عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 17-02-2001, 08:56 PM
المؤيد الأشعري المؤيد الأشعري غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 226
Post

والله لا أدري كيف التعامل مع هذه الأشكال ولا أدري كيف تضيعون وقتكم الثمين معها وإنني على تجرب معها فلا فائدة وأظن الأخ التيجاني على علم بها وهو كذلك قد وأنا معه عانينا الكثير لتوضيح اللبس لدى هذه المدعوة غرناطة .

والحق أبلج ولكنها بباطلها تلجلجن لن نخلص إلا باللجلجة فقط والمجادلة العقيمة معها، تتكلم عن الصوفية وكيف ليس لهم أساس ولا وجود في عصر الصحابة والتابعين ... ولقد رددنا على هذا الكلام عليها من قبل بما يلي:

حول موضوعي عن التصوف والصوفية الذي نشرته في الديوان اليمين وكذلك سبلة العرب وحوار أين؟ ومما قلت فيه وذكرت ما يلي:

لقد كثر نقاش الناس وخاصة الخصوم للصوفية، وادعائهم بأنها حركة بدعية لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا في عهد صحابته الكرام رضي الله عنهم ولكنها استحدثت في فترات ما قبلهم .

يقول التكتور أحمد علوش: " قد يتسائل الكثيرون عن سبب في عدم انتشار الدعوة التصوف في صدر الإسلام، وعدم ظهور هذه الدعوة إلا بعد عهد الصحابة والتابعين
والجواب عن هذا

إنه لم تكن من حاجة إليها في العصر الأول، لأن أهل هذا العصر كانوا أهل تقوى وورع، وأباب مجاهدة وإقبال على العبادة بطبيعتهم، وبحكم قرب أتصالهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكانوا يتسابقون ويتبارون في الإقتداء به في ذلك كله، فلم يكن ثّمة ما يدعو إلى تلقيهم علما يرشدهم إلى أمر هم قائمون به فعلا، وإنما مثلهم في ذلك كمل العربي القح، يعرف اللغة العربية بالتوارث كابرا عن كابر حتى إنه ليقرض الشعر البليغ بالسليقة والفطرة دون أن يعرف شيئا من قواعد اللغة والإعراب والنظم والعروض والقريض، فمثل هذا لا يلزم تعلمة النحو ودروس البلاغية، ولكن علم النحو والقواعد اللغة والشعر تصبح لازمة عند تفشي اللحن، وضعف التعبير أو لمن يريد من الأجانب أن يتفهمها ويتعرف عليها ."

ثم يتابع الدكتور أحمد علوش قوله: " فالصحابة والتابعون وإن لم يتسموا باسم المتصوفين - وكانوا صوفيين فعلا وإن لم يكونوا كذلك اسمًا - وماذا يراد من التصوف إلا أن يعيش المرء لربه ونفسهن ويتحلى بالزهد وملازمة العبودية والإقبال على الله بالروح والقلب في جميع الأوقات ." اهـ

لما تقدم العهد وتوالت السنين والأيام ودخل في حظيرة الإسلام أمم شتى وأجناس عديدة ودائرة أتسعت وتقسمت وتوزعت بين أرباب الإختصاص قام كل فريق بتدوين الفن والعلم الذي يجيده أكثر من غيره، فنشأ ـ بعد تدوين النحو في الصدر الأول ـ علم الفقه، وعلم التوحيد، وعلم الحديث، وأصول الدين، والتفسير، والمنطق، وعلم مصطلح الحديث ..الخ .

وأخذ بعد فترة أن أخذ التإثير الروحي يتضائل شيئا فشيئا، وأخذ الناس يتناسون ضرورة الإقبال على الله بالعبودية، وبقلب وهمة عالية مما دعا أرباب الرياضة والزهد إلى أن يعلمواهم من ناحيتهم أيضا على تدوين علة التصوف، وإثبات شرفه وجلاله وفضله على سائر العلوم، ولم يكن ذلك منهم احتجاجا على انصراف الطوائف الأخرى إلى تدوين علومهم بل كان يجب أن يكون سدًا للنقص واستكمالا لحاجات الدين في جميع نواحي النشاط مما لابد منه لحصول التعاون على تمهيد أسباب البر والتقوى .

أما تاريخ التصوف فيظهر من خلال كلام الإمام المحدث السيد/ محمد بن الصديق الغماري -قدس الله روحه واعلى منزلته- قد سئل عن أول من أسس التصوف فقال:
" أما أول من أسس الطريقة، فلتعلم أن الطريقة أسسها الوحي السماوي في جملة ما أسس من الدين المحمدي، إذ هي بلا شك مقام الإحسان الذي هو أحد أركان الدين الثلاثة جعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد ما بينها واحدًا واحدًا دينا بقوله: ( هذا جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم) وهو الإسلام والإيمان والإحسان ."

فالإسلام طاعة وعبادة، والإيمان نور العقيدة، والإحسان مقام مراقبة ومشاهدة هو أن تعبد الله كانك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

وأظن هذا يكفي بيان وتوضيح .