عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 03-06-2000, 08:05 PM
الموالي لاهل البيت الموالي لاهل البيت غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 19
Post حقيقة التشيع رقم " 1 "

===============================================
 لقد نسب الخصوم كثير من الافتراءات والأكاذيب للشيعة عامة وللإثنا عشرية خاصة وهم بريؤون منها ، لذا رأينا بيان حقيقتهم وحقيقة ما يعتقدون به من واقع كتب علمائهم المعتمدين ، حتى يكون المسلم الواعي المثقف المتحرر من التعصب الأعمى والحقد والكراهية على بينة من أمره ، وخاصة في ظل تأكيدات خصوم الشيعة على أتباعهم بعدم قراءة كتب الشيعة لأن بها كثير من البدع والضلالات حسب ادعائهم .
وعلى الباحث عن الحقيقة والمنصف العادل في حكمه عن يطلع على ما يقوله الأطراف دون الاعتماد على أقوال طرف واحد دون الآخر .
 بعد أن بينا قول الشيخ محمد جواد مغنية في التمهيد والمقدمة على النحو المبين في الحلقة السابقة ، نعرض هنا حديثه عن التِشـيع حيث قال ...
=========
= الـتـشـيـّع =
=========

(( هل التشيع فكرة ابتدعها الشيعة من أنفسهم ، ثم طبعوها بطابع الدين ، وصبغوها بالإسلام تمويهاً ورياءً لغايات سياسية ، لا تمت إلى الإسلام بسبب قريب أو بعيد ، أو أن التشيع عقيدة إسلامية ، جاءت من عند اللّه ، وبلغها محمد بن عبد اللّه (ص) تماما كوجوب الصوم والصلاة ، والحج والزكاة ؟ وبكلمة هل الإسلام أصل للتشيع ، أو أن أصل التشيع أجنبي عن الإسلام ؟

وقبل أن نجيب عن هذا التساؤل نمهد بما يلي :

أســبـاب الـمـعـرفـة
============

مهما اختلف المفكرون في أسباب المعرفة ، وأنها التجربة أو العقل أو الحدس فانهم متفقون كلمة واحدة على أن السبب الوحيد لمعرفة آراء الغير ومعتقداته هي أقواله وتصريحاته . فإذا أردنا أن نعرف ما تدين وتعتقد به طائفة من الطوائف الدينية ، ونتحدث عن عقيدتها فعلينا أن نسند الحديث إلى أقوالها بالذات إلى كتب العقائد المعتبرة عندها ، ولا يسوغ بحال الاعتماد على قول كاتب أو مؤلف بعيد عنها ديناً وعقيدة ، لأن هذا البعيد قد يكون جاهلاً متطفلا ً، فيحرف الواقع عن غير قصد ، أو حاقداً متحاملاً ، فيفتري بقصد التنكيل والتشهير، أو خائناً مستأجراً فيكذب ويدس بقصد التفرقة وإيقاظ الفتنة . بل لا يجوز الاعتماد على أقوال راوٍ أو كاتب من أبناء الطائفة نفسها إذا لم تجتمع كلمتها على الثقة بمعرفته وعلمه ، فان الكثيرين ممن كتبوا عن طائفتهم وعقائدها قد تجافوا عن الواقع ، وخبطوا خبط عشواء ، ورفض الكبار من علماء الطائفة أقوالهم، وصرحوا بضعفها وعدم الاعتماد عليها .

وكذا لا يصح الاعتماد على العادات والتقاليد المتبعة عند العوام ، لان الكثير منها لا يقره الدين الذي ينتمون إليه ، حتى ولو أيدها وساندها شيوخ يتسمون بسمة الدين ، وأوضح مثال على ذلك ما يفعله بعض عوام الشيعة في بعض مدن العراق، وإيران وفي بلدة النبطية في جنوب لبنان من لبس الأكفان ، وضرب الرؤوس والجباه بالسيوف في اليوم العاشر من محرم . فإن هذه البدعة المشينة حدثت في عصر متأخر من عصر الأئمة ، وعصر كبار العلماء من الشيعة ، وقد أحدثها لأنفسهم أهل الجهالة دون أن يأذن بها إِمام أو عالم كبير، وأيدها شيوخ السوء لغاية الربح والتجارة ، وسكت عنها من سكت خوف الإهانة والضرر أو فوات المنفعة والمصلحة ، ولم يجرؤ على مجابهتها ومحاربتها أحد في أيامنا إلا قليل من العلماء ، وفي طليعتهم المرحوم السيد محسن الأمين العاملي الذي ألف رسالة خاصة في تحريمها وبدعتها ، وأسمى الرسالة - التنزيه لأعمال الشبيه - وقاومه من أجلها أهل الخداع والأطماع .

كـتـب الـعـقـائـد عـنـد الـشــيـعـة
====================

وكتب العقائد المعتبرة عند الشيعة كثيرة ، ومطبوعة تتداولها الأيدي ، وتعرض للبيع في مكتبات العراق و إيران ، نذكر منها على سبيل المثال : أوائل المقالات ، والنكت الاعتقادية للشيخ المفيد ، والشافي للشريف المرتضى ، والعقائد للشيخ الصدوق ، وشرح التجريد ، وكشف الفوائد للعلامة الحلي ، والجزء الأول من أعيان الشيعة ونقض الوشيعة للسيد محسن الأمين ، وأصل الشيعة وأصولها للشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ، والفصول المهمة والمراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين ، ودلائل الصدق للشيخ محمد حسن المظفر.

وبالتالي، نكرر - هنا - ما قلناه اكثر من مرة في ردودنا ومؤلفاتنا ، وما أعلنه المعتمد عليهم من علمائنا ، أن الشيعة لا يقرون ولا يعترفون بشيء مما قيل عن عقيدتهم إذا لم تتفق مع ما جاء في الكتب المعتبرة عندهم . سواء أكان القائل مستشرقاً أو عربيا ً، سنياً أو شيعيا ً، متقدماً أو متأخراً .

مـعـنـى الـتـشــيـع
============

لم يكن للعرب وحدة سياسية قبل الإسلام ، فكل قبيلة تحكم نفسها ، وكل مدينة لا تعرف لغيرها سلطاناً عليها ، وبعد الإسلام أوجد النبي سلطة عامة خضع لها جميع العرب ، ومارس هو السلطة بكافة معانيها : التشريعية والتنفيذية والقضائية ، فكان يبين الأحكام والحلال والحرام ، ويقود الجيش ، ويخابر الملوك ، ويعقد المعاهدات ، ويقضي بين الناس ، ويقيم الحدود ، وقد ربط القرآن الكريم هذه السلطات بشخص الرسول .

ففي الآية (6) من سورة الأحزاب ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم )
وفي الآية (36) من السورة نفسها ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى اللّه ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )
وفي الآية (7) من سورة الحشر ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) وغيرها كثير .

واتفق المسلمون بكلمة واحدة على أن السلطة الزمنية والدينية التي كانت للرسول تعطى لخليفته ، ثم اختلفوا فيما بينهم : هل يعين الخليفة بالنص عليه من النبي ، أو يترك الأمر فيه إلى اختيار الأمة ؟ قال الشيعة : إن الخليفة يتعين بالنص لا بالانتخاب ، أي أن اللّه سبحانه يأمر النبي أن يبلغ المسلمين بأنه قد اختار (فلاناً) خليفة بعده ، وان عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا ، وقد صدر هذا النص بالفعل من النبي على علي بن أبي طالب .

هذا هو التشيع ، وهكذا ابتدأ ونشأ دون أن يضاف إليه أي شيء آخر . أما المغالاة في علي وصفاته أو تكفير خصومه السياسيين وما إلى ذاك فلا يمت إلى التشيع بسبب ، والذي يدلنا على أن لفظ الشيعة علَم على من يؤمن بأن علياً هو الخليفة بنص النبي ما قاله فقهاء الإمامية في كتب التشريع من انه إذا أوصى رجل بمال للشيعة أو وقف عقاراً عليهم يعطى لمن قدم علياً في الإمامة على غيره بعد النبي ، ولا يعطى للمغالين ( كتاب المسالك للشهيد الثاني ج 1 باب الوقف ) .

وبالتالي ، إن التشيع في حقيقته وجوهره يتلخص بهذه الكلمة ، وهي الإيمان بأن الإمام المنصوص عليه يتولى الحكم ، ويحكم بإرادة اللّه لا بإرادة الناس ، وقد أنكر السنة عليهم ذلك ، وبالغوا في الإنكار، حتى قال بعض المؤلفين : إن هذه العقيدة نزعة فارسية استقاها الشيعة من الفرس .

ونجيب بأنها إسلامية بحت ، لا شائبة فيها لغير الإسلام ، وقد أُخذت من كتاب اللّه وسنة نبيه ، كما يظهر من الأدلة الآتية :-

وإذا اخذ الشيعة هذه النزعة من الفرس ، فمن أين اخذ عثمان بن عفان قوله - حين طلب إليه أن يتخلى عن الخلافة ( ما كنت لأخلع قميصاً قمصنيه اللّه ) وقال أيضاً : ( لان اقدم فتضرب عنقي احب من أن انزع سربالاً سربلنيه اللّه ) .

يجوز أن تكون الخلافة قميصاً بل سربالاً من اللّه لعثمان ، ولا يجوز أن تكون حقاً إلهياً لعلي . ثم أي فرق بين قول عثمان هذا ، وقول الشيعة بان الخلافة منصب الهي أمرها بيد اللّه لا بيد الناس ؟ ولماذا كان قول الشيعة نزعة أجنبية ، وقول عثمان نزعة إسلامية ؟

مـن أدلـة الـشــيـعـة
============
استدل الشيعة على أن الخلافة تكون بالنص لا بالانتخاب بأدلة :

منها : أن الخليفة يحكم باسم اللّه لا باسم الشعب ، فيجب والحال أن يُختار من اللّه بلسان نبيه ، لا من الشعب بطريق الانتخاب .

ومنها : قوله تعالى في الآية (68) من سورة القصص ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ) فاللّه سبحانه حصر الاختيار به ، ونفاه عن جميع الناس .
" دلائل الصدق ج 3 ص 21 طبعة 1953 "

ومنها : أن الأكثرية غير معصومة عن الخطأ ، فمن الجائز أن تختار رجلاً لا تتوافر فيه صفات الإمام من العلم والخلق ، فتعم الفوضى والفساد .

* وقد نص القرآن على سقوط رأي الأكثرية في الآية (116) من سورة الإنعام ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل اللّه ) وفي الآية (106) من سورة المائدة ( وأكثرهم لا يعقلون ) وفي الآية (71) من سورة المؤمنون ( وأكثرهم للحق كارهون ) وغيرها من الآيات .
" كتاب فدك للصدر ص 113 طبعة 1955 "
" ج 4 من كتاب الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي ص 109 طبعة سنة 1376هجري "

* وجاء في الحديث النبوي أن محمداً (ص) يرى يوم القيامة اكثر أمته تدخل النار . وحين يسأل عن السبب يقال له : انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى .
" كتاب الجمع بين الصحيحين. الحديث 267 "

* وأهل السنة الذين قالوا : إن الخليفة يكون بالانتخاب لا بالنص يعترفون بأن الأكثرية قد تخطئ ، وتختار غير الكفء ، لكن بعضهم قال : إذا انحرف الخليفة ، عزلناه وأتينا بالأصلح وأعلن أبو بكر من على المنبر قائلاً : ( إذا استقمت فأعينوني ، وإذا زغت قوِّموني) .

وأجاب الشيعة عن ذلك بأن وظيفة الإمام أن يقوّم المعوج من رعيته ، فإذا قومته الرعية انعكست الآية ، واصبح محكوما ً، والرعية هي الحاكمة ، قال الشاعر الشيعي @ :

وقالوا رسـول اللّه ما اختار بعده --- إِمـامـاً ولكنـا لأنفسـنا اختـرنا
أقمنـا إماماً إن أقـام على الهدى --- أطعنـا وإن ضـل الهداية قوّمنـا
فقلنـا إذن أنتـم إمـام إِمامكـم--- بحمـدٍ من الرحمن تهتم وما تهنـا
ولكننا اخترنا الذي اختـار ربنـا--- لنا يوم خـم ما اعتدينـا ولا حلنـا

يسخر الشاعر من قولهم : انهم يطيعون الإمام إن استقام ، ويقوِّمونه إن اعوج ، ويرد عليهم بأنهم اصبحوا هم الإمام وهو المأموم .
--------------------------------------------------------------------------------------------
الهامش :
======
@ دلائل الصدق ج 2 ص 25 طبعة سنة 1953، وهذا الشاعر هو سفيان بن مصعب العبدي . قال السيد محسن الأمين : كان من أصحاب الإمام جعفر الصادق ، وتوفي في حدود سنة 120هـ ( أعيان الشيعة ، القسم الثاني من الجزء الأول ص 166 طبعة سنة 1960 )