حب هذا الإمام من السنة ، قال الإمام محمد بن خازن : حب أبو حنيفة من السنة كما يقول الإمام الخريبي وهو عبد الله بن داود الهمداني الخريبي حديثه في صحيح البخاري كان يقول : ما يقع في أبي حنيفة إلا جاهل أو حاسد . وقيل له كما في تذكرة الحفاظ قيل للخريبي يذكرون أن أبا حنيفة يرجع في بعض أقواله قال إن الفقيه إذا ما اتسع فقهه فعل ذلك . ثبت في تذكرة الحفاظ [ 338 / 1 ] أن النظر إلى وجه عبد الله الخريبي عبادة ، وقال الخريبي أيضاً : يجب على أهل الإسلام أن يدعوا لأبي حنيفة النعمان لأنه حفظ عليهم السنن والفقه .
وقيل في الإمام أبي حنيفة : من أحبه فهو سني ومن أبغضه فهو بدعيَ ، فمن أحبه فهو على السنة ومن أبغضه فهو على بدعة .
حدثت له ثلاثة أمور لم تحدث للأئمة الثلاثة الباقيين :
1) تابعي فاز برؤية الصحابة الكرام وتقدم معنا ثبوت رؤيته لسيدنا مالك رضي الله عنه
2) هو الذي وضع الطريقة المتبعة في الفقه لكل من جاء بعده كل فقيه بعده بدءاً من سيدنا مالك ساروا على طريقة ترتيب وتبويب سيدنا أبي حنيفة في الفقه بحيث أن يبدأ بالطهارة حتى البيوع وهكذا ..
3) وحاله مع علماء الأمة كحال الرسول مع الرسل الكرام فنبينا أكثر الأنبياء اتباعاً وكذلك أبو حنيفة مذهبه حصل له رواج وقبول وانتشار وعمل به الصالحون الأبرار في سائر الأقطار بحيث لم تحصل تلك النسبة لأحد من الأئمة .
وإن حبه من السنة وأنه يجب على أهل الإسلام أن يدعوا له في صلاتهم لأنه حفظ عليهم دينهم وقال ذلك كثير من العلماء الأبرار منهم أبو معاوية محمد بن حازم ومنهم الإمام أبو عبد الرحمن الخريبي وإن حب المسلمين فرض في الدين فكيف بحب علمائنا وسادتنا الفقهاء لا شك أن هذا من آكد الفروض وأوجب الواجبات فهم أولياء رب العالمين فهنيئاً لمن أحبهم وعطر المجالس بذكرهم وشقاء لمن بغضهم أو وقع فيهم فهم أولياء الله حبهم واجب فعند ذكرهم تتنزل الرحمات وإذا ذكروا ذكر رب الأرض والسماوات كما أنه إذا ذكر الله ذكروا قال العبد الصالح عبد العزيز ابن أبي رواد والكلام موجود في عقود الجمان في مناقب سيدنا أبي حنيفة النعمان الكتاب الأول ؛ كما يقول ابن حجر الهيثمي : وعبد العزيز بن أبي رواد صدوق عابد وهو من أئمة الخير والصلاح له في صحيح البخاري تعليقاً وأهل السنن الأربعة وانظروا ترجمته العطرة في السير في الجزء السابع وقال عنه الإمام الهيثمي في المجمع ـ 214 ـ وهو ثقة ووالده عبد المجيد ابن أبي رواد من أهل مكة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين وكان يقول : من أحب أبا حنيفة فهو سني ومن أبغضه فهو مبتدع شقي . وقال بيننا وبين الناس أبي حنيفة النعمان فمن أحبه وتولاه فهو على السنة ومن أبغضه وانحرف عنه فهو على البدعة ، بيننا وبين الناس أبي حنيفة فهذا هو الفيصل وهذا هو الردى فمن أحبه وتولاه على السنة ومن أبغضه وانحرف عنه فهو على البدعة يقول ذلك شيخ الإسلام العبد الصالح عبد العزيز بن أبي رواد رضوان الله عليهم ، ولذلك الوقيعة فيه وفي أئمة الإسلام وقيعة في الإسلام وقد تفطَن سيدنا أبي زرعه لعمل الزنادقة اللئام فقال : إذا رأيت أحد ينتقص أحد من أصحاب رسول الله فاعلم انه زنديق ولا دين له فقيل له لما فقال : لأن القرآن حق والسنة حق والذين نقلوا القرآن والسنة هم الصحابة فإذا كان الناقل لا يوثق به فما قيمة المنقول وفقه ديننا يعود إلى هؤلاء الأئمة الكرام ، وقلت مراراً نصوص القرآن والسنة مع فهم الصحابة انحصر ذلك في ما عليه الأئمة الأربعة فإذا جئنا وطعنا فيهم طعنا في الإسلام وحقيقة هذه زندقة ولكن كما يقال من وراء جدار وستار فلا يطعن في الإسلام مباشرة بل يتوصل إلى طعن الإسلام عن طريق الطعن بأئمة الإسلام بدءاً من سيدنا أبي حنيفة النعمان ومن تبعه من الأئمة الكرام .
وللحديث بقية إن شاء الله .
|