الموضوع: جيران العرب 2
عرض مشاركة مفردة
  #22  
قديم 06-11-2006, 11:41 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

علاقات تركيا الخارجية بعد الحرب العالمية الثانية :

حاولت تركيا الالتزام بمقولة ( سلام في الداخل .. سلام في الخارج) .. وقد نجحت في إحداث التوازن في علاقاتها، خصوصا بعد التعقيد الذي رافق ظهور كتلتين عالميتين ( الغربية بقيادة الولايات المتحدة والشرقية /الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفييتي) ..

العلاقات التركية ـ السوفييتية :

بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، طالب السوفييت مباشرة بتعديل الاتفاقيات القديمة التي وقعت عام 1925 و1936 بخصوص السيادة على البحر الأسود والسماح للسوفييت بالمرور بسفنهم الحربية، وإقامة قاعدة سوفييتية عليه، بل ذهب السوفييت الى أكثر من ذلك مطالبين الأتراك بالتخلي عن مناطق (قارص) و (أردهان) الى أرمينيا وجورجيا السوفيتيتين ..

إن تلك المطالبات استنفرت القوى الغربية وبالذات الأمريكية والبريطانية فكثرت التصريحات النارية واستعراض العضلات، وبقيت هذه الحالة حوالي 8 سنوات، أي لحين وفاة (جوزيف ستالين) .. وقد كلفت حالة التوتر تلك تركيا الكثير من الأموال وجعلها متحفزة، بل وذهبت الى أكثر من ذلك في صرف المبالغ الهائلة على الجيش والميزانية العسكرية، ولنلاحظ ذلك فيما كتبه أحد كبار الصحفيين البريطانيين في17/3/1947 متهكما على ما يجري بقوله (( لقد طلبت تركيا الظهور على المسرح العالمي بمظهر المدافع عن الديمقراطية والحرية ويسندها في ذلك السيدان (ترومان وبيفن رئيس وزراء بريطانيا آنذاك) وما تركيا في الحقيقة إلا الأرض التي يعيش عليها ملايين الفلاحين بلا أرض، وإن كان فيها فلاحون يملكون أرضا فإن تلك الأرض ضيقة جدا. وقد تسببت في موتهم جوعا. كما أن هؤلاء الفلاحين يكدحون ليدعموا البناء الفوقي لملاكي الأرض الأغنياء الذين يشكلون طبقة أرستقراطية فاسدة ومتوحشة، وليدعموا جيشا يتراوح عدده بين سبعمائة ألف ومليون رجل، وجهازا بوليسيا هو من القسوة وعدم احترام القانون ما يجعله يشبه فرانكو في أسبانيا. لقد قدم هؤلاء الفلاحون الغذاء الى حكومتهم سيئة السمعة والى خططها الرهيبة المعادية للسوفييت والتي رسمتها لندن وواشنطن، والآن تأخذ الولايات المتحدة على عاتقها الإبقاء على هذه العصابة الخطيرة))

وبعد موت ستالين، تقربت الحكومة السوفييتية من تركيا، متنازلة كثيرا عن مطالباتها السابقة، إلا أن الأتراك أحسوا أن قوتهم وتقربهم من الغرب هي التي جعلت السوفييت يرضخون لمطالباتهم ، فأمعن الأتراك بالتقرب الى الغرب وتحدي السوفييت، حيث انضموا الى حلف بغداد .. وهكذا عاد الفتور الى العلاقات الثنائية مرة أخرى .

وبعد انقلاب عام 1960 والإطاحة بحكومة ( عدنان مندريس) طرأ تحسن ملحوظ على العلاقات السوفييتية التركية، إذ أبرمت اتفاقيات لسكك الحديد والبرق، ووقف الاتحاد السوفييتي الى جانب تركيا في أزمة قبرص عام 1964، مما زاد حجم المشروعات الصناعية السوفييتية داخل تركيا.

وفي عام 1985 زار رئيس وزراء الاتحاد السوفييتي (لأول مرة) تركيا، وأبرمت اتفاقيات علمية فنية تجارية امتدت تلك الاتفاقيات حتى عام 1990.
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس