حوار مع الجواهري
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته اخي الجواهري هذه بعض الملحوظات على ماسطرته اناملكم حبا في الرسول صلى الله عليه وسلم فيما نحسب لكن وللاسف هو في الاستدار ك عليه
وليس غرضي هنا الكلام على المسالة تاصيلا بل فقط التنبيه على اخطاء وقعت في بحثكم واليك الملحوظات
1- فولك بعد حديث " من سن في الاسلام سنة حسنة ..." اليس هذا يعني انه من احدث مالم يكن
محدثا من قبل اهـ
اقول الحديث لايدل على ما قالت ويدل على هذا الخطأ سبب ورود الحديث حيث انها قيلت في الصحابي الذي بادر بالصدقة فتبعه الناس فقيل الحديث
فالصحابي جدد العمل بسنة ولم يبتدع عملا جديدا وعلى هذا يحمل الحديث فمن جدد سنة اندثرت في مكان كتب الله له اجر من عملها بسببه
وامر اخر في الحديث يدل على خطأ فهمك هو قوله " من سن سنة حسنة " فمن اتى بامر كيف نعرف انها حسنة هل بعقلك او عقلي او فلان او.... اذا تضطرب المسالة والصحيح اننا نرجع للشرع لنميز ان كانت حسنة او لا
فاذا احتجت الي دليل اخر خاص لاثبات هذا الامر ولا تستطيع الاكتفاء بهذا الحديث الا بالمعنى الذي ذكرت لك وهذا ايضا هو الفهم الصحيح لكلمة الشافعي رحمه الله
2- قولك قوله عليه الصلاة السلام من عمل......" .... هذا الحديث دليل على ان من عمل ماعليه امر المسلمين من الخير فهو ليس مردود
اقول واين لك ان تخصيص هذا اليوم من امر الرسول صلى الله عليه وسلم بل اعترافكم ان هذا الامر حدث بعده بقرون دليل انه ليس من امره ولا امر صحابته
وان كان قصدك بقولك "المسلمين " أي هذا من امر المسلمين هذه الايام فهذا دليل عجيب
3 - قولك " والاصل في هذا كله قوله تعالى " وافعلوا الخير "
كما سبق وكيف نعرف الخير ابعقلك ام عقل فلان وعلان فهذا لا يصح دليل على مالم يرد له دليل مخصوص
4 – لااظنك تختلف معي في ان { كل } للعموم وانما قصدت انها في { كل بدعة ضلالة } ليست للعموم
لعل هذا مرادك والا فارجع لكتب الاصول وانظر هل هي للعموم او لا
وكما تعلم ان العموم يبقى على عمومه الي ان ياتي مخصص فاين المخصص هنا
وحتى لا تاتيني بالساعة والطائرة اقو لك ان المراد هنا البدعة الشرعية لا اللغوية
واما ماذكرت من زنى العين وتدميرالريح فخروج الانبياء وجميع الارض منها لا بدلالة الاية بل بادلة اخرى
كعصمة الانبياء من الكبائر وبقاء الاشياء للعيان بعد الريح اما البدعة فاين دليل عدم عمومها فلعلك تقول
حديث " من سن في الاسلام سنة حسنة " فقد سبق الاجابة عليه
5 – اما ماذكرت من نقط المصحف فهناك فرق بارك الله فيك فالقارىء للقران بعد النقط هل فعل امرا جديدا
ام فعله نفس فعل النبي صلى الله عليه وسلم واماتخصيص هذا اليوم لم يفعله
والنقط بارك الله فيك من باب مالا يتم الواجب الا به فهو واجب
6 - واماكلامك عن قوله تعالى " ورهبانية ابتدعوها "
تقول هل ذمهم الله على هذه البدعة ام مدحهم فيجيبك ابن كثير رحمه الله فيقول { وهذا ذم لهم من وجهين احدهما في الابتداع في دين الله مالم يامر به الله والثاني في عدم قيامهم بما التزموه مما زعموا انه قربة يقربهم الى الله عز وجل } اهـ
وحتى على القول انه لم يذمهم فانها تحمل على النذر راجع قول الزجاج والقاضي ابو يعلى في زاد المسير لابن الجوزي رحمهم الله
ويقال ايضا لو كان كماذكرت فهل شرع من قبلنا شرع لنا وقد جاء ما يخالفه في شرعنا {كل بدعة ضلاله } و{ من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد}
7- قولك اليس النبي عليه السلام قال نحن احق بموسى منهم
فاقول ان الدلالة على صيام يوم عاشورا من اقرار النبي صلى الله عليه سلم واين لكم مثل هذا الاقرار
وعلى فهمك للحديث فالسنة الاحتفال ببدر و فتح مكة وحنين لانها نصر للمسلمين وحيث ان الامة
لم تعمل هذا فقد فرطت نسال الله العافية كما فرط اهل القرون الثالثة الاولى في سنة المولد بزعمكم
او لعلك تعذرهم لان عقولهم لم تمكنهم من هذا الفهم للحديث وجاء من بعدهم واستدرك عليهم والله المستعان
8 - قولك : ولم يقل ماتركته فاجتنبوه
اقول وهل تخالف ياأخي ان الاصل في العبادات التوقيف ومعنى هذا ان مالم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في عبادته ولم يامرنا به فيجب علينا تركه وعدم التعبد به
واعلم اخي قول العلماء : ان ماقام سبب فعله ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم فان السنة تركه
ارأيت رجلا قال ان بعد رمي كل جمرة ركعتين محتجا بعموم فضل الصلاة الا تقول له ان ترك النبي صلى الله عليه وسلم لهما في هذا الموضع دليل على انه لايسن تخصيص هذا الوقت بركعتين
وجوابنا عليك هو جوابك عليه
9 – واما احتجاجك بقول عمر رضي الله عنه لجمع الصحابة في صلاة التراويح : نعمة البدعة
فيقال
أ) جمع الصحابة هنا مختلف عن تخصيصكم هذا اليوم لان هذا الجمع فعله الني صلى الله عليه وسلم ثم تركه خوف ان يفرض فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم زال المانع فاعادها عمر واقره الصحابة عليها فاين هذا من المولد الذي لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا احد من الصحابة
وعلى هذا فكلمة عمر لاتحمل على مثل مسألتكم
ب) اذا علمنا ان الجمع هذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم فلا يصح تسميتها بدعة بالمعنى الشرعي
فعلمنا ان معنى قول عمر نعمت البدعة أي لغة ويمكن ان يقال انها نعمت البدعة ان كنتم ترونها بدعة يامن لم يعلموا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم
ج) والكلام نفسه يقال في كلام ابن عمر في سنة الضحى
10- ولعلك سوف تعدد لي العلماء الذين قالوا بتقسيم البدعة فأذكرك بكلامك { لهذا ابدأ بنفسي اولا واقول ليس الامام الشافعي نبيا ولاغيره ولا ابن تيمية ولا ابن كثير ولاابن حجر.. انما العبرة بقولهم اذا قالوا وبينوا كلامهم له دليل وناتي بعد ذلك الى النظر فيما يقال عنه دليلا لنرى ان كان شبهة ام دليلا .....}
11- اليك هذا الاثر في موقف الصحابة من عمل يستدل له بما تستدلون للمولد { انه من فعل الخير – هناك احاديث عامة في فضله }
أخبرنا الحكم بن المبارك أخبرنا عمرو بن يحيى قال سمعت أبي يحدث عن أبيه قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد قلنا لا فجلس معنا حتى خرج فلما خرج قمنا إليه جميعا فقال له أبو موسى يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ولم ((( أر ))) والحمد لله إلا خيرا قال فما هو فقال إن ((( عشت فستراه ))) قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول ((( هللوا ))) مائة فيهللون مائة ويقول سبحوا مائة فيسبحون مائة قال فماذا قلت لهم قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك وانتظار أمرك قال أفلا أمرتهم ((( أن ))) يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم ((( أن ))) لا يضيع من حسناتهم ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي ((( أراكم ))) تصنعون قالوا يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح قال فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن ((( أن ))) لا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحو باب ضلالة قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير قال وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ((( أن ))) قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج
وانظر اخي كيف انكر عليهم مع انهم ماارادوا الا الخير ويمكن الاستدلال لهم بقوله تعالى { وافعلوا الخير } كما فعلت
واخيرا اخي ان غيرتنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ان يقال ان لم يدلنا على خير
ونحن نستدرك عليه هي التي تدفعنا لانكار هذا العمل
السلام عليكم
|