عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 20-10-2006, 10:27 AM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

الجهاز العصبي

يتكون هذا الجهاز الذي يسيطر على الجسم سيطرة تامة ، من شعيرات دقيقة تمر في كافة أنحاء الجسم ، و تتصل بغيرها أكبر منها ، و هذه بالجهاز المركزي العصبي فإذا ما تأثر جزء من أجزاء الجسم ، ولو كان ذلك لتغير بسيط في درجة الحرارة بالجو المحيط نقلت الشعيرات العصبية هذا الإحساس إلى المركز المنتشر في الجسم ، و هذه توصل الإحساس إلى المخ حيث يمكنه أن يتصرف .و تبلغ سرعة سريان الإشارات و التنبيهات في الأعصاب 100 متر في الثانية . و يعتبر العقل من أغرب و أعجب ما يمكن أن يصادف الإنسان في بحثه ،فيقول " مارك توين " في ذلك " إن عقل الإنسان مبني برقة لا يقدر معها على خلق شيء بالمرة ،و هو لا يمكنه استخدام مواد حصل عليها من الخارج ، و هو ليس إلا آلة ، و هذه الآلة تعمل بشكل ما وليس بفعل الإرادة، وليس للعقل سيطرة على نفسه ، و ليس لصاحبه سيطرة عليه ".
أما اتفق لك أن قضيت ليلك ساهراً تتقلب ، تأمر ،ثم ترجو ، ثم تستعطف عقلك أن يكف عن العمل و أن يتركك تنام ؟
أنت الذي تعتقد أن عقلك خادمك طوع أمرك يفكر فيما تريده على أن يفكر فيه ، و يمتنع حين تأمره بالامتناع : أن اختار أن يعمل فليس ثمة وسيلة لإيقافه لحظة ، و أن أذكى الناس من يقدر على إمداد عقله بموضوعات لا تشغله بالفعل ، فلو أن العقل في حاجة إلى مساعدة الإنسان لانتظر حتى يقدم له الإنسان ما يعمله حين يستيقظ هذا الأخير في الصباح .. فمن الذي يلهم العقل و يشرف عليه ؟ و للإنسان زيادة على ذلك ، جهاز عصبي لا إرادي يتحكم في صاحبه ، فهو الذي يسبب حمرة الخجل في وجوهنا ، و يصيب أطرافنا بالبرودة عند الخوف ،أو الفزع ، و هو الذي يزيد ضربات القلب دون أن يمكن للإنسان أن يسيطر عليه أو يدفع عمله ... فمن إلذي يحركه و يوجهه ؟
و يقول مورسون أن العقل واحد من سبعة أسباب للإيمان بالله إذ جاء في كتابه ( الإنسان ليس وحيداً ) ما نصه ( في الإنسان شيء أكثر من غريزة الحيوان . ذلك هو القدرة العقل . فليس في آثار الحيوان ما يدل على أن أحد منها استطاع أن يعد إلى العشرة أو أن يفهم معنى عشرة . و إذا تصورت أن الغريزة لحن واحد على مزمار لحن جميل و لكنه محدود . فأن دماغ البشر يحوي جميع آلات الموسيقى في فرقة كاملة .و لا حاجة بنا إلى التوسع في هذه المسألة .. فبفضل العقل البشري نستطيع أن نتأمل في الرأي القائل بأننا بلغنا لأننا تلقينا قبسا من ذلك العقل الشامل ).

الجهاز التناسلي

هذا الجهاز الذي يحفظ النوع البشري ، لا يختلف في إنسان عن غيره ، و يعمل بطرق معقدة . ولم تعرف الحيوانات المنوية بأنها خلايا متحركة بشرية الا في عام 1768م ، و هي تشبه العلق في حركتها و لها رأس مفرطح و عنق قصير و ذيل طويل ، و تتحرك بلولبية ذيلها .
و قد قرر العلم أن الله قد أمدّ هذه الخلايا بقوة من المقاومة تستطيع بها حفظ النوع البشري ، إذ أنها في الأجواء غير الملائمة تستكن الحياة فيها و تفقد مظاهر نشاطها ، فإذا ما وجدت الوسط المناسب عادت لها حيويتها و نشاطها ، و تستمر في حياتها لمدة أيام متوالية في انتظار البويضة التي يفرزها مبيض الأنثى ، و هو جهاز التناسل فيها ، ليؤدي إخصابها ، و يتم كل ذلك بالهام الله الموجود ،إذ لا دخل لأية قوة كائنة ما كانت كيماوية أو حيوية أو عقلية أو ادراكية في توجيه الحيوان إلى بويضة الأنثى .

الجهاز الدوراني

يشمل الجهاز الدوراني الدم الذي يتكون من 25 – 30 ألف بليون خلية حمراء ، 50 بليون خلية بيضاء ، وكلها معلقة في سائل هو المصل الذي يحوي مواد زلالية ، و أحماضا ،و سكريات ، و دهوناً و فيه زيادة على ذلك أجسام مضادة للميكروبات تظهر خاص ، و هو مكون من أربع حجرات يفصلها حاجز رأسي يجعل كل اثنتين منها في جانب . و تسمى كل من الحجرتين العلويتين أذينا ، و السفليتين بطينا ، ويفصل الأذين عن البطين صمام ، ولا يزيد حجم القلب عن قبضة اليد و مع ذلك فإنه يبذل من النشاط في خلال 24 ساعة ما يكفي لحمل رجل 1250 قدما في الهواء ، و لا يزيد وزنه عن عشر أوقيات ، ومع ذلك فأن نبضه يدفع كمية من الدم تبلغ حوالي ثمانين مليون جالون في العام إذ يدفع الدم 36792000 مرة في العام . و باقي الجهاز الدوري ... الشرايين ، و هي أوعية مرنة قوية ، وظيفتها نقل الدم النقي من القلب إلى أجزاء ، ما عدا أوردة الرئة ، و الشعيرات و هي مجموعة دقيقة من الأوعية الدموية ، التي يتكون من تجمعها الشرايين و الأوردة . و عملية الجهاز الدوري من أسس الحياة في الإنسان ، فالدم الفاسد يعود إلي القلب بوريده إلى الأذين الأيمن ، و عندما يمتلىء يقبض فيدفع الدم إلى البطين الأيمن ، و منه بانقباضه يندفع الدم إلى الرئتين بالشريان الرئوي . و في الرئتين ينقي الدم بأخذ الأوكسجين ، و يتخلص من غاز ثاني أوكسيد الكربون السام ، ثم يعود الدم نقيا من الرئتين في الأوردة الرئوية إلى أذين القلب الأيسر ، و منه إلى البطين الأيسر ثم إلى كافة أجزاء الجسم . و أعجب من هذه العملية ، أن للأوردة صمامات خاصة تمنع رجوع الدم في عكس اتجاه سيره مهما تغير وضع الإنسان ، و مهما تحرك حتى و لو انقلب وضع المرء و من أعجب ما يمكن ذلك في هذا الجهاز ، انه لو بسطت أوعية الدم الخاصة بالإنسان لبلغ طولها مائة ألف ميل .
و يشمل الجهاز الدوري غير ذلك الطحال تلك القطعة الصغيرة الحجم البيضاوية الشكل من الأنسجة و مجاري الدم و توجد خلف المعدة .. انه يقوم بجمع كريات الدم الحمراء التي ضعفت و يفتتها ليصنع منها كريات جديدة قوية كما أنه ينتج كريات دم بيضاء ... و يضاعف من إنتاجه لمختلف كريات الدم عند حاجة الجسم إليها .

الجهاز اللمفاوي

اللمف و يسمى مادة الحياة ، عبارة عن سائل يشبه بلازما الدم في تركيبه ، إلا أنه لا يحوي البروتينات الموجودة في الدم . و الخلايا اللمفاوية لا لون لها . و الجهاز اللمفاوي ، أوعية دقيقة شفافة تتخلل الجلد و توجد عقد لمفاوية في مختلف أنحاء الجسم و أكثر ما تكون في العنق و الأمعاء و الفخذ . و يقوم هذا اللمف يساعد الكريات البيضاء في قتل الميكروبات التي تغزو الجسم ، فإذا تغلب الميكروب على الكريات البيضاء المدافعة ، و بدأت الخطورة من هذا التغلب ، حمل اللمف المكروبات . و كثيرا ما يحس الإنسان إذا اصابه جرح أو تلوث في مكان من جسمه ، بسريان الألم إلى مكان بعيد أي إلى عقد لمفاوية بدأت في العمل .. و بذلك يسمى العلماء اللمف " سائل الحياة " . و من ناحية أخرى يعمل هذا الجهاز لغرض آخر ، هو حجز الخلايا الهالكة في معركة المكروبات ، سواء أكانت كريات بيضاء أم جراثيم ، من أن تسير في الدم حتى لا تصل هذه السموم إلى القلب فتكون الطامة ... و قد أطلق العلماء على هذه العقد اللمفاوية اسما يتمشى مع هذا الغرض الثاني فأسموها .. ( صناديق نفاية الجسم ) .


الجهاز العضلي :

يقول الدكتور البرت جيورجي مدير معهد أبحاث العضلات و الحائز لجائزة نوبل : " انه لشيء أساسي أن نفهم هذه العجائب المذهلة عن العضلات " و يقول غيره : " أن أفخر ما تعرضه الحياة في متجرها المملوء بالأعاجيب ، هي العضلات "
و تحتل العضلات أكثر من نصف الجسم البشري إذ يحتوي على أكثر من 600 عضلة و هذه العضلات هي التي تدفع الغذاء من الفم إلى القناة الهضمية و هي التي تمتص الهواء لتدفعه إلى الرئتين . و هي التي تحول الأكل إلى الحركة أي تحول الطاقة الكيميائية إلى طاقة ميكانيكية .
و العضلات هي بداية الحياة إذ أنها تبدأ بدفع الجنين من بطن أمه بحركة عضلات الرحم ثم تستمر تحافظ على الحياة بل تعتبر أساسها إلى أن تتوقف عضلة القلب فتسبب الوفاة .
و الجهاز العضلي مازال يعتبره العلماء من الأسرار الإلهية إذ لم يستطع العلم أن يكتشف ما يميط اللثام عن القوة التي تشرف على الجهاز . و كل ما يقوله العلماء أن الجهاز العضلي كأي جهاز آخر في الإنسان ، من أسس الحياة .
و أن أي حركة بسيطة من حركات العضلات حتى و لو كانت حك الإنسان لأنفه ينتج عنها عمليات أدق و أعقد من تركيب و تفجير القنبلة الهيدروجينية .



عبد الرزاق نوفل
[/font][/b]