عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 25-01-2001, 05:58 AM
المؤيد الأشعري المؤيد الأشعري غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 226
Post

دعنا نرد على محمد بن هادي عمير المدخلي ببعض إفتراءاته .

أولا:

سئل الإمام العلامة المحدث السيد/ عبدالله بن الصديق الغماري الحسني قدس الله روحه الشريفة عن من أسس طريقة الصوفية ؟

فأجاب بما يلي :

" فاعلم إن الطريقة أسسها الوحي، في جملة ما أسس من الدين المحمدي. إذ هي بلا شك مقام الإحسان الذي هو أحد أركان الدين الثلاثة التي جعلها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بعد ما بينها واحدًا واحدًا، دينا فقال: ( هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم )

فغاية ما تدعو إليه الطريقة تشير إليه مقام الإحسان بعد تصحيح الإسلام والإيمان، فالدين كما هو في الحديث عبارة عن أركان ثلاثة فمن أدخل بمقام الإحسان الذي هو الطريقة فدينه ناقص بلا شك لتركه ركنا من أركان الدين " انتهى

من خلال كلام الإمام المحدث السيد/ محمد بن الصديق الغماري -قدس الله روحه واعلى منزلته- قد سئل عن أول من أسس التصوف فقال:
" أما أول من أسس الطريقة، فلتعلم أن الطريقة أسسها الوحي السماوي في جملة ما أسس من الدين المحمدي، إذ هي بلا شك مقام الإحسان الذي هو أحد أركان الدين الثلاثة جعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ما بينها واحدًا واحدًا دينا بقوله: ( هذا جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم) وهو الإسلام والإيمان والإحسان ."

يقول شيخنا الكريم سيف الله الصقيل الإمام السيد / طارق بن محمد السعدي الحسني:
" إن التصوّف ركن الدين الثالث وهو الإحسان أُحْدث له اسم واصطلاح كما هو شأن الركنين الآخرين وسائر العلوم، وضبطت مبادئه وطرقه، وليس هو فرقة أو ما شابه، غير أنه لما كان العمل به على مراتب تميّز العاملون بأعلاها من بين الناس فصاروا كالفرقة المستقلة، فهم كذلك من جهة اختصاصهم بذلك المقام لا من جهة افتراقهم عن الحق ."

اما الإدعاء بأنها حركة بدعية لم تكن في عهد الصحابة الكرامرضي الله عنهم ولكنها استحدثت في فترات ما قبلهم .

نجيب ونقول:
قد يتسائل الكثيرون عن سبب في عدم انتشار الدعوة التصوف في صدر الإسلام، وعدم ظهور هذه الدعوة إلا بعد عهد الصحابة والتابعين
والجواب عن هذا

إنه لم تكن من حاجة إليها في العصر الأول، لأن أهل هذا العصر كانوا أهل تقوى وورع، وأباب مجاهدة وإقبال على العبادة بطبيعتهم، وبحكم قرب أتصالهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكانوا يتسابقون ويتبارون في الإقتداء به في ذلك كله، فلم يكن ثّمة ما يدعو إلى تلقيهم علما يرشدهم إلى أمر هم قائمون به فعلا، وإنما مثلهم في ذلك كمل العربي القح، يعرف اللغة العربية بالتوارث كابرا عن كابر حتى إنه ليقرض الشعر البليغ بالسليقة والفطرة دون أن يعرف شيئا من قواعد اللغة والإعراب والنظم والعروض والقريض، فمثل هذا لا يلزم تعلمة النحو ودروس البلاغية، ولكن علم النحو والقواعد اللغة والشعر تصبح لازمة عند تفشي اللحن، وضعف التعبير أو لمن يريد من الأجانب أن يتفهمها ويتعرف عليها .

فالصحابة والتابعون وإن لم يتسموا باسم المتصوفين - وكانوا صوفيين فعلا وإن لم يكونوا كذلك اسمًا - وماذا يراد من التصوف إلا أن يعيش المرء لربه ونفسهن ويتحلى بالزهد وملازمة العبودية والإقبال على الله بالروح والقلب في جميع الأوقات .

وأظن ذلك يكفي بالرد على محمد المدخلي .

والله من وراء القصد