عرض مشاركة مفردة
  #26  
قديم 24-03-2001, 09:54 AM
ناقد ناقد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 22
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها التميري

ما قلناه واضح، ولكن المشكلة فيك أنت، هل تظن أن جميع العلماء الذين ردوا على ابن تيمية لم يفهموا قصده، وهل تظن أن قصده خفي لهذه الدرجة حتى لم يفهموه، ولماذا تعتقد أنهم نسبوا هذه التهم لابن تيمية بعينه ولن ينسبوها لغيره من الذين يخوضون في الاعتقاد، وأصحاب ابن تيمية وأتباعه في هذا الزمان كالألباني وهراس والعثيمين وغيرهم، هل تعتقد أنهم لم يفهموا كلامه أيضا.

إذا اعتقدت أنك تفهم كلام ابن تيمية قطعا فأنت واهم، وأنت كما أراه فيك لا تملك أي وسيلة علمية من وسائل فهم النصوص، فلا علم لديك بأصول الفقه كما يظهر، ومن كان مثلك فعليه قبل أن يتصدى للنصيحة أن يعلم نفسه ويطلب العلم ممن يعلمه.

أنت تقول:"((((((اما مفعولات (مخلوقاته) فهي حادثة بعد ان لم تكن،ولايجوزاثبات ((شيء)) من المخلوقات مقارنا لوجود الله تعالى)))) وهناك نقولات اخرى صريحة يصعب كتابتها، ا
فان قلت مراده (الفرد)فهذا تحكم ،وما حجتك؟؟؟(وشيء)تفيد عموم النوع والفرد."

أنت أيها التريمي تقول إن كلمة شيء تفيد عموم النوع والفرد، ولكن الحقيقة أن كلمة شيئ هنا معينة بقوله من المخلوقات، وكلمة من المخلوقات تفيد الجزئية لغة وتحصر المعنى في الأجزاء ، والنوع ليس جزءا ولا يقال له إنه من المخلوقات أيها التريمي. فكيف تقول إنها عامة؟؟ أليس ذلك دليلا على أنك لا تفهم ما تقول، وأنك تجادل مدفوعا بمجرد موالاتك لابن تيمية؟؟؟ في حيت تتهم الآخرين بعين ما أنت متلبس به؟؟!

وأيضا لا داع في أثناء النقاش والحوار أن تكثر من القول بأنك تنصحهم الآخرين، لأن في هذا مصادرة على المطلوب، إذ النصيحة لا تقوم إلا بعد إقامة الحجة، وأنت لم تقم أي حجة بعد على مطلوبك.

والذي تريد إثباته هو أن ابن تيمية لا يقول بقدم النوع، وهو يقول به شئت أنت أم أبيت.

وأما عبارته التي نقلتها فغاية ما تدل عليه هو نفي وجود موجود قديم بعينه مقارن لله تعالى. والخلاف ليس في القول بأن هناك موجود واحد مقارن لله، بل في مقارنة النوع لله تعالى، والنوع يتألف من الأفراد أيها التريمي. فافهم.

فائدة: كلمة شيء نكرة مفرد، والنكرة المفرد تدل على المطلق في علم الأصول، ولا تدل على العموم إلا إذا سبقها نفي. وفي النص السابق لا يقال على النوع أنه شيء لأن الشيء يطلق على الموجود في الخارج، والنوع ليس موجودا بذاته في الخارج، بل النوع متحقق بتحقق أفراده في الخارج. ويمكن أن تدل على ما هو موجود في الأذهان ولكن الخلاف ليس فيما هو موجود في الأذهان بل في الخارج. ثم إن تقييد كلمة (شيء) بكلمة (من المخلوقات) في كلام ابن تيمية يحقق إرادة ابن تيمية لأعيان المخلوقات لا مطلق النوع، لأن النوع لا يقال عليه أنه عين (من المخلوقات) اتفاقا، والسبب أن النوع كلي والكلي لا يتحقق بذاته في الخارج، ولو تحقق في الخارج لأصبح جزئيا لا كليا، ولأصبح عينا من الأعيان لا نوعا لها.

أيها التميري:اعلم أن هذه المسألة مسألة صعبة، لا يصح لأي واحد أن يخوض فيها، وهو غير متمكن من مقدماتها، ومقدماتها كثيرة أنت غير متحقق بواحد منها، فلا تستمر في الجدال بغير علم، لأن هذا النوع من الجدال هو الممنوع في الشريعة. بل حاول أن تفهم ما نقوله وارجع إلى كلام ابن تيمية، وحقق معناه قبل أن تدافع عنه.

أيها التميري عليك أولا أن تعرف الفرق بين النوع والفرد(العين)، وأن تعرف كيف يتحقق النوع في الخارج، أي بتحقق أفراده، عند المحققين من العلماء، وتعرف كثيرا من قواعد علم أصول الفقه فهي تساعدك على معرفة معاني الكلام الذي تقرأه وتقوله، وإذا وفقك الله لهذا، ربما أمكنك بعد ذلك أن تدخل في مثل هذه المحاورات إذا ملكت حدة في الذكاء والعقل الكافي لذلك.

والله الموفق