النظام العربي العفن وتقسيم العراق
			 
			 
			
		
		
		
		حامد بن عبدالله العلي 
 
  
 
"  بعــد  انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 كانت هناك 74 دولة مستقلة فقط، في حين أن عدد الدول المستقلة الآن هو 193 دولة ! "  هذه العبارة قالها (آلان توبول) أحد شياطين السياسة الأمريكية ، ودعا إلى تقسيم العراق إلى ثلاث دول ،  متبجّحا بما فعلت أمريكا بتفتيت الإتحاد السوفيتي إلى دويلات صغيرة ، 
 
  
 
وأما برنارد لويس الصهيوني البريطاني ، فقد اقترح عام 1983، على الكونغرس الأمريكي ، تحويل البلاد العربية إلى دويلات طائفية ،  وعرقية ، صغيرة بحكومات تابعة ، لإستباحة ثروات الأمة ،  وتحويلها إلى الغرب ، ومن اقتراحاته ، تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات: دولة شيعية في الجنوب ،ودولة سنيّة في الوسط ،  ودولة كردية في الشمال العراقي ، والشمال الشرقي من إيران ، وغرب سوريا ، وجنوب تركيا.. 
 
  
 
وهنري كيسنجر أعلن في مارس عام 2004 ، في برنامج ( هارد توك ) على قناة سي إن إن ، أنّ العراق يسير في إتجاه مصيـر يوغسلافيا السابقة . 
 
  
 
تقطيع العراق ، وإنهاء وجوده ، كان ولم يزل الهدف الأهمّ للغزو الصهيوصليبي ، وقد وضع الدستور المسخ ليحقق هذا الهدف ، بل كان تقسيم العراق إلى ثلاث أقاليم إبّان الحصار الخانق الذي تعرض له في فترة التسعينيات ، يهيئ لهذا التقسيم ، ثـم بعد دخول الغزاة ، قسّم الإحتلال العراق إلى ثلاث قطاعات عسكرية ،  وقـد سُخِّرت بعد ذلك جميع المكايد ، والمؤمرات ،  وتحمّل المحتل نزيف دماءه ، وأرخى نزيفا آخر من الدماء بين العراقيين ، من أجل تحقيق هــذا الهدف :  
 
  
 
 ففي شمال العراق وجنوبه ، يُضخ ثلاثة أرباع الإنتاج النفطي ، الذي وضع المحتل نصب عينيه الهيمنة عليه. 
 
  
 
وفي العراق مخزون هائل لامحدود ، من الفكر المقاوم للهيمنة الصهيوصليبية ، ومن رجال هذه المقاومة الشرفاء ، الذين لـن يرتاح الصهاينة مع وجودهم ، في عراق واحـد قويّ . 
 
  
 
وفي العراق من ثروات الأمّـة  غير المتناهية ، الماديّة ، والمعنويّة ، ومن الطاقات العلميّة الحيّة المتفجرة غير المحصورة ،  ما جعل المؤامرة على تقسيمه ، على سلّم أولويات المخطّط الصهيوصليبي .  
 
  
 
 ومن الواضح أنّ هذا هـو الهدف الوحيد الذي اتفق عليه  الشيطانان المحتلان للعراق ، العدوّ الصهيوصليبي ، والعدوّ الصفوي الحاقـد الآخذ في الإمتداد تحت جنح الظلام ، إلـى خارج العراق ، بسرعة وتهديد بالغ الخطورة على الأمّة ، مستفيدا من الفراغ الهائل الذي خلفه النظام العربي المتعفّن  . 
 
  
 
ولم يعد خافيا أنّ هذا العدوّ الصفوي الحاقد على العراق خاصّة ، وعلى الإسلام والعرب عامـّة ، قـد غدا وقود إحتراق الفتنة التي زرع بذورها ، المخطط الصهيوصليبي في العراق ، ويعمل حثيثا على زرعها حوله ، فلم يجد هذا المخطط ،  ولن يجد من الحاقدين على أمّتنا ، مَن هـو أسرع في فتنة على الأمـّة ، ولا أحرص على تدميرها من هؤلاء . 
 
  
 
وهو اليوم يعمل دائبـا ، باعثـا حيّاتـه ، وعقاربه ، في دول الخليج ، وفي الشام ،ولبنان ، ومصر ، واليمن ، مسخـِّرا نفسـه ليكون أداة المخطط الصهيوصليبي الجديد ، فيزرع الفتنة في بلاد الإسلام ، ناشرا الروح الصفوية البغيضة تحت ستار الرفض المستــتر بالإسلام ، ونهج المقاومة الزائف ، كما يفعل في لبنان تماما . 
 
  
 
هذا  ،، ولما غــدا الجهاد الإسلامي في العراق ، أكبر عائق أمام هذا المخطط الصيهوصليبي على العراق والأمّة ، وقـد ثبت للمحتل أنّ إيقاف مده بالقوّة مستحيل ، فالجهـاد أكبـر مستفيد من المواجهة العسكرية أصـلا ، ويتنامى معهـا ويكبـر ويقترب من أهدافــه ، وأثبت أنه قادر على هزيمة المحتل وإرغامه على الإنسحاب ذليلا مــن العراق . 
 
  
 
 لمّا كان ذلك ، لجـأ المحتل لأسلوب الدسائس الداخليـة للإيقاع بين فصائله ، وإشغاله بالتناحر الداخلي ، وزرع العناصر داخله لتحقيق هذا الهدف ،  وقـد لوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد التركيز على هذا المنحى الخطيـر . 
 
  
 
والأمـل معقود بالله تعالى ، ثم ببصيرة قادة الجهاد ، أن يكونوا على حذر تام من هذه الدسائس ـ كما كانوا دائما بتوفيق الله تعالى  ـ  ليحولوا بين المحتل وبين مقصده الخبيث في القضاء على الجهاد بإشغاله بصراعات داخلية . 
 
  
 
وأن يُبقوا أولويات الجهاد ماثلة أمام أعينهم ، وهدفـه الأسمى واضحا مقدما على ما سواه ، وهو إفشال المخطط الصهيوصليبي في العراق ، وإخراجه منها ، وإلحاق الهزيمة بالرأس الآخر لشيطانه ، المخطط الصفوي الحاقد . 
 
  
 
وهذا بإذن الله تعالى ما سيقـع ، وأما المحتل فلن يخرج إلاّ منهزما خائبا من المستنقع .  
		
	
		
		
		
		
			
				__________________ 
				نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات 
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات 
			 
		
		
		
		
	
		
			
			
			
			
			
			
			
		 
		
	
	
	 |