عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 17-10-2006, 01:35 PM
ابودجانه المصري ابودجانه المصري غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2006
المشاركات: 111
Lightbulb

الدليل على تحريم الأغاني والمعازف من القرآن
الدليل الأول:
قول الله تعالى لإبليس حين امتنع عن السجود لآدم  حيث يقول في سورة الإسراء: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا  قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً  قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا  وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا﴾ [الإسراء:61،64].
ومحل الشاهد قوله تعالى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾. فقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن صوت إبليس المذكور في هذه الآية هو الغناء واللهو واللعب، وإليك أقوال المفسرين في هذه الآية مفصلة نقلاً عن ابن جرير الطبري إمام المفسرين على الإطلاق حيث قال في الجزء الخامس عشر من الطبعة الثانية بمطبعة الحلبي صفحة (118):
"يعني تعالى ذكره بقوله: ﴿وَاسْتَفْزِزْ﴾ أي: استخف واستجهل، من قولهم استفز فلانًا كذا وكذا فهو يستفزه, ﴿مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾. اختلف أهل التأويل في الصوت الذي عناه جل ثناؤه بقوله: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾ قال بعضهم: عنى به صوت الغناء واللعب.
ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب، حدثنا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد في قوله: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾ قال: اللعب واللهو. وقال آخرون: عنى به ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ﴾ بدعائك إياه إلى طاعتك ومعصية الله.
ذكر من قال ذلك: حدثني علي، قال: حدثنا عبد الله، قال حدثنا معاوية عن علي عن ابن عباس في قوله: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾ قال: صوته كل داع دعا إلى معصية الله، ثُمَّ ساق بسنده عن قتادة مثله ثُمَّ قال: وأولى الأقوال بالصحة أن يقال: أن الله -تبارك وتعالى- قال لإبليس: ﴿وَاسْتَفْزِزْ﴾ من ذرية آدم ﴿مَنِ اسْتَطَعْتَ﴾ أن تستفزه بصوتك، ولَم يخصص من ذلك صوتًا دون صوت، وكل صوت كان دعاء إليه وإلى عمله وطاعته، وخلافًا للدعاء إلى طاعة الله، فهو داخل في معنى صوته الذي قال الله -تبارك اسمه-: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ﴾" ابن جرير (15/118/ و 119).

قلت: وعلى ما رجحه ابن جرير -رحمه الله- فلا تنافي بين القولين فإن ابن عباس فسر التفسير العام الذي يستوعب جميع أفراد العموم، ومجاهد فسر بأكثر أفراد العموم ظهورًا في معنى الآية، لأنه إذا كان صوت إبليس كل دعوة إلى باطل, فإنه مما لا شك فيه لدى كل عاقل أن الغناء واللهو من أعظم أسباب الباطل الذي أقله الغفلة عن ذكر الله، وقسوة القلب وأعظمه العشق والزنا والعياذ بالله، ولذلك فهو داخل في معنى الآية دخولاً أوليًّا، ولهذا ثبت عن ابن مسعود  أنه قال: $الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل#.

ومن هنا تعلم أن هذه الآية من أعظم الأدلة الدالة على تحريم الأغاني، ولو لَم يكن في الكتاب والسنة دليل على تحريم الأغاني إلا هي لكانت كافية لمن أراد الحق، فكيف وقد جاءت آيات قرآنية دالة على تحريمه، كدلالة هذه الآية بل أعظم.