عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 15-10-2006, 05:48 PM
الشــــامخه الشــــامخه غير متصل
* * *
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2004
الإقامة: *نجـد* قلبي النابض
المشاركات: 2,423
إفتراضي



5/أترك المستقبل حتى يأتي

(أتى أمر الله فلا تستعجلوه)
لا تستبق الأحداث أتريد إجهاض الحمل قبل إتمامه وقطع الثمرة قبل النضج,
إن غدا مفقود لا حقيقة له, ليس له وجود, ولا طعم ولا لون ولا رائحة فلماذا نشغل أنفسنا
به ونتوجس من مصائبه ونهتم لحوادثه ونتوقع كوارثة ولا ندري ما يحال بيننا وبينه
أو نلقاه فإذا هو سرور ونور وحبور المهم أنه في العالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد.

أن علينا أن لا نعبر الجسر حتى نأتيه ومن يدري لعلنا نقف قبل وصول الجسر
أو لعل الجسر ينقطع بنا وربما وصلنا الجسر ومررنا بسلام

لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى *** ولا زاجرات الضير ما الله مانع

لا يعلم الغيب إلا الله فانتظر موعودك مع الله وكن سعيد بيومك.

إن إعطاء الذهن مساحة أوسع في التفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء
بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعاً لأنه طول أمل ومذموم عقلاً لأنه مصارعة للظل.

إن كثيراً من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع والعري والمرض والفقر والمصائب
وهذا كله من مقررات مدارس إبليس ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم
مغفرة منه وفضلا)وكَل بها رباً عليما حكيما جل في علاه كثير هم الذين يبكون لأنهم سوف
يجوعون غداً وسوف يمرضون بعد سنة وسوف ينتهي العالم بعد 100عام.

أن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم والذي لا يدري متى يموت
لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له.

أترك غداً حتى يأتيك لا تسأل عن أخباره لا تنتظر زحٌفه لأنك مشغول باليوم وأن تعجب
فعجب هؤلاء الذين يقترضون الهم نقداً ليقضوه نسيئة في يوم لم تشرق شمسه ولم يرى
النور فحذاري من طول الأمل.







6/كيف تواجه النقد الآثم



الرقاع السخفاء الحمقى التافهون سبوا الخالق الرازق جل في علاه, شتموا الأحد الذي
ذهب بالجمال والكمال والجلال لا إله ألا هو فماذا أتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف والخطأ,
أنك سوف تواجه في حياتك حرب ضروس لا هوادة فيها من النقد الآثم المر ومن التحطيم
المدروس المقصود ومن الإهانة المتعمدة مادام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتستطع وتلمع
وتبدع ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقاً في الأرض أو سلم في السماء فتفر من هؤلاء
أما و أنت بين أظهرهم فأنتظر منهم ما يسئك ويبكي عينك ويدمي مقلتك ويغض مضجعك.

إن الجالس على الأرض لا يسقط, إن الناس ليرفسون كلباً ميتاً ولا كنهم يغضبون عليك لأنك
فقتهم صلاحاً أو علم أو أدب أو مال أو بيان أو زهد فأنت عندهم مذنب حتى تترك مواهبك
ونعم الله عليك وتنخلع من كل صفات الحمد وتنسلخ من كل معاني النبل وتبقى بليداً غبياً
صغراً محطماً مكدوداً هذا ما يريدون بالضبط.

إذن فصمد لكلام هؤلاء, إذن فثبت أحد, إذن فصبر على نقدهم و تشويههم وتجريحهم
وتحقيرهم, إذن كن كالصخرة الصامدة المهيبة تتكسر عليها حبات البرد لتثبت وجودها
وتعلن صمودها وقدرتها على البقاء أنك. أن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهم
الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك, ألا فصفح الصفح الجميل , ألا فأعرض عنهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون.

أن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك وبقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتعل , أنك لن تستطيع
أن تغلق أفواه البشر و لا تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتجنيهم
بتجافيك لهم وإهمالك لشأنهم وإضراحك لقولهم (قل موتوا بغيظكم)


وكلمة حاسد من غير جرم *** سمعت فقلت مري فنفُذيني
وعابوها علي ولم تعبني *** ولم يندا لها أبداً جبيني



حسدوا الفتى إن لم ينالوا سعيهم *** فالناس أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها *** حسداً وبغياً أنه لذميم


وقال آخر:
وشكوت من ظلم الوشاة ولن تجد *** ذا سؤدد إلا أصيب بحُسدٍ
لا زلت يا سبط الكرام مُحسداً *** والتافه المسكين غير مُحسدِ


أنك تستطيع أن تصب في أفواه هؤلاء الخردل بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم
اعوجاجك أن كنت تكون مقبول عند الجميع محبوب لدى الكل سليم من العيوب عند العالم
فقد طلبت مستحيل وأملت أمل بعيد ألا يكفيك أن الواحد جل في علاه القهار تباركت أسماءه
الكامل تقدست آلاءه يقول ( يسبني أبن أدم وما ينبغي له ذلك ويشتمني أبن أدم وما ينبغي له
ذلك, أما سبه أياي – تعال الله في علياءه- فإنه يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار
أما شتمه أياي فإنه يقول أني اتخذت صاحبة وولد وأنا الله لم أتخذ صاحبة ولا ولد)

وهذا هو الله جل في علاه ورسولنا صلى الله عليه وسلم من بلغ الكمال البشري سب وشتم
وهجي وقيل له ساحر وشاعر وكاهن وكذاب ومجنون فنزل عليه فصفح الصفح الجميل
وصبر صبرا جميلا.


يتبع ..