تحصيله في العلم : لقد جد واجتهد في طلب العلم أحصى أئمتنا شيوخ أبو حنيفة فكانوا أربعة آلاف من كبار التابعين كما في سائر الكتب التي ترجمت للإمام أبو حنيفة . ثبت في كتاب الخيرات الحسان في مناقب الإمام الأعظم أبو حنيفة وثبت في الانتقاء : أنه قد حدثت له بشارة في بداية طلبه للعلم يقول رأيت رؤيا فأفزعتني رأيت كأني أنبش قبر النبي فأخرجت عظامه واحتضنته فأفزعتني هذه الرؤيا فذهبت إلى محمد بن سيرين فقال لأحد طلاب العلم أن يعرض الرؤيا على محمد لأن الإمام أبو حنيفة خاف أن يكون تأويل الرؤيا ليس جيد فقال محمد بن سيرين من صاحب الرؤيا فقال أبو حنيفة طالب العلم الجديد فقال إنها بشارة له أنه سوف يجمع أخبار النبي وينشرها لتنبش أخبار النبي ولتحيين سنته وفي هذه العجالة لا نستطيع أن نترجم لكل شيوخه ولكن شيخ واحد حماد بن مسلم أبو اسماعيل الكوفي وقد لازمه أبو حنيفة ـ 18 ـ سنة ومات قبل أبو حنيفة بثلاثين سنة وما فارق أبو حنيفة حلقته ـ18ـ سنة وانظروا ترجمته في التهذيب [ 231 / 5 ] العلامة حماد بن أبي سليمان حماد بن مسلم أبو اسماعيل الكوفي : كان يطعم كل يوم في شهر رمضان 500 صائم فإذا صارت ليلة العيد أكسى كل واحد ثوباً وأعطاه مائة درهم فهذا حال هذا العبد وأبو حنيفة تلقى العلم منه والنبل والفضيلة وقيل في ترجمة حماد قال أفقه أهل الكوفة علي وابن مسعود وأفقه أصحابهم علقمة بن الأسود
وأفقه أصحاب علقمة بن الأسود ابراهيم النخعي
وأفقه أصحاب ابراهيم النخعي حماد بن أبي سليمان
وأفقه أصحاب حماد بن سليمان أبو حنيفة النعمان
وأفقه أصحاب أبو حنيفة النعمان الإمام أبو يوسف
وانتشر طلاب الإمام أبو يوسف في الأرض وأفقه طلاب الإمام أبو يوسف محمد بن الحسن وأفقه طلاب محمد بن الحسن الإمام الشافعي فخذ هذا الإسناد وما بعد هذا الإسناد إسناد ـ عن الشافعي عن محمد بن الحسن عن أبو يوسف عن أبو حنيفة عن حماد ابن أبي سليمان عن ابراهيم النخعي عن علقمة بن الأسود عن علي وابن مسعود عن الرسول صلى الله عليه وسلم ……
وهو أقوى إسناد وجد كلهم علماء الأمة . ولما اجتمع الإمام أبو حنيفة وأبو جعفر المنصور قال له المنصور عن من أخذت يا أبا حنيفة قال عن أصحاب علي وأصحاب عبد الله بن مسعود قال لقد تثبت وأنت على بينة وهدى إذا كان هؤلاء هم شيوخك ، وكان أبو حنيفة يُقرن شيخه حماد بوالديه في الحب فكان أبو حنيفة يقول ما صليت صلاة إلا واستغفرت لوالديَ ولشيخي حماد بن مسلم وقال سفيان : من صلى الصلوات الخمس فقد شكر ربه ومن دعى لوالديه بعد الصلوات الخمس فقد شكر لوالديه . ويقول الله عز وجل في سورة لقمان { أن اشكر لي ولوالديك إليَ المصير } ويقول أبو حنيفة ما مددت رجلي في اتجاه بيت شيخي حماد بن مسلم وبين بيتي وبيته سبعة سكك والآن يقول المتنطعون أين دليله فهل الأدب يحتاج إلى دليل فمن مشى أمام والده فقد عقه ومن نادى أباه باسمه فقد عقه أين الدليل على هذا لا يوجد وهل لا بد أن يأتي على الأدب بدليل ، والإفاضة في أحوال شيوخه تحتاج إلى سنين .
وللحديث بقية إن شاء الله .
|