20/ قل سيروا في الأرض
مما يشرح الصدر ويزيح الكرب السفر في الديار وقطع القفار والتقلب في الأمصار
والنظر في كتاب الكون المفتوح لتشاهد أٌلام القدرة وهي تكتب على صفحات الوجود
آيات الجمال لترى حدائق ذات بهجة ورياض أنيقة وجنات ألفا فا.
اخرج من بيتك تأمل ما حولك وما بين يديك وما خلفك اصعد الجبال واهبط الأودية وتسلق الأشجار ،
أرعب من الماء النمير ، ضع انفك على أغصان الياسمين حينها ترى روحك حرة طليقه كالطائر
الغريد تسبح في فضاء السعادة اخرج من بيتك الغي الغطاء الأسود من عينك ثم سر في فجاج الله الواسعة ذاكره مسبحا .
وكتاب الفضاء اقرأ فيه .... سور ما قرأتها في كتاب
إن الانزواء في الغرفة الضيقة ما الفراغ القاتل طريق ناجح للانتحار،
وليست غرفتك هي العالم ولست أنت كل الناس فلم الاستسلام أمام كتائب الأحزان.
ألا فاهتف بسمعك وبصرك وقلبك (انفروا خفافا وثقالا ) تعال لتقرأ القرآن هنا بين الجداول
والخمائل والطيور وهي تتلوا خطب الحب، وبين الماء وهو يروي قصة وصوله من التل.
إن الترحال في مسارب الأرض متعه يوصي بها الأطباء لمن ثقلت عليه نفسه وأظلمت عليه
غرفته فهيا بنا نسافر لنسعد ونفرح ونفكر ونتدبر
( ويفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك ) .
21) فصبر جميل
التحلي بالصبر من شيم الأفذاذ الذين يتلقون المكارة برحابه صدر وقوه إرادة وبمناعة أبية
وإن لم اصبر أنا وأنت فما نصنع ، هل عندك حل لنا غير الصبر ، هل تعلم لنا زاد غيره
كان احد العظماء مسرح تركض فيه المصائب وميدان تسابق فيه النكبات كلما خرج من نكبه
دخل في أخرى وكلما نجا من كربه تعرض لثانية وهو متترس بالصبر ومتدرع بالثقة بالله
حتى قال :
إن كان عندك يا زمان بقية *** مما يهان بها الكرام فهاتها
فجعل الله له فرجا ومخرجا، هكذا يفعل النبلاء يصارعون الملمات يطرحون النكبات أرضا.
دخلوا على أبي بكر وهو مريض ألا ندعو لك طبيبا قال الطبيب قد رأني قالوا: فماذا قال ؟
قال : يقول (إني فعال لما أريد ).
كيف أشكو إلى طبيبي ما بي *** والذي قد أصابني من طبيبي.
قال ابن المرتعش ذهبت عيني من أربعين سنه ما علمت ابنتي ولا زوجتي و في مقالات
لأحد المعاصرين انه عرف جار له مقعد من عشرين سنه يقول : والله ما أن ولا اشتكى
وما زال يحمد ربه حتى مات (واصبر وما صبرك إلا بالله ) ، اصبر صبر واثق بالفرج عالم
بحسن المصير طالب للآجر راغب في تكفير السيئات اصبر مهما ادلهمت الخطوب وأظلمت
أمامك الدروب فإن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب فإن مع العسر يسرى .
وقد قرأت في سير عظماء مرا في هذه الدنيا وذهلت لعظيم صبرهم وقورة احتمالهم كان
المصائب تقع على رؤوسهم كأنها قطرات ماء باردة وهم في ثبات الجبال وفي رسوخ الحق ،
فما هو إلا وقت قصير فتشرق وجوههم على طلائع فجر الفرج وفرحت الفتح وعصر النصر
وأحدهم ما اكتفى بالصبر وحده بل رضي وابتسم واحتسب فكان الثواب والأجر والفرج .
يتبع ..