عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 25-09-2001, 11:33 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Lightbulb

بسم الله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..

لم يتسن لي من قبل شكر الاخوة والأخوات الذين رشحوا موضوعي عن عنصرية الصهيونية (موضوعاً للأسبوع) فأرجو أن يقبلوا شكري لهم ولو متأخراً.

ولأنني واكبت الخيمة منذ خطواتها الأولى، وكنت في يوم من الأيام أحد مراقبيها أرجو أن تتسع الصدور للتالي، وهو نتيجة تجربة ومعاناة:

إن أزمتنا في الخيمة جزء لا يتجزأ من أزمتنا في حياتنا الإسلامية اليومية، ليست في النصوص، ولا في الآليات -ولكل منها أهميته ودوره وخطورته- وإنما في شكل أساسي في النفوس، ولو كان شعارنا شعار الإمام الشافعي لتجاوزنا معظم عقبات سوء التفاهم بيننا، مسلمين ومتحاورين، يقول (رحمه الله): (قولنا صواب يحتمل الخطأ وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب).

ونحن بالإضافة -إلى تمسك كل منا وإصراره على صوابه وخطأ مخالفه وخصمه- نحوّل كل مسألة إلى (عقيدة) لا تحتمل الخطأ، وهذا يعني أن المخالف مخالف للعقيدة، وهو في أحسن الأحوال (كافر) والعياذ بالله، وعندما نصل إلى هذا الحد ترانا نبرر لأنفسنا كل ما يصدر عنا تجاهه، لأنه يصدر من باب (تحذير المسلمين) و(الدفاع عن العقيدة) و(حرمة السكوت على ألفاظ الكفر ومعتقداته وما يؤدي إليه)، ولو رأينا ان المسألة قضية اجتهادية تحتمل المعنيين (أو أكثر) لما وقعنا في هذا.

إن تصنيف المسلمين، من الأمور التي توقع الجميع في دائرة التحزب والتشرذم، وقد لفت نظري تصنيف صاحب المقترح للمسلمين من أهل السنة والجماعة -بالرغم من رجاحة الفكرة الأساسية في تعامل الجميع بقاعدة علمية متفق عليها- فإن التصنيف المذكور خطير جداً، وهو قوله:
(1- يقوم الأعضاء بجدولة الأصول العقائدية المتفق عليها بين سائر الفرق من: الأشعرية والسلفية والماتريدية والوهابية، وغيرهم وأعتذر عن تسمية المسميات بأسمائها ولكن للمساعدة في وضوح الرؤيا و لا أظن أن احد المنتسبين إلى هذه الفرق يخجل من إشهار ذلك)
وسبب الخطورة أن مذاهب المسلمين لا تسمى فرقاً، وإنما الفرق هم الذين خرجوا من دائرة الجمهور، وهم الذي يطلق عليهم اليوم (أهل السنة والجماعة) وفي الحقيقة لم يقل أحد أن (الوهابية) فرقة أو مذهب، فلا هم ادعوا ذلك، ولا خصومهم ادعوا هذا.
والفصل ما بين (الأشعرية) و(الماتريدية) من جهة، و(السلفية) من جهة أخرى أشد من الأولى، فهل (الأشاعرة) و(الماتريدية) ليسوا (سلفيين)؟

قد تكون النية سليمة، ولكن حسن اختيار الألفاظ والمصطلحات مهم وضروري في تقريب وجهات النظر ودفع لفكرة الحوار البناء نحو بوابة النجاح، إذ لا يهم أن ننظر للمسألة، ولكن المهم أن نعمل على تحقيقها.

هذا مع تقديري لرجاحة الاقتراح، واستشعاري لجدية المسألة وصدق المساهمين فيها.
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]