قال الإمام الشافعي : الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة من أراد أن يتفقه فهو من العيال على أبي حنيفة فجاء الزمان الذي فيه العيال يردون على أبي حنيفة وهو ما قاله لنا الشافعي بل ما قاله لتلاميذه ، ويقول الإمام الذهبي معلقاً على كلام الشافعي الناس في الفقه عيال ثبت ذلك في السير ـ 403 ـ : الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام وهذا أمر لا شك فيه ، وليس يصح دليل في الأذهان إذا احتاج النهار إلى دليل ، ثم قال الذهبي وسيرته تحتمل أن تفرد في مجلدين . يزيد بن هارون يقول في تذكرة الحفاظ [ 168 / 1 ] قال عندما سئل عن سفيان الثوري وأبا حنيفة : أبا حنيفة أفقه وسفيان للحديث أحفظ وسبب حفظ سفيان لأنه تفرغ للحفظ فظهرت صفة المحدث وأبا حنيفة يحفظ مثله أو أكثر ولكن أبا حنيفة ما تفرغ للروايات ، ما رأيت أورع ولا أعقل من أبي حنيفة .
وقال الإمام أحمد : أبو حنيفة من أهل الورع والزهد وإيثار الآخرة على الدنيا وهو في ذاك المكان الذي لا يدركه أحد يجلد ليتولى القضاء فيرفض وكذلك يمسك ختم الدولة الذي به يصدق على كل الأحكام في الدولة فيجلد ليتولى ذلك فيرفض . وكان الإمام أحمد يتأسى بالإمام أبو حنيفة في فتنة خلق القرآن فذاك من أجل نعمة امتنع وأما أنا فيريدون مني فتنة فتأسى به .
وأئمتنا قاطبة أثنوا عليه وتلاميذه الذين لهم شأن كانوا يثنون عليه وهم اعلم الناس بأحواله فتلاميذه كانوا يفعلون مع أبا حنيفة ما يفعل مع شيوخه هذا أبو يوسف قال : إني أستغفر لوالدي ولأبي حنيفة دبر كل صلاة وقال أبو يوسف : الثوري أكثر مني متابعة لأبي حنيفة .
وهذا أكبر المحدثين شيخ أهل الأرض في زمانه الإمام البخاري الترجمات الفقهية في الجامع الصحيح يوافق أبو حنيفة في أكثر المسائل فهذا إمام الأثر وافق أبو حنيفة . قال بن حزم : أحسن الحنفية حينما قالوا إن الحديث الضعيف يقدم على القياس ، وهناك قصة أن رجل أقسم على امرأته بالطلاق أنها لا بد أن تطبخ له طعام وتضع في القدر مركوك ملح حوالي ثلاثة كيلو ثم لا يظهر أثر الملح في الطعام وإن لم تفعل فهي طالق فذهبوا للعلماء في عصر الإمام أبي حنيفة ليجدوا مخرجاً شرعياً فلم يجد العلماء لهم مخرج فسألوا أبو حنيفة فقال تطبخ له في القدر بيض مسلوق وتضع مركوك ملح ويزيد ثم تقدمه لزوجها فسوف يحتاج البيض إلى ملح . يقول الليث بن سعد الذي له شأن عظيم يقول : كنت أسمع لأبي حنيفة فأعجبت بسرعة جوابه أكثر من جوابه فجوابه محكم لا خلل فيه .
وللحديث بقية إن شاء الله .
|