عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 23-10-2006, 09:21 AM
abunaeem abunaeem غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 660
إفتراضي

بيرل: حتى لو كان صدام يعمل لحسابنا فقد حان الوقت للتخلص منه




مستشار وزير الدفاع الأميركي لـ«الشرق الأوسط»: فرنسا لن تستخدم الفيتو ضدنا في مجلس الأمن.. والدولة الفلسطينية قد تقوم قبل 2005

حوار: أمير طاهري
يصفه اعداؤه بـ«أمير الظلام»، فيما يزعم اصدقاؤه انه واحد «من افضل الادمغة الاستراتيجية» في واشنطن. والطرفان يتفقان على ان ريتشارد بيرل، الذي يرأس مجلس الدفاع الوطني، يعد واحدا من الذين يشرفون على صياغة استراتيجية الرئيس جورج بوش الكونية. ويلعب بيرل، المعروف بأنه واحد من مهندسي سياسة «تغيير النظام» في بغداد، دورا حاسما من خلف الكواليس في كل الجوانب الدبلوماسية والسياسية والعسكرية للأزمة العراقية الحالية التي تزداد عمقا في ما يبدو. اجرت «الشرق الاوسط» لقاء مع بيرل خلال زيارة له الى لندن في الآونة الاخيرة استغرقت 18 ساعة.
* البعض في العالم العربي يقول ان صدام حسين يعمل لمصلحتكم؟

ـ القصة طويلة، إلا ان الموضوع الرئيسي هو ان تهديدات صدام وأحيانا غزوه لجيران العراق اضطر الكثير من دول المنطقة الى التحول الى مظلة الولايات المتحدة، بل طلب وجود عسكري اميركي. شن صدام ايضا حربا ضد الثورة الخمينية في ايران لمدة ثماني سنوات، وساعدكم ذلك في احتواء هذا العدو دون أي كلفة من جانبكم، ونتيجة كل ذلك هو ان ربع القوات الاميركية باتت الآن موجودة في منطقة لم يكن فيها أي وجود عسكري اميركي قبل ثلاثة عقود. للولايات المتحدة الاميركية الآن وجود عسكري في كل الدول العربية باستثناء خمس فقط. والآن فان صدام يوشك ان يقدم إليكم العراق على طبق من ذهب من خلال حرب حتمية غير متكافئة.

* لماذا؟

ـ هذا تحليل مثير للاهتمام، ولكن اقول لك شيئا واحدا وهو انه حتى اذا عمل صدام حسين لحسابنا، فقد حان الوقت للتخلص منه. ليس لدينا الرغبة في الإبقاء على قوات اميركية خارج حدود الولايات المتحدة من اجل التسلية. الولايات المتحدة ليست مصممة لكي تصبح قوة امبريالية، اذ لن تجد في أي مكان في العالم ان الولايات المتحدة تدخلت عسكريا وأقامت امبراطورية استعمارية. مشكلتنا مع صدام ذات جزئين، الاول واضح ويتلخص في انه مصمم على بناء ترسانة اسلحة الدمار الشامل التي من المحتمل ان يستخدمها ضد الدول الحليفة لنا في المنطقة، وفي وقت لاحق حتى ضد اوروبا والولايات المتحدة. وفي واقع الامر لا يمكننا الوثوق في صدام حسين، لذا لا يمكن ان ندير وجهنا بعيدا ونسمح له بخرق اتفاقيات وقف إطلاق النار لعام 1991 بالاضافة الى 18 قرارا لمجلس الامن. الجزء الثاني لموقفنا نابع من اعتقادنا في ان شعب العراق يستحق حكومة افضل.

* بعض العرب يقولون انكم تريدون نفط العراق....


ـ الإجابة على هذا السؤال ستظهر من خلال ما سنراه قريبا. نفط العراق للشعب العراقي ولمن له الاستعداد لشرائه طبقا للاسعار العالمية. الاسواق الاميركية لا تزال تستهلك غالبية نفط العراق.

* بعض العرب ينظرون اليكم كأعداء......

ـ انهم خاطئون. صدام لا يمثل رمزا لأحلام وطموحات العرب، كما ان احداً لم يضر بالمصالح العربية كما اضر بها صدام حسين خلال العقود الاخيرة. كل ما نريده هو ان يصبح العرب قادرين على انتخاب حكوماتهم بأنفسهم ويحاسبونها وألا يخافوا من الاختلاف في الآراء مع حكامهم في كل القضايا اذا دعا الامر. كل ما نريده هو ان يكون للعرب اقتصاد سوق مفتوح وقوي حتى يكون لهم نصيب في الازدهار الاقتصادي الذي سيوجده الاقتصاد الكوني الجديد. لماذا الدول العربية وحدها يتدنى فيها متوسط دخل الفرد خلال العقدين الماضيين؟ الصديق ليس هو الشخص الذي يتملقك ويهنئك على ضعفك. الصديق هو الذي ينتقدك. اريد للعرب ان يسألوا انفسهم عن السبب في ضعفهم وارتباكهم. الاجابة هي: لأنهم ليسوا احرارا، ولأنهم عانوا من حكام دكتاتوريين مثل صدام حسين.

* هل العرب على استعداد لتقبل النظام القائم على النمط الغربي الذي تحاول الترويج له؟

ـ اعتقد انهم على استعداد، ويجب ان يمنحوا فرصة، لذا فإن الانقلابات العسكرية دمرت العالم العربي. الكثير من الدول العربية، يعمل بأناة على بناء الديمقراطية، كما ان دولا عدة في المنطقة العربية تعمل على تطبيق اصلاحات وتغيير، رغم ما في ذلك من مخاطر. للعرب حضارة وثقافة عظيمتان، لماذا إذاً يحجمون عن الانفتاح على الحضارة المعاصرة بسبب الحكام الدكتاتوريين الفاسدين؟

* هل تعتقد إذاً ان عراق ما بعد صدام سيكون نموذجا لكل العرب؟ ـ لا اؤمن في النماذج، اذ لا يمكن إطلاق تعميمات في مثل هذه الاشياء. لكل بلد تقاليده الخاصة وديناميته الخاصة بالإصلاح. فليس من واجبنا ان نملي على الآخرين كيفية فعل الاشياء. كل ما نريد قوله هو ان الناس لا يجب ان يسجنوا او يقتلوا بسبب رأيهم وان الحكومات يجب ان تكون مسؤولة أمام شعوبها وان الاقتصاد الوطني ليس ملكا للحكام.

* لوران موراويك، احد مساعديك السابقين، قال ان السعودية يجب ان تعتبر «العدو الاول» للولايات المتحدة ويجب ان تغزى وتقسم الى خمس دويلات. هل توافق على ذلك؟

ـ لا اوافق. المملكة العربية السعودية حليف مهم. هناك بعض الجوانب التي نختلف معها في السياسة السعودية تماما، كما ان هناك بعض الجوانب التي تختلف معها السعودية في السياسة الاميركية. فنحن ننقل اليهم وجهة نظرنا وهم ينقلون الينا بدورهم وجهة نظرهم. يجب ان اقول ايضا ان السعوديين كلهم لا يفكرون بطريقة واحدة، اذ ان هناك مختلف الرؤى ووجهات النظر إزاء مختلف القضايا في المملكة حيث نحتفظ بصداقات قوية. خطة الإصلاح التي اقترحها ولي العهد الامير عبد الله بن عبد العزيز تحتوي على إجراءات مهمة ويمكن ان تقدم للعرب مجموعة مبادئ وقواعد للتغيير الجماعي.

* ثمة تقارير متكررة حول خطط لإقناع صدام بالتنحي والتوجه الى المنفى وبالتالي تجنب الحرب.

ـ نعم، لكننا لن نقبل الغش وأنصاف الحلول التي تؤدي في النهاية الى نسخة اخرى مخففة من صدام. ما نتحدث عنه هو تغيير النظام وليس تغيير أفراد. صدام يمثل سبب وآثار نظام شرير تسبب في حدوث الكثير من المعاناة للشعب العراقي. هذا النظام يجب ان يذهب. فإذا كان نفي صدام يمثل خطوة اولى لنوع الحل الذي اتحدث عنه، فإن ذلك امر ايجابي. اما اذا كانت المسألة عكس ذلك، فليس هناك استعداد لقبوله.

* استنادا الى ما تقوله يبدو لي ان الحرب باتت امرا حتميا؟

ـ الحرب لم تستبعد مطلقا كخيار محتمل، إلا ان القرار النهائي حول هذا الشأن يجب ان يصدر عن الرئيس جورج بوش.

* هل سيحدث ذلك في القريب؟ ـ إحساسي الداخلي يقول ان الحرب ستحدث قريبا. وحسب علمي ان بوسع الولايات المتحدة حسم المسألة بكاملها خلال 30 يوما.

* هل يعني ذلك انه ليست هنالك فرصة في ان يظل صدام في السلطة عندما تحين انتخابات الرئاسة الاميركية العام المقبل؟

ـ لا مجال لذلك بالتأكيد.

* هل ستخوض الولايات المتحدة الحرب حتى بدون قرار ثان من مجلس الامن؟ ـ أي شخص لديه اقل قدر من الإنصاف يدرك ان الولايات المتحدة ليست في حاجة الى قرار ثان حتى من الناحية القانونية. كما انه لم تكن هناك حتى حاجة الى القرار .1441 فمجلس الامن أمهل العراق 60 يوما لنزع سلاحه عام .1991 من المؤكد اننا لن نسمح بأي مناورات حول قرار ثان من مجلس الامن يستخدم كتكتيك لإكساب صدام المزيد من الوقت.

* ماذا سيحدث لو ان فرنسا صوتت ضد أي قرار ثان باستخدام القوة ضد العراق؟ ـ لن يحدث ذلك. آخر مرة استخدمت فيها فرنسا حق الاعتراض (الفيتو) ضد قرار لمصلحة الولايات المتحدة كانت عام 1956 حول الإخلاء الفوري لشبه جزيرة سيناء من القوات الفرنسية والبريطانية والاسرائيلية. لم يكن لاعتراض فرنسا اثر فعلي، اذ ان الولايات المتحدة نجحت في إخلاء الاراضي المصرية.

* هل يعني ذلك ان الولايات المتحدة ستتجاهل الفيتو الفرنسي المحتمل في مجلس الامن؟

ـ بالتأكيد، فإذا كان الفيتو سيحدد سياستنا، فإن فرنسا ستعتبر سيدة للعالم. في كل الاحوال لن يكون هناك فيتو فرنسي. الفرنسيون يعرفون انهم اذا استخدموا حق الفيتو فإننا سنتجاهله. كما انهم يدركون ايضا ان صدام لن يكسب، ما هي إذاً فائدة استعداء طرف كاسب لإرضاء صدام الخاسر؟


* لا أعرف، ولكن يمكن ان اقول لك ان الرئيس جاك شيراك يبدو مصمما على تعقيد الامور أمام الولايات المتحدة، اذ لا يمكن ان يقبل شيراك ان تكون لدى الولايات المتحدة سلطة تغيير الانظمة التي لا تروق لها....

ـ لا اتفق مع تحليلك. قبيل الحرب المحتملة ستقفز فرنسا للجلوس الى جانب الولايات المتحدة، اذ ان ذلك حدث باستمرار كما هو الحال في افغانستان العام قبل الماضي. تصرف الفرنسيون بنفس طريقتهم عندما غزا صدام الكويت. الشيء المهم الذي اود قوله في هذا الشأن هو ان المواقف الفرنسية تجعل احتمال الحرب هو الغالب. فإن هذه المواقف تعطي صدام أملا كاذبا بأنه يمكن ان يماطل حتى موعد انتخابات الرئاسة الاميركية المقبلة. وبهذه الطريقة لن يرى صدام سببا يدفعه لكشف اسلحته المحظورة للمفتشين، وهذا بدوره يعطينا مبررا واضحا لشن هجوم عليه. وهكذا، فإن سياسة شيراك ستؤدي في نهاية الامر الى تدمير صدام.

* هل هناك سبب ضمني للموقف الفرنسي له صلة بالمصالح النفطية الفرنسية في العراق؟

ـ وقعت شركة توتال الفرنسية على عقد بقيمة 40 مليار دولار مع الجانب العراقي، لذا فإن باريس تحرص على الحفاظ على ذلك، ولكن الكثير من العراقيين ربما يعتبرون ان هذا العقد غير عادل وموقع من طرف نظام صدام، فهم يريدون ان تكون مثل هذه العقود قائمة على اساس التفاوض حولها مجددا بما يخدم مصلحة العراق في المقام الاول. ولكن هذه ليست مسألة اساسية بالنسبة لي، لأن حكومة العراق المستقبلية هي التي تحدد ما ستفعله بنفط العراق وموارده الاخرى. ليس هناك سبب يدفع فرنسا، التي تتمتع بوجود طويل في العراق، الى الاستبعاد من الاتفاقيات العادية المتعلقة بالمصالح المتبادلة. ما اود ان اكرر قوله هنا هو ان النفط ليس هو دافع الولايات المتحدة في هذه القضية، فدافعنا الاساسي اكثر اهمية ويتعلق بمستقبلنا الامني وامن الدول الحليفة لنا في المنطقة.

* هل هناك تأييد عربي كاف للموقف الاميركي؟

ـ اكثر من كاف. ليست هناك دولة عربية واحدة تعمل على التحرك ضد سياستنا في هذه القضية و12 دولة على الاقل في المنطقة العربية تتعاون بنشاط معنا في أي مجال نطلبه.

* هل يمكن ان تحدثنا عن أي من هذه المجالات؟

ـ لا. انا لست متحدثا رسميا. ما يثير اهتمامي هو ان كل الدول العربية تقريبا تبدي تعاملا واقعيا وتفهما لمصالحها في هذه القضية.

* قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول في دافوس ان للولايات المتحدة 12 دولة حليفة في الحرب المحتملة ضد العراق.....

ـ عندما يتضح اقتراب موعد خوضنا هذه الحرب سيكون بجانبنا عدد كبير من الحلفاء. ولكن حتى اذا لم يكن لدينا حليف واحد، فإننا سنكون قادرين على فعل ما ينبغي فعله. لا بد ان يذهب صدام حسين بأي طريقة عاجلا او آجلا، هذه هي الرسالة.