بسم الله الرحمن الرحيم
أيها التميري
لقد تبين لي نتيجة متابعتي لأقوالك وكيفية لجاجك، أنك لا تدري ما تقول، ولا تفهم بالفعل هذه المسألة. وإليك بعض التعليقات على كلامك:
أولا: قولك"والنوع ليس جزءا ولا يقال له إنه من المخلوقات أيها التميري. فكيف تقول إنها عامة؟؟
ما مرادك بالنوع الذي ليس مخلوقا؟؟"
أنت هنا تسأل عن مرادي بالنوع الذي ليس مخلوقا؟؟ وهذا يدل على جهلك، وعدم علمك بما نقول.
ثم قولك في الرد على أبي حمزة:"قال الناقد(والنوع ليس جزءا من المخلوقات؟؟؟فما رأيك"
أقول: أنت تظن أن هذا القول يبرئ ابن تيمية من القول بالقدم النوعي وهو في الحقيقة تحقيق لقوله به، ولكنك لا تفرق بين الثرى والثريا؟؟!
نعم النوع عبارة عن تجريد ذهني كلي صادق على جزئيات خارجية، وقدمه ليس بذاته بل بقدم هذه الجزئيات، فعندما نقول إن ابن تيمية قائل بالقدم النوعي، فإن هذا معناه إنه قائل بأن هذا المعنى الكلي المعبر عنه بالنوع (أي نوع المخلوقات هنا) يمكن حمله دائما بالفعل على أحد أفراده الصادق هو عليها، ويستلزم ذلك عدم خلو أي لحظة زمانية مقدرة أو محققة من وجود مخلوق ما. ولا يشترط لصدق قولنا القول بقدم مخلوق بعينه، بل يكفي عدم خلو الخارج عن مخلوق ما ولو على سبيل التسلسل، ولذلك فإن القدم النوعي لا يتم لابن تيمية القول به إلا بعد تجويز التسلسل، بل والقول به.
واعلم أن ابن تيمية لا يقول فقط بتجويز التسلسل، بل إنه يقول بوجوبه ولزومه للذات الإلهية.
ثانيا:
ثم قولك:"اما كلمة الفاروق!!! فبعد ان ننتهي من تحرير لفظ ابن تيميةالسابق!! انه لايدل على تسلسل نوع المخلوقات
اي لايدل عللىان هناك مخلوق قديم بمادته واصله مع الله.بل هو حادث بعد ان لم يكن شيءفي المستقبل"
فأنت هنا في هذه العبارة تفسر تسلسل نوع المخلوقات (وهو المعبر عنه بالقدم النوعي) بقولك(اي لايدل عللىان هناك مخلوق قديم بمادته واصله مع الله.بل هو حادث بعد ان لم يكن شيءفي المستقبل).
هذه هي عبارتك بما تحتوي عليه من أخطاء في التعبير أبقيتها كما هي، وكذلك بما تحتوي عليه من أخطاء في المعاني التي تدل على عدم تحقيق. فليس التسلسل معناه هو فسرته به، لأن هذا المعنى الذي ذكرته أنت هو معنى قدم مخلوق واحد بعينه مع الله تعالى، وهو عين مذهب الفلاسفة، وهو يصرح ابن تيمية في أكثر من موضع بنفيه، ولكن هذا لي سهو معنى القدم النوعي.
ثالثا:
ثم قولك في ردك على أبي حمزة:"هل العبارةالمذكورة لوحدهاتدل على انه يقول بان المخلوقات فردا وجنسا ونوعا كائنة بعد ان لم تكن؟؟حتى لااتعب نفسي في جدال عقيم"
فأجيبك عنه قائلا: إن العبارة التي نقلتها أنت لا تدل مطلقا على نفي قدم نوع المخلوقات وقد بينت لك ذلك فيما كتبته سابقا.
رابعا:
وأما اعتراضك علي في بعض تعليقاتك بأن قولي يستلزم عدم معرفة ابن حجر العسقلاني بحقيقة أقوال ابن تيمية، أي تفاصيل أقواله في مذهبه القائم على التجسيم.
فالجواب: إن العلامة ابن حجر العسقلاني متخصص في الحديث، ولا يضيره أن لا يعرف أقوال ابن تيمية بل إن عدم اهتمامه بتحقيق مذهب ابن تيمية دليل على قلة شأن ابن تيمية عنده، بينما يضيركم أنتم ذلك يا من تدعون أنكم تتبعون هذا الرجل وأنتم لا تعرفون مذهبه. وابن حجر إنما رد على ما عرف أنه من أقوال ابن تيمية إما بالاطلاع على بعض رسائله أو كتبه، أو عن طريق نقل غيره من العلماء.
وابن حجر العسقلاني ليس متخصصا في علم التوحيدومع ذلك فهو أشرف وأعلى منزلة عندنا من ابن تيمية بمراحل كبيرة في الحديث والتوحيد.
على الأقل فإنه لا يصر على الانتصار لقوله لمجرد التعصب لرأيه، مكا تفعل أنت؟؟!
وأزيدك علما، بأن الحافظ ابن حجر العسقلاني لو عرف حقيقة مذهب ابن تيمية لما تردد في الحكم عليه بالتبديع وإطلاق ذلك في حقه إن لم يكن حكمه عليه أشد من ذلك. على أنه اعترض على ابن تيمية في أكثر من موضوع خاصة في كلامه على الإمام علي ابن أبي طالب وتبريره لما يفعله معاوية، وكذلك في رده أحاديث ثابتة أثناء رده على الشيعة في منهاجه، وكذلك في مسألة التسلسل هذه.
وأخيرا:
كيف تستمر أيها التميري في النقاش وأنت قد تبين للجميع أنك لا تفهم ما تقول، ألا يتوجب عليك الآن أن تراجع نفسك وتلتقط أنفاسك وتعيد النظر في تحرير محل النزاع هذا إذا كنت فعلا تريد الحق كما تدعي؟؟؟!!!!
والله الموفق
|