عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 19-09-2000, 10:07 PM
علاء الدين الجواهري علاء الدين الجواهري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 183
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله, وبعد:
قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم

أرجو من الجميع قراءة هذا المقال حرفا حرفا, فأقول طالبا من الله التوفيق فيما هنالك:

إيه يا خزاعي أين أنت من أرض المناظرات, من الواضح جدا أنك لا تريد الحق بل تريد فقط الإنـتصار لما تعتقده أنـت وتراه يا مسكين صوابا لان الله لم يفتح قلبك لنور إدراك الحقائق, وها أنا جئت لنسف كلام من تدعي بأنه أكثر وأوسع علما من النووي ومن القرطبي والملا علي القاري وذلك الجم الغـفير من العلماء لا بل وصل الأمر إلى تجهيل الإمام الشافعي الذي قال عنه الإمام أحمد: الشافعي كالشمس للناس وكالعافية للبدن. والذي قال عنه الحافظ الذهبي: كان فرد زمانه في فقه الحديث.
فالإمام الشافعي روى هذا الحديث ثم قال: المحدثات من الأمور ضربان بدعة هدى وهي ما وافقت الشرع وبدعة ضلالة وهي ما لم توافقه.

ولكن يأبى الخزاعي إلا أن يأتينا بأقوال بعض المعاصرين الذين تشربوا نهجا متـنطعا وغفل هذا المسكين أن الإمام العظيم أبا عمرو بن العلاء قال: ما نحن فيمن مضى إلا كبقلة في أصول نخل طوال.

جهل ان سيدنا ابن سيرين التابعي العظيم الذي كانت تخر له رقاب الناس أجاد الجواب في مسألة فقال له أحد الناس: ما كنت أظن الصحابة تجيب هكذا, فاجابه ابن سيرين: لو أردنا فقههم لما أدركته عقولنا. فاغرق يا خزاعي باستحكام البدعة في قلبك.
__________________________________________________ ___

سأتحف الناس بنسف كلام هذا الذي جعلته مقدما على سلطان العلماء الذي ملأ طباق الأرض علما, فأقول وبالله التوفيق:

قلت عن الكتاب: وهو كتاب نفيس. أقول: العبرة بتعديل الأئمة ورحم الله امرأ عرف حده فوقف عنده والحد نهاية.

قلت: يقع في مجلدين. أقول: وكتاب الرسالة للإمام الشافعي اصغر ولكن أين الثرى من الثريا ولو كانت العبرة بالحجم لكانت موسوعة أوكسفورد أفضل مما تعظمه نفسك.

قلت: بأن من احكام لفظ {كل} عنداهل اللغةو الاصول ان {كل} لاتدخل الا على ذي جزئيات واجزاء ومدلولها في الموضعين الاحاطة بكل فرد من الجزئيات او الاجزاء.

أقول: قوله هذا ينقض كلامك بأنه كتاب نفيس وإليك البيان يا خزاعي:
قال الإمام الكبير أحد كبار أصحاب الوجوه في المذهب المالكي أبو الوليد الباجي الذي هو نار على علم في كتابه المشهور إحكام الفصول في أحكام الأصول ص 235:مسألة: إذا ثبت ذلك فهذه الألفاظ موضوعة للعموم, فإذا وردت وجب حملها على عمومها " إلا ما خصه الدليل " هذا قول جمهور أصحابنا كالقاضي أبي محمد والقاضي أبي الحسن والشيخ أبي تمام وغيرهم, (وهو مذهب عامة الفقهاء وهو قول مالك رحمه الله, وقد صرح الشيخ أبو بكر بن فورك بالقول بالعموم: فقال في أصول الفقه: (إذا ورد اللفظ تؤمـِّـل وطلبت أدلة الخصوص فإن عدمت حمل على العموم) إنتهى

سؤال يا خزاعي: هل هذا الغامدي من استنجدت به ليخالف عامة الفقهاء؟ تب إلى الله فإنك تتكلم عن البدعة بدعة, هذا لعمري في القياس شنيع. نصحتك فلم تنتصح سبحان الله مع أنني والله لم أرد إلا بيان الحق ونلتقي يوم القيامة يوم لا ينفعك غامدي ولا منجد ولا غيرهما, وليتك تنظر إلى ما نقلته بعين العدل والإنصاف.


وكان يكفيك قول الإمام النووي عن الحديث: بأنه عام مخصوص والمراد به غالب البدع. ولم يرده أي عالم " معتبر "

يكفي تفصيل الإمام المجتهد عزالدين بن عبد السلام وكلامه مخصص للحديث لأنه لم يغب عن ذهنه يقينا, فمن أحق أن يتبع؟

شرح الغامدي معنى لفظة كل لكنه اقتطع هذه العبارات القاضية عليه فالله حسيبكما.

قال: فاذا علمنا انها للعموم فهل يمكن تخصيصها واذا امكن تخصيصها هل وجد هذا المخصص.

أقول: نعم ثبت لكنك غضضت الطرف عنه لأنه قائدك إلى الحق.

نعود للغامدي وأسألكما: ماذا تقولان في هذا الحديث الذي رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل. رواه الإمام مسلم وغيره.

النبي عليه الصلاة والسلام يحكم بكذبك الغامدي لأنه:
1- قال بأنها أصدق كلمة
2- لفظ عام يهدم كلام الغامدي: وتكون نصا في كل فرد دلت عليه تلك النكرة مفردا كان او تثنية او جمعا ويكون مع الاستغراق للجزئيات بمعنى ان الحكم ثابت لكل جزء من جزئيات النكرة.

فهي هنا دخلت على نكرة فمن أصدق الغامدي أم الرسول صلى الله عليه وسلم؟

3- لفظ عام لكنه مخصوص بدليل أنه ليس كل شىء ما خلا الله باطلا. وقد بين أهل اللغة في كتبهم أنه ليس المراد بكل شىء الجنة والنار وما أشبه ذلك.

4- إقرار النبي عليه الصلاة والسلام لقوله مع علمه بأن المراد به الخصوص ليس العموم.

فما أكثر مخالفاتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليتك تنتصح

ثم تتايع الغامدي في مخالفاته للنبي عليه الصلاة والسلام فقال: وقول الله المستعان انه لايمك ان يخصص هذا العموم الابدليل صحيح يصرح بمنطوقه لا مفهومه.

أقول: ما معنى قولك يصرح بمنطوقه لا مفهومه؟ هذا غريب عجيب وقد عكست القاعدة فيه وقلبتها رأسا على عقب وإليك بيان بطلان كلامك: العبرة بالمفهوم وقد أفاض علماء الأصول في بيانه - إلا الغامدي - فإن قول الله تعالى: واسأل القرية. منطوقه أن يسأل ذات القرية " ومفهومه " إسأل أهل القرية لأن القرية بذاتها لا تسأل عادة أي الجدران.
وكذلك قوله تعالى: فلا تقل لهما أف. منطوقه عدم جواز أن يقول لهما لفظة " أف " والمفهوم تحريم التأفيف والضرب - وهذا مفهوم الموافقة - فليت شعري كيف يجوز لك أن تأخذ بكلام الغامدي وتهجر علماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

أليست هذه بربكم بدعة ضلالة التي جاء بها الغامدي وطار الخزاعي بها فرحا؟

لن أطيل الكلام في هذا الباب لأنه ليس بوسع الكل فهمه وأولهم الخزاعي لكن أنبه على قسم من أقسام المفهوم حتى تروا خطورة ما قاله الغامدي - ولا يجوز السكوت عليه - وهو قوله صلى الله عليه وسلم: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
فمنطوق الحديث أن الخطأ مرفوع -وهذا باطل- وأن النسيان مرفوع - وهذا باطل- وأن الاستكره مرفوع - وهذا باطل- لصدق الواقع بخلافه.

أما مفهوم الحديث وهو المراد: إن الله رفع المؤاخذة بالخطأ والنسيان والاستكراه وهذا متوقف عقلا على المؤاخذة لوقوعه عقلا والتنصيص عليه شرعا.
فاتق الله يا خزاعي وليتك تتوب فسوف أكون أول ءاخذ بيدك ولن يفيدك تحسرك يوم القيامة.

ثم قلت أو نسبت كلام الغامدي لنفسك الله أعلم: وهذا دونه خرق القتاد

بل كلامك باطل لثبوت حديث: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. فعن أي خرط وخرق قتاد تتكلم؟ وهذا الحديث مخصص للحديث لا محيد عنه ولا جواب لكم عنه.

ثم قلت: واقصى ماعندهم في هذا حديث { انه من احيا سنة من سنتي قد اميتت بعدي فان له من الاجر مثل من عمل بها من غير ان ينقص من اجورهم شيئا ومن ابتدع بدعة ضلالة لاترضي الله ورسوله كان عليه مثل اثام من عمل بها لا ينقص ذلك من اوزار الناس شيئا } رواه الترمذي

أقول: هل عرفت ما فعلت؟ هذا الحديث يتكلم عن سنة من سنن النبي التي تـُـحيا بعده وهو الذي قد سنها وليس هذا موضوعنا, فأي خبط وخلط وقعتما به يا مسكين؟

ثم إن هذا الكلام جهل بأدلة الخصم لأنه ليس أقصى ما عندنا بل نحن ما زلنا نلاعبك لكنك عرفت كيف تتهرب وأوقعت غيرك, بل من جملة أدلتنا حديث: من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها ..... الحديث وهذا الذي هربت منه عند المناظرة ومحاورتك للجواهري أنا.

أما قولك عن الحديث: ولا يخفى ما في هذا الاستدلال من ضعف على افتراض صحة الحديث وهو حجة عليهم لا لهم.

أقول: في هذا الكلام تهويل,
1- أما الضعف فقد ثبت تحريفك لدين الله ومحاولتك لهدم ركن عظيم منه كما تقدم.
2- أما الضلالة فهي مقيدة شاء من شاء وأبى من أبى وقد قال الخطيب البغدادي رضي الله عنه في الفقيه والتفقه: أما تقييد العام بالصفة فمثل قوله تعالى: فتحرير رقبة مؤمنة. ولو أطلق الرقبة لعمت المؤمنة والكافرة فلما قال (مؤمنة) وجب التخصيص.

وهذا يرد كلامك قطعا وأما من جهة اللغة فإنك لو قلت: أعط المؤمنين القرشيين ألف درهم. دل ذلك على تخصيص القرشيين وإلا دخل المؤمنون جميعهم في الخطاب ثم إن القرشيين وصف مقيد مخصص لهم بالعطاء وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ومن ابتدع بدعة ضلالة. ويدل عليه الرواية الصحيحة سنة حسنة وسنة سيئة فليس وصف للسنة بأنها سيئة لأنه يقابلها سنة حسنة فهذا اللفظ مفسر لرواية الترمذي وابن ماجه. فبطل ما ذهبت إليه.

ثم إن التقييد يكون بالصفة كما مر ولو كان وصفا لها فقط بأنها ضلالة لكان معنى الحديث ومن ابتدع بدعة - والبدعة ضلالة - فعليه وزرها....... وهنا نأتي إلى خرقكم القاعدة وهي:

لا يجوز بالإجماع العدول عن الحقيقة إلى المجاز إلا بدليل عقلي قطعي أو نقلي ثابت. نقله الإمام الرازي قائلا:وأجمع العلماء على أنه لا يجوز صرف الكلام إلى المجاز إلا بعد تعذر حمله على الحقيقة. إنتهى

وقال الإمام السرخسي في المبسوط:والتمسك بالحقيقة واجب حتى يقوم دليل المجاز. إنتهى

وما كان على خلاف هذا فهو عبث بالنصوص والأدلة التي أوردناها تثبت عكس ما ذهبتم إليه من تحريف.

وبهذا بطل قولكم " فهو موافق للحديث بعمومه لا مخصص له ".

وقد ورد هذا الحديث بجر ضلالة أي بدعة ضلالة فبدعة مضاف وضلالة مضاف إليه مجرور فعلى هذا يصح قطعا ما ذهبنا إليه من أنه تقييد سواء أكان بالنعت أو بالإضافة. رواه الترمذي وحسنه

ثم لماذا هذا التحريف وقد رواه ابن ماجه أيضا بلفظ: ومن ابتدع بدعة لا يرضاها اللـه ورسوله.... الحديث فمن ابتدع بدعة لا يرضاها الله ورسوله فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده, فما هذا التلاعب بالدين؟ وهذا الحديث دليل على جواز استحداث بدعة حسنة موافقة للشرع كما قال في شرح المشكاة وفيض القدير شرح الجامع الصغير وغيرهما.

أما قولك بأن الحديث ضعيف فهذا جهل بأصول الحديث لأن الحديث وإن كان في إسناده ضعيف لكن له شواهد تصلح لتقويته فيرتقي من الضعف إلى الحسن ولذلك قال الإمام المناوي في فيض القدير: ولكن للحديث شواهد عديدة ترفعه لدرجة الحسن.
ولا تخض في علم الحديث وهذه نصيحة لوجه الله تعالى.

أما قولك: فما كان فيه اقرار من النبي صلى الله عليه وسلم لايمكن ان يقال انه بدعة بل هو سنة بالاقرار.

استدلال باطل وأين إقرار النبي عليه الصلاة والسلام على تنقيط المصحف؟ أجب يا خزاعي

ثم بدأت تقول أقوالا تدل على جواز استحداث بدعة حسنة فقلت يا مسكين: وما كان موقوفا او مقطوعا احتاج الى الاستدلال له بالادلة الشرعية { الكتاب –السنة- الاجماع – القياس الصحيح } فان ثبت دخوله فيها كان سنة ولم يكن بدعه وان لم يثبت له دليل دل على انه باطل .

وهل نقول غير هذا عن السنة الحسنة؟ أضحك الله سن أهل الحق على إيقاعك نفسك في الفخ, ولطالما قلنا لك بأن المحدثات إن وافقت أصول الشريعة فهي سنة حسنة وما لم يؤيدها دليل شرعي فهي ليست حسنة.

بقي هناك أمر بأن ما أحدث موافقا للشرع فهو سنة حسنة ومحدثة حسنة وبدعة حسنة كما ورد في الحديث أما الأول فحديث من سن .... أما الثاني فحديث من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد أما الثالث فبمفهوم المخالفة من قوله عليه الصلاة والسلام ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله .....

وبجملتك الأخيرة تكون قد قضيت على نفسك وأثبتت ما قلناه والحمد لله على نعمه فقد فضحت نفسك بنفسك ولسان الحال يقول: هل هذا هو الكتاب النفيس الذي بهرتك أدلته؟ ويا لها من رسالة جامعية فتب إلى الله يا خزاعي من تحريفك لدين الله واسأل نفسك وحاسبها لو مت وأنت على هذا الاعتقاد من تحريف حديث رسول الله فما هو موقفك أمام رب العالمين حين لا ينفع غامدي ولا منجد ولا غيره؟ وما ذكرته غيض من فيض مما أنعم الله به علينا معشر أهل السنة وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كايد؟ هذا ما تسميه مداخلاتٍ لا نصيب لها من العلم.

لو سمحت يا أخ صلاح الدين أرجوك لا تحذف الموضوع لأن فيه بيان الحق والحق أحق أن يتبع بل التحذير من الخزاعي واجب لا يجوز السكوت عنه يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى جميع إخوانه النبيين والمرسلين وسلم

تنبيه أخير: يا خزاعي إعلم لا أحبذ مخاطبتك ولكن وجودك هنا جعلني أذكر مجرد اسمك وأنت ترى بأنني أرد على مشايخ مشايخك بالدليل الساطع.

خــــــــــــادم علم الحديث الشريف
علاء الدين الجواهري