الموضوع: أحببتها ...
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 17-09-2000, 09:11 PM
الأسحار الأسحار غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 45
Post أحببتها ...

بسم الله الرحمن الرحيم

أحببتها ... صحبتها ...آخيتها على حب الإله ...
ثم فرقتنا الأيام ..
ولما يمض على تعارفنا سوى عشرة أشهر ...

ففي يوم الجمعة 24 / 4 / 1420 هجرية خرجت أخيتي وعائلتها للنزهة ...
فنزل الوالد الحنون ليعد لهم المكان ...
فلم يرعه إلا حركة السيارة وهي تنحدر من ارتفاع ثلاثة آلاف متر تقريبا , وصراخ الشهادة يردده ثمانية أفراد كانوا في السيارة بين أم وخالة وأخت وزوجة وابن وخادمة ...
فحاول أن ينقذهم , وأخذ يرمي الصخور أمام السيارة لتتوقف عن الانحدار , ولكن القدر نافذ , ومشيئة الله قبلها ؛

فلم يعد يرى السيارة , ولم يسمع صراخهم , فبدأ يصرخ بحالة هستيرية , ومن لطف الله به أن كان الوقت ليلا , فكيف لو رأى والدته أو زوجه أو فلذة كبده وهو يتقطع ...؟

وهوت بهم السيارة , وارتطمت بكل قاس صلب , فمات كل من فيها بعد أن تفرقت تلك الأجساد والأعضاء , ولم تجمع إلا بواسطة الطيران العمودي .

ولكن... نجت (عفاف) ذات الاثني عشر ربيعا , وأصيبت بكسور ورضوض أليمة , وسبحان من كتب لها الحياة.

في هذه السيارة كانت أخت لي في الله وهي أم عماد , الذي لم يكمل الربيع الأول من عمره ...

أخت عرفتها مؤمنة ,
محافظة ,
مصاحبة لكتاب الله ,
في كل سكناتها وحركاتها ذكر ,
لا تقول مقالا إلا وتستشهد بقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم .
صحبتها فترة لم تدم طويلا هي فترة عملنا في التربية الميدانية قبيل التخرج .
لم يزل يرن في أذني صوتها عندما قالت لي : إن شاء الله نتقابل يا بنات مرة ثانية , قلنا : وأين وكل منا من جهة مختلفة ؟
قالت :

**(( إن هناك مكانا سنلتقي فيه , وما علينا إلا عمل شيء يسير , فهل تعلمنه ؟ ))**.

قلنا : نعم أكيد ؛ فقالت :

**(( من عمل الصالحات فمأواه الجنات , وتحت ظل العرش نلتقي إن شاء الله تعالى ))**.

ويهتز كياني كلما تذكرت موقفها عندما أردنا إلقاء محاضرة عن الصلاة فقالت :

**(( بل نجعلها عن الموت وسكراته ............................. وفجأته .))**.

فقامت بإلقاء المحاضرة المعبرة عن الموت وعظاته !!!.

أسكنك الله يا أخيتي فسيح جناته وغفر لك ولصحبك .
. سهام البشيري _ الباحة .

(( نقلا من مجلة مساء ص33 (العدد11) ربيع الآخر 1421 هجرية , والتي تصدرها مجلة الأسرة , مقال : أختاه ذكراك باقية ...)) .