الأخ صلاح الدين بعد التحية
أعرف أنك لا تميل إلى هذا الأسلوب من الكلام وهذا الأسلوب نحن لا نحبذه إلا في موضع البـيان وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبـيـينا لحال من أراد خطبة أحدى النساء: أما أبو جهم فضراب للنساء لا يضع العصا عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له. أي معاوية فقير رواه مسلم في الصحيح
وروى البخاري في الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال في رجلين كانا يعيشان بـيـن المسلمين: ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من أمر دينـنا شيئا.
ومن هنا كان عليه الصلاة والسلام يحذر من كل ما لا خير فيه أو لا يؤمـَـن جانبه وهذا في أمر النكاح فكيف في أمر الدين وقد قال سيدنا ابن سيرين : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. رواه مسلم في مقدمة الصحيح
وسأبـين لك أخي صلاح الدين أنه يجب التحذير ممن كان يحرف في دين الله وأنه لا يسعنا السكوت عن مثل هذه الأمور:
قوله تعالى: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
وقال صلى الله عليه وسلم: حتى متى ترعون عن ذكر الفاجر أذكروه حتى يحذره الناس. رواه الطبراني في الأوسط وغيره بإسناد حسن وفي رواية هتكوه.
فإذا كان هذا في الفاجر فكيف فيمن يحرف في دين الله وعلى حساب من؟ على حساب بلاغة أفصح خلق الله وأنا أعلم يقينا أخي صلاح أنك لو خطر بـبالك خطورة التفسير الفاسد الذي ذهب إليه الخزاعي في نقله عن المنجد لما توانيت لحظة واحدة في التحذير منه وسيأتي كل هذا في فصل مفرد سأسميه: (المقالات الذهبية في رد المفاسد الخزاعية)
وسوف ترون كلكم العجيـب في إبطال استدلال الخزاعي من شابهه - ولا أنسى تهربه من المناظرة - في الحديث وتفسيره والعياذ بالله لا يجوز.
أخي صلاح قلت أنـت:أليس من الأفضل أن نبتعد عن التعميم وإطلاق الاتهامات جزافاً، كالقول بأن فلاناً زين له شيطانه فهم كذا أو كذا من النصوص.
أقول: من عرف الحقيقة لا يقول هذا الكلام وهذه الإتهامات ليست جزافا معاذ الله وسأقوم بذكر البـيان الساطع على ما قلته حتى لا يظن ظان بأني أميل إلى تفسير حديث أو ءاية لهوى في نفسي أو انـتصارا وتعصبا لمذهبي.
ثم قلت أخي صلاح:هل الاجتهاد في فهم النص بناء على قواعد علمية إسلامية معتبرة يعتبر وسوسة من الشيطان، حتى لو أخطأ صاحبه؟
أقول: أما قولك :الاجتهاد في عدم فهم النص. لا معنى له لأن الاجتهاد له شروط وهذا في حق المجتهد كالإمام الشافعي والإمام الاعظم أبي حنيفة والإمام أحمد والإمام ابن المنذر وأبي ثور وغيرهم ممن توفرت فيهم ءالة الإجتهاد ومن هو المنجد حتى يقال بأنه مجتهد؟ من من العلماء نص على أنه مجتهد؟ الإجتهاد المقبول في تفسير هذا الحديث هو تفسير سلطان العلماء سيدنا عز الدين بن عبد السلام الذي كان مجتهدا بالشرط المعتبر, واعلم أن المنجد هذا جاء بالبدعة حين فسر الحديث تـفسيرا لم يسبقه إليه أحد فبئست البدعة التي جاء بها المنجد وتبعه الخزاعي رافعا عقيرته بالفهم الباطل للحديث.
قلت أخي صلاح: وماذا لو رد صاحب الفهم الخطأ - في زعمنا - على المتهِم بأنه هو الذي وسوس له الشيطان؟
أقول: هنا الحكم بينـنا وبينه القرءان والحديث وأقوال العلماء الأعلام الذين عليهم المدار.
وهنا أنـت تشهد على الخزاعي بالتهرب لأنه يضع الكلام ويهرب وحسبه الله ولكن هيهات أن أدعه يفسد عقيدة الناس بتحريم المولد النبوي الشريف ولو قبل بالمناظرة لأريت الناس مدى تخبطه واستغلاله للشبه في تزيين ما يتوهمه حقا.
قلت أخي صلاح الدين: ألم يصل التعصب ببعض المتأخرين إلى وضع أحاديث تنال من الأئمة الأعلام انتصاراً للمذاهب المخالفة؟
أقول: أين هذا من موضوعنا؟ نحن نقول بأن الله تعالى يقول: قل هاتوا برهانكم إن كنـتم صادقين.
وقوله عليه الصلاة والسلام: البـينة على المدعي. رواه مسلم والبـيهقي
فأين ذلك المتهرب من الآية والحديث إن كان على شىء من الحق؟
ثم قلت أخيرا أخي صلاح: أرجو أن يعود الحوار إلى الموضوعية مع تجنب لأي لفظ جارح، خاطب الآخر كما تحب أن يخاطبك.
أقول: أنا لم أخرج عن بـيان الحقيقة التي أمرنا شرعا بتبـيـينها حتى يحذر الناس المنجد وأمثاله - ومن غضب فليغضب - وكيف لا تغضبون في إثباته ضعف رسول الله في لسان قومه اللسان العربي وهو أفصح خلق الله تعالى؟ ثم إن الحديث الذي رواه الطبراني في صفي وسيأتي بـيان ذلك في الغد إن شاء الله تعالى عسى الله أن يهدي الخزاعي وغيره من المغرورين بكلام المنجد وغيره وقد بلغ السيل الزبى
والحمد لله رب العالمين
قال عليه الصلاة والسلام: إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له إنك ظالم فـقد تـُـوُد ِّع منهم. رواه الإمام الحاكم وصححه وأقره الذهبي وغيره
|