسوا من روح الله أنه لا ييأس من روح الله ألا القوم الكافرون) .

فلا يأس والل يُدعى ولا قنوط والله يرجى ولا خيـبة والله يعبد ولا إحباط والله يؤمل جل في علاه.

فإذا سئلت فسئل الله وإذا أستعنت فأستعن بالله وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال
وعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرى)

أنظر إلى أخبار الأمم وقصص الدول كيف غلب الله على أمره جل في علاه لأنه الفعال لما يريد
فجاء بالعسر بعد اليسر سبحانه وفي الحديث الحسن ( لن يغلب عسر يسرين),
المنصور بن أبي عامر الملك الأندلسي حكم بقتل عالم من العلماء وأعطى السياف ورقه أراد
أن يكتب فيها يقتل فكتب يطلق فردها السياف إليه فشطبها وكتب يطلق فردها إليه فشطبها
وكتب يطلق يريد يقتل ,فلما كتب يطلق تعجب وحتار وقال والله أنه لأمر الله جل في علاه
والله ماأردت ألا قتلة وأنه ليطلق رغم أنفي فأطلقه (كل يوم هو في شأن)

سهرت أعين ونامت عيون *** في شؤون تكون أو لا تكون
أن رباً كفاك ما كان با لأمس *** سيـكـفيك غـداً ما يكون


يتبع ...