بسم الله العلي الأجللِ والحمد له حمد عبد بالتقصير مبتلي والصلاة والسلام على خير مرسلِ وبعد:
الأخ موسى إن من ظن أن الحديث بمجرد وجود راو ضعيف فيه يكون ضعيفا فهذا يكون قد خرج عما عليه العلماء والعياذ بالله ولا يوجد في أي كتاب في المصطلح بدءا بكتاب الكفاية في علم الرواية والمحدث الفاصل ووصولا إلى توجيه النظر للشيخ طاهر الجزائري رحمه الله
من مارس هذه الصنعة عرف أن كل واحد قد تكلم فيه ولم يسلم لا أبو حنيفة ولا البخاري ولا غيره وقد قال الإمام مالك عن محمد بن إسحق: دجال من الدجاجلة ومع هذا فحديثه يصلح للمتابعات وقد أخرج له مسلم في صحيحه من باب المتابعة وهذا أمر مقرر.
فمن ظن أن الحديث ضعيف بمجرد قول الإمام الشافعي عنه كذاب ولم ينظر إلى خلاصة القول فيه فإنه ما شم رائحة هذا العلم والعبرة بالحافظ, والحافظ مرتبة لا يصلها أي بشر, ومن خاض فيها فقد أوقع نفسه وأدخل نفسه تحت حديث: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. حديث متواتر. والدليل فيه أن من حكم بوضع حديث مقبول فقد قال بأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقله وهذا كذب عليه ومن الكبائر أعاذنا الله منها.
لو أن الحديث يكون ضعيفا أو موضوعا بمجرد قول أحد العلماء عن أحد رجاله بأنه كذاب أو ضعيف أو أو فهذا يعني أن الإمام الشافعي لا يصح حديثه لأنه قد ثبت طعن سيدنا ابن معين فيه ولم يقبله العلماء وهذا أمر معروف عند من له اطلاع معتبر في علم الحديث.
ولهذا ألف الحافظ الذهبي كتاب: الرجال المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد. وهو كتاب جيد
فخلاصة الكلام فيه كما قال ابن حجر أمير المؤمنين في الحديث بلا منازع:
ضعيف أفرط من رماه بالكذب. يعني ضعفه خفيف ليس شديدا وهذا معنى كلام الامام الترمذي فإن له اصطلاحا خاصا به وهو أن الحسن عنده ما كان فيه ضعف خفيف وورد ما يقويه مما يصلح لتقويته فإنه حديث حسن حجة عند عامة الفقهاء كما قال الإمام الخطابي رضي الله عنه.
وقد حسن العلماء هذا الحديث كالترمذي والمناوي والسيوطي وغيرهم وقبلوه ولم يكونوا غافلين عمن عدله أو جرحه وهم الأعلام.
وقد قال بعضهم:
وكتبٍ كثيرة الصفوفِ ---- على الكناب وعلى الرفوفِ
حظك منها أن تقلب الورقْ ---- ولم تصل للحم منها والمرقْ
مهلا هداك الله ما الحديث لكْ ----- من خاض في اللجة حتما قد هلك.
وصلى الله على سيدنا محمد
الفاروق
-------------------------
قبل النقاش في سند الحديث أرجو أن تبين لي مستندك في علم الحديث فأنا لا أقبل الخوض فيه إلا مع من تعلمه وأتقنه حتى لا أخوض في شرح العبارات.
الفاروق
|