عرض مشاركة مفردة
  #39  
قديم 20-09-2000, 06:44 PM
الدكتور2000 الدكتور2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 101
Post

الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وآله وصحبه ومن والاه.

(المراقب)
يؤسفني أنك تكيل بكيلين، فتجيز لأحدهم أن يقول ما يشاء، ونص إذنك: (فليقل ما شاء كما شاء ومتى شاء وحيث شاء)، وتمنعني مما يناسب أسلوبه في الحوار. فهل لذلك أي تفسير عندك؟

(الشادي)
هلا عرفت الاخوة والأخوات بنفسك أولاً؟ من تكون وما هو وزنك بين أهل العلم والمناظرة؟ أولا ترى أن نبرة خطابك توحي بأنك صاحب أمر ونهي في الوقت الذي تلعبب فيه دور (الذيل)، لأن كل ما تقوم به هو التعليق على مداخلات (الجواهري) بالتأييد المطلق، واستعداء مخالفيه، هارفاً بما لا تعرف، فتسيء لنفسك ولمن تصيح بين فينة وأخرى مشجعاً له على ما لا تفهم معناه ولا محتواه! أليس لك طموح يدفعك لتترفع عن أن تكون إمّعة؟ ألا تطمح أن ترفع من مستواك العلمي أو أسلوبك الأدبي أو معرفتك بالعربية، وفي مداخلاتك ما يدل على جهل باللغة لا يقع فيه طالب علم مبتدئ؟ أنصحك بالابتعاد عن هذا النقاش فهو أعلى من مستواك، واترك الأمر لمن تصفه بأستاذك، والأصل تتبعه الفروع.

(الجواهري)
بادئ ذي بدء، أدعو نفسي وأدعوك إلى العمل بالنصيحة، فهي (دين) كما جاء في الحديث الصحيح.
وأدعو نفسي وأدعوك إلى التحلي بالتواضع والعمل بمقتضاه، فالتواضع على رأس شيم طلاب العلم. وليس في إجاباتك ومداخلاتك أي تواضع أو ما يقاربه، بل هو استعلاء وانتفاخ الكبر الذي ينهى عنه الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، وارجع إلى إجابتك على (الخزاعي) لترى نبو العبارات التي استخدمتها وبعدها عن المنهج الرباني في حوار المسلمين لبعضهم ولغيرهم، وفي بعضها تجاوز لا يصح ممن يؤمن بأنه عبد لله وليس قسيماً يعرف ما في الصدور ويحكم على نوايا الغير وما كتبه الله عليهم ويسّره لهم ويسّرهم له.
وأنقل إليك بعض عبارتك لتقرأها بتمعن، وتحكم عليهما بنفسك، متمنياً أن تكون لديك الشجاعة الكافية لتقول: (إنني أخطأت فيما كتبت وأستغفر الله من المبالغة فيما قلت).
فأنت تحكم على محاورك حكماً قاسياً ليس لك ولا لغيرك أن يتجرأ عليه فتقول: (لأن الله لم يفتح قلبك لنور إدراك الحقائق). وتقول في مداخلتك على كلمتي: (لكن تفسير الآية، فهذا لم يوفقك الله في الاستدلال به) فأنت – كما يفهم من السياق - موفّق مستنير القلب، يقف الله تعالى إلى جانبك ويسددك، وغيرك مسكين لا ينير الله له دربه، ولا يوفقه تعالى إلى المعنى الصحيح(!) وهذا خلاف قول الإمام الشافعي (رحمه الله) الذي تدعي تقليده، والمشهور عنه قوله: (قولنا صواب يحتمل الخطأ وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب)، وهو المجتهد صاحب المذهب الذي ملأ الأرض علماً. وأنت (المقلد الذي لا تدعي العلم) قولك صواب لا يحتمل الخطأ بل هو نور وتوفيق، وقول غيرك خطأ لا يحتمل الصواب، بل هو ظلمات وعدم توفيق(!) فهل هذا الذي تقصده؟ فإن كان هذا الذي تقصده فاخش على نفسك موقفا عظيماً بين يدي من لم يوكل لأحد الاطلاع على ما قضاه على عباده، وإن لم يكن فعليك بدورة في اللغة تتعلم فيها سبل التعبير.
وتقول في معرض الاعتداد بنفسك وبحجتك: (وها أنا جئت لنسف كلام من تدعي بأنه أوسع علما من النووي ومن القرطبي والملاعلي القاري، وذلك الجم الغـفير من العلماء).
وتقول في نفس سياق الاعتداد بالنفس إلى درجة الغرور: (سأتحف الناس بنسف كلام هذا الذي جعلته مقدما على سلطان العلماء الذي ملأ طباق الأرض). فهل نسفت وأتحفت؟
ولا تكتفي بذلك فتقول في ردك على (الخزاعي): (ثم إن هذا الكلام كذب أو جهل بأدلة الخصم لأنه ليس أقصى ما عندنا بل نحن ما زلنا نلاعبك). والصيغة عن نفسك دائماً صيغة جمع(!) وغيرك صغير لا وزن له (تلاعبه)(!)
أما في تسفيهك للغير فاقرأ بتمعن قولك: (تنبيه أخير: يا خزاعي إعلم بأنني لا أقيم لك وزنا في العلم ولكن وجودك هنا جعلني أذكر مجرد اسمك وأنت ترى بأنني أرد على مشايخ مشايخك بالدليل الساطع)(؟)
وأنصحك – بعد هذا الذي سقته من كلامك – بالتركيز على موضوع الحوار لا بالتعرج يمنة ويساراً، فإني أراك تناقش أشياء وتهمل أخرى، فما وافق هواك (أو ربما علمك) ناقشته وما خالف هواك (أو ربما تجهله) أهملته أو سفهته واستهنت به، وهذا أسلوب لا يليق بالصفة التي تذيل بها مداخلاتك.
والآن إلى مداخلتك:
تقول: (أشهد الله العظيم بأنني لست نفس الشخص الذي تدعي بأنه يدخل بعدة أسماء، فحسن الظن وأهل السنة أهل الحق كثيرون)
وأظنك أولى بهذه النصيحة من غيرك، لأن منطلقك سوء الظن المطلق بكل من يكتب حتى قبل أن يكتب، أفلست الذي وصف غيره بأنه (معتزلي) ابتداء قبل مكتوبه ومنطوقه.
تقول: (ما ذكرته أنت من معنى الفتنة نعرفه، ولكن هل فيما نقلته أنت ذكر تفسير الفتنة بالغيبة أو النميمة أو التحريش بين الناس)؟
قولك هذا متناقض، لأنك لو كنت تعرفه لما اقتصرت على إيراد معنى واحد وهو (الشرك) إلا إذا كان قصدك أن تنتصر لمذهبك وتوهم القارئ بأن هذا المعنى الذي أوردته هو المعنى الوحيد. وهل قولك (نعرفه) بصفة الجمع تفخيم لمعرفتك أم تفخيم لشخصك الكريم؟ وقولك (نعرفه) هل يدخل فيه معرفتك بأن (خصوص السبب لا يعني خصوص المعنى) عند المفسرين؟
وكان الأولى والأحرى بمن يقول (نعرفه) أن يوفر على نفسه وغيره سبل البيان في السؤال الساذج الذي سألته عن احتمال المعنى (للغيبة والنميمة والتحريش بين الناس). وهذه الأخيرة من الطامات التي وصف بها النبي (صلى الله عليه وسلم) الشيطان بعدما يئس من أن يُعبد في جزيرة العرب، وجنابك لا ترى في (التحريش بين الناس فتنة) ولا تعرف إن كانت الآية تحتمل هذا المعنى وتسعه أم لا؟ بالرغم من وضوحه في سياق ما أورده المفسرون المذكورون في مداخلتي السابقة، فهم لا يخصصون المعنى ولا يقصرونه على (الشرك) وحده، ولكنهم يقولون بأنه كل فتنة تصيب الفرد أو الجماعة وتكون أشد من القتل، ويكون حصادها كحصاد ما ذكره المفسرون من الإخراج من الوطن. وعد إلى ما كتبه المفسرون علك تجد بغيتك التي تطمئن إليها. وانظر أقوال العلماء في أحكام المحاربين (الذين يقطعون الطريق ويروعون الناس) لتفهم معنى {والفتنة أشد من القتل}.
وتقول: (وهل كل تفسير مقبول؟ إرجع إلى تفسير ءاية اللمم لترى ما قيل في تفسيرها ثم انظر إلى الصحيح منها المؤيد بالأدلة الصحيحة)
أقول هذا لغو لا قيمة له في هذا الموضع، لأنني نقلت عن المفسرين المعتمدين، فسؤالك سؤال تهرب لا سؤال توضيح. وانتقالك من آية (الفتنة) إلى آية (اللمم) لن يفيدك شيئاً، ولن يخرجك من الحرج، كان الأولى ألا يستولي عليك حظ النفس، وأن تنزل عند أقوال المفسرين إن كنت متبعاً، أو احتمال اللغة إن كنت باللغة عالماً، والقرآن نزل (بلسان عربي مبين) وابن عباس يقول لمن أشكل عليه فهم الآيات أن يعود إلى الشعر لأنه ديوان العرب.
وتقول إيغالاً في التلبيس وإغراقاً في أسلوب تسفيه الغير: (وليتك أتيت بجديد).
فهل كان إيراد النصوص إلا رداً على إغفالك إياها وإيهام القارئ بأن المعنى الذي سقته هو المعنى الوحيد اليتيم في تفسير الآية. والسؤال الذي كان ينبغي أن تسأله لنفسك أولاً: ما هو الجديد الذي تأتي به حضرتك؟ وكل ما سقته مبتسر مقطوع عما قبله وعما بعده، وبعيد عن مورد السؤال وموضوع الحوار. لكنك لا ترى عورات نفسك، لأنك – كما ذكرت عن نفسك: تعرف من وهبه الله نور المعرفة ممن حرمه، ولأنك حاضر لتتحف الناس بالرد على مشايخ مشايخ المخالف لك، ولأنك تنسف الحجج نسفاً، إلى آخر منظومة الانتفاخ المذموم الذي لا خير فيه ولا فائدة من ورائه.
وتقول: (ثم أين الذي ذهب إليه أخونا في موضوعنا).
وهل كانت مداخلتي انتصاراً لما ذهب إليه أخوك هذا؟ أم كانت انتصاراً لابتسارك معنى الآية؟ وقد جعلته محصوراً في تخصيصك معنى (الفتنة) بالشرك، وإيهامك القارئ بأنه المعنى الوحيد الذي أورده المفسرون؟ وليتك تعذر نفسك أمام الله وأمام الناس بقولك أنك تسرعت وقد أعماك الغضب لشخصك ومكانتك الموهومة في العلم والمعرفة فلم يكن لديك من الوقت ما يكفي لاطلاع أوسع على التفاسير، ليتك قلت هذا فإنك تكون – ساعتئذ – قد انتهجت ما نعرفه من سبيل طلبة العلم الشريف.
تقول: (وما ذكره الراغب الأصبهاني هو تفسير لكلمة الفتنة من حيث اللغة مع ورودها على عدة معان في القرءان، لكن تفسير الآية فهذا لم يوفقك الله في الاستدلال به لنصرة ما ذكره أخونا).
عجيب أمرك، لم يعد الراغب الأصفهاني الآن من العلماء الأعلام الذين... والذين… والذين… كما هي عادتك في تمجيد من تجد في كلامه ما تظنه موافقك لهواك وحجة على من خالفك؟ أهكذا تورد الإبل يا (خادم علم الحديث الشريف)؟ وهل الراغب وحده القائل؟ وهل ننسف قواعد علماء التفسير في سعة الآية لمعاني الفتنة كما يفهمها العرب، والقرآن عربي مبين، فقط حتى تتمكن جنابك من نسف حجج خصومك؟
تقول: (أنا لا أدعي بأنني عالم، بل والحمد لله أفتخر بأنني مقلد لمذهب الإمام الشافعي، ولست خارجا مبتدعا عن المذاهب الأربعة وغيرها من مذاهب الأئمة المجتهدين وهذه نعمة من الله)
لا يشك عاقل أن النجاء في اتباع الأئمة الأعلام، ولكنني أراك لا تميز في المصطلح بين العالم والمجتهد، فتجعل مصطلح (عالم) مغايراً لمصطلح (مقلد) فلا تدعي بأنك [عالم] وإنما [مقلد] للشافعي (رحمه الله)، صحيح أنه ليس كل مقلد عالم، ولكن ألا يكون المقلد عالماً؟ فماذا عن العلماء مقلدي الشافعي كالنووي والغزالي، ومقلدي أبي حنيفة كأبي يوسف ومحمد بن الحسن، ومالك كسحنون والشيخ خليل، وأحمد كابن رجب وابن تيمية (رحمهم الله جميعاً)؟ وماذا عن علماء هذا العصر من مقلدي الأئمة؟ وإذا لم تكن عالماً فلم تتعالم؟ ولم تتصدى لتصنيف العلماء والناس، وتعلن بأنك تعترف بهذا، ولا تعترف بذاك، ولا تتنازل لتناظر ذلك، وتمتن عليّ فتدعوني للمناظرة والحوار؟ ألا ترى في ذلك جرأة لا تليق بمن لا يدعي أنه عالم؟ أم أنك تقول الكلام بلسانك وفي نفسك شيء آخر؟ فهل هذا من نفاق التواضع أم هو من إقرار الصدق؟
تقول: (أقول بأنني خادم علم الحديث وهذا أفتخر به وأقول بأنني خادم لا أكثر أبين الحق ما استطعت)
ليتك تخبر الاخوة والأخوات من الذي منحك هذه الصفة أو أجاز لك استعمالها؟ وليتك تبين لهم لم يحتاج حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى خدماتك؟ وهل هي على هذا المنوال الذي (تتحفهم به هنا) أم لديك إنتاج علمي يستحق عناء القراءة؟
وأي حق هذا الذي تبينه؟ وهل المسلمين في حاجة إلى من لا يدعي بأنه عالم ليبين لهم وفي العصر أعلام يغنوهم عن المجاهيل والمبتدئين والباحثين عن دور؟
تقول: (ولكنك هل أتيت بشىء جديد)؟
هل توجه هذا السؤال إليّ؟ وما هي مناسبته هنا، أم أنك تلقي الكلام هكذا جزافاً بلا معنى ولا هدف؟
وتقول: (الساحة مفتوحة هنا لبيان الحق فأين أنت منها)؟
وما الذي يعنيك في هذه المسألة وأنت مؤاخذ ومسؤول عن نفسك لا عن غيرك؟ وما الذي أشكل عليك من موقفي من (الساحة المفتوحة) وقد كتبته في أول مداخلتي، فإن لم تكن قرأته فارجع إليه لتعرف سبب مداخلتي (يا من لا تدعي أنك عالم وأنك خادم).
وتقول: (أدعني لحوار نتكلم فيه عن البدعة نقطة نقطة لا ننتقل إلى الثانية حتى ننتهي من الأولى. أمستعد أنت أنا بالإنتظار).
مثلي لا يدعو مثلك، للأسباب التالية:
أولاً: إن ما أفهمه من البدعة لا يغاير ما اقتطعته (يا خادم علم الحديث الشريف) من أقوال أهل العلم لاسيما الإمام العز ابن عبد السلام (رحمه الله)، ويخالف ما ذهب إليه الأخ (الخزاعي). ولا معنى لأن نتحاور فيما نحن فيه متفقون؟
ثانياً: إن موضوع البدعة من مسائل (أصول الفقه) ولأصول الفقه آلات لا يتراءى لي أنك تمتلكها، لاسيما وقد أقررت في توقيعك بأنك مختص بالحديث الشريف، وباعك فيه – كما يظهر من إجاباتك – لا يتعدى القص واللصق في النصوص نفسها دون معرفة بالمصطلح، ولم أرك تستخدم مصطلحات أهل الحديث لا في احتجاجك لمذهبك ولا في ردك على مخالفيك.
ثالثاً: لست أراك أهلاً للحوار ولا للمناظرة وأنت بهذا الخلق وهذه الحدة وهذا الخروج عما قرره أهل العلم في أدب الاختلاف، وسلاحك – الذي ذكرته في مداخلاتك السابقة - (ضرب النعال) و(النسف) و(النطح) و(الكسر). وفوق ذلك أعلنت أنك ترى منهج الحوار بالشدة والقسوة، لا باللين والموعظة الحسنة.
وأنصحك بأن تترك القول في البدعة وغيرها من أمور الشرع لأهل العلم، وهم كثر ولله الحمد، وليتك تقطع وتلصق في هذه الصفحات ما يفيد المسلمين في دينهم ودنياهم، وتختار لهم من الأحاديث (وهي ميدان اختصاصك كما تعلن) ما يذكرهم بسيرة نبيهم (صلى الله عليه وسلم) ويبين لهم هديه في عبادته ومعاملته أهله وعياله وأصحابه وقضائه وجهاده وإدارته للدولة، وسواها مما يحتاجه الخاصة والعامة. وفي قوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم} مدخل واسع لتبدأ به، وانظر أقوال المفسرين وما ساقوه من الآثار فيها، وبذاك تفيد وتستفيد. أنصحك أن تكتب في المناقب وفي السير، وهو منهج يجنبك السقطات التي تقع فيها، والاستنباط البعيد الذي تنزلق إليه وأنت مقلد لا مجتهد، كما تقرّ بلسانك.
وبما أنك سننتَ (التنبيه الأخير) فإنني أذكرك بقول الله سبحانه وتعالى في ذم الإصرار على الخطأ: {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم}.